أمريكا خلال 48 ساعة.. خفض الفائدة اتجاه عالمي لزيادة النمو
بدأ في آسيا ثم كوريا الجنوبية وماليزيا وجنوب أفريقيا في الأيام الماضية، وأوروبا والصين خلال أسابيع
بدأت البنوك المركزية في العالم تتجه لخفض أسعار الفائدة لزيادة معدلات النمو الاقتصادي، وأبعاد شبحه ضعفه أو تباطئه خلال الشهور المقبلة.
وبدأ التوجه مطلع العام الجاري في دول آسيا المطلة على المحيط الهادي، أعقبه تخفيض البنوك المركزية أسعار الفائدة الرئيسية في آسيا وجنوب أفريقيا، ومن المنتظر أن تتبعه أمريكا خلال 48 ساعة، وأوروبا والصين خلال أسابيع.
وخفضت نيوزيلندا والهند وماليزيا والفلبين أسعار الفائدة، كما اتخذ البنك المركزي الصيني سلسلة إجراءات للتوسع في إقراض المشروعات الصغيرة.
ويتوقع المستثمرون هناك أن يخفض البنك أسعار الفائدة الأساسية، ما أن يقرر الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي (البنك المركزي الأمريكي) إجراء مماثلاً.
ويترقب المستثمرون اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي اليوم الثلاثاء وغدا الأربعاء لحسم أسعار الفائدة، وهو الاجتماع الذي يأتي متزامناً مع بدء مفاوضات الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
ومن المتوقع إلى حد بعيد أن يخفض مجلس الاحتياطي الاتحادي أسعار الفائدة بواقع 25 نقطة أساس خلال اجتماع لأول مرة في أكثر من عقد، بسبب تباطؤ النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة.
لكن مثل هذه الخطوة تعتبر على نطاق واسع خطوة استباقية لحماية الاقتصاد من الضبابية العالمية وضغوط التجارة، على عكس بعض الدول الأخرى التي تواجه مخاطر وشيكة أكثر.
وتبرز أهمية تخفيض أسعار الفائدة كأفضل السبل لإبعاد شبح ضعف النمو الاقتصادي.
ويرى الكاتب الاقتصادي براين بلاكستون ميل بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي والبنك المركزي الأوروبي إلى تهدئة أسعار الفائدة، وذلك لارتباط اقتصادهم الشديد بأسواق المال العالمية شجع البنوك المركزية في الأسواق الناشئة على المسارعة بهذا الإجراء، لتحفيز النمو فيها.
وأبقى البنك المركزي الأوروبي الأسبوع الماضي على معدل الفائدة دون تغيير عند أدنى مستوى له، صفر.
وعدل البنك المركزي الأوروبي توقعاته لأسعار الفائدة، وطلب من موظفيه إعداد خيارات لمزيد من التيسير في السياسة النقدية، ليفتح الباب صراحة أمام خفض الفائدة ومزيد من شراء السندات في سبتمبر/أيلول المقبل، وفقا لما نقلته رويترز.
وقال المركزي الأوروبي إنه يتوقع الآن أن تبقى أسعار فائدته الرئيسية عند مستوياتها الحالية أو دونها حتى النصف الأول من 2020 على الأقل، متخليا عن تعهده السابق بالإبقاء على أسعار الفائدة عند مستواها الحالي حتى منتصف 2020.
وقبل بضعة أيام، قرر البنك المركزي في كوريا الجنوبية خفض أسعار الفائدة للمرة الأولى منذ 3 أعوام كاملة، للتغلب على انخفاض معدل النمو الاقتصادي من أقرب طريق.
ووصل سعر الفائدة الأساسي إلى 1.5% بعد خفضه بمقدار ربع نقطة مئوية.
وأدهش توقيت القرار المحللين الاقتصاديين، فقد أجرت صحيفة "وول ستريت جورنال" استطلاعاً للرأي شمل 19 محللاً بارزاً، أعرب 12 منهم عن اعتقادهم بأن كوريا الجنوبية لن تخفض الفائدة قبل أغسطس/آب المقبل، فإذا بها تستعجل في التطبيق بفارق شهر كامل.
وألمح البنك إلى مزيد من قرارات الخفض، مقللاً توقعات النمو الاقتصادي ومعدلات التضخم للعام الحالي.
ويقول محللون في بنك "سوسيتيه جنرال" "إن قرارات خفض أسعار الفائدة توحي بأنها ليست نوعاً من التأمين بل سياسة رد فعل لمواجهة مفاجآت سلبية على مستوى الاقتصاد الكلي".
وتوقعوا مزيداً من الخفض في الربع الأخير من العام الجاري والربع الأول من العام المقبل، ليصل أقصى سعر للفائدة إلى 1% في كوريا الجنوبية.
أما بنك إندونيسيا المركزي فخفض سعر الفائدة بمقدار ربع نقطة إلى 5.75%، وهو أول قرار من نوعه منذ سبتمبر/أيلول 2017، ولم يختلف القرار كثيراً عن توقعات المحللين الاقتصاديين المحليين هناك.
أما محللو "بنك كومرزبنك" الألماني فيتوقعون خفضاً متتالياً يصل في مجمله إلى 0.75% حتى نهاية العام، وبالنسبة لجنوب أفريقيا فقد وصل سعر الفائدة الأساسي إلى 6.5% مقابل 6.75% قبل القرار الأخير.
ومن الملاحظ على قرارات البنوك المركزية في الدول الثلاث أنها اتخذت لمواجهة ضعف النمو الاقتصادي أساسا، بينما تتخذ دول أخرى قرارات مماثلة بدافع ضمان التوسع الاقتصادي.
aXA6IDMuMTcuNzYuMTc0IA== جزيرة ام اند امز