أمريكا تشرعن المقامرة السياسية.. هل تصبح «هاريس» رهان الانتخابات الرابح؟
وسط انفجار المقامرة القانونية في الولايات المتحدة، ظلت بعض الأمور محظورة، بما في ذلك المراهنة على نتائج الانتخابات الأمريكية.
لكن هذا قد يكون على وشك التغيير.
إبطال قرار منع المراهنة السياسية
من جانبها ألغت قاضٍية فيدرالية في واشنطن، قراراً صادرا عن لجنة تداول السلع الآجلة الأمريكية بمنع شركة من السماح بالمراهنات على نتائج الكونغرس المقررة في نوفمبر/تشرين الثاني 2024، مما قد يمهد الطريق أمام جعل هذه الممارسة قانونية بشكل عام.
ويوم الجمعة الماضي، حكمت قاضية المحكمة الجزئية الأمريكية، جيا كوب، لصالح منصة "كالشي"، التي تتخذ من نيويورك مقراً لها، لكنها لم توضح أسبابها.
وكتبت "كالشي" في ملف للمحكمة: "مع اقتراب موعد الانتخابات، تستحق شركة كالشي والجمهور الوصول إلى العقود التي حجبتها لجنة تداول السلع الآجلة لفترة طويلة بالفعل".
وتعد لجنة تداول السلع الآجلة الأمريكية وكالة مستقلة، تابعة للحكومة، تنظم سوق المراهنات من بين أشياء أخرى.
ولا تسمح أي ولاية قضائية أمريكية بالمراهنات على الانتخابات. ولكن مثل هذه المراهنات متاحة بسهولة للمراهنين الذين يستخدمون مواقع الويب الأجنبية، وتنتشر الممارسة على الانتخابات على نطاق واسع في أوروبا.
وفي سبتمبر/أيلول 2023، أخبرت اللجنة منصة "كالشي" أنها لا تستطيع تقديم رهانات تنبؤية بـ"نعم" أو "لا" بشأن الحزب الذي سيسيطر على مجلس النواب أو مجلس الشيوخ، وحكمت بأن ذلك يشكل نشاط مراهنة غير قانوني يتعارض مع المصلحة العامة.
- هاريس تعلن الحرب على الأسعار في حملتها الانتخابية.. جشع التجار يحفز التضخم
- «السيليكون».. شريان العالم إلى الكوكب الذكي
«المراهنة» على انتخابات الكونغرس
الآن بعد قرار القاضية الأمريكية، أصبح بإمكان الناخبين فعل أكثر من مجرد التصويت في انتخابات الكونغرس المقرر إجراؤها في خريف هذا العام، فبات بوسعهم المراهنة عليها أيضاً.
وبالفعل، بدأت شركة ناشئة، الخميس، في المراهنة على نتائج انتخابات الكونغرس في نوفمبر/تشرين الثاني 2024.
ويقر الحكم الذي أصدرته قاضية المحكمة الجزئية الأمريكية، جيا كوب، في واشنطن، بالرهانات الوحيدة المسموح بها قانوناً على الانتخابات الأمريكية من قبل سلطة قضائية أمريكية.
وأصبح بإمكان شركة "كالشي" التي تتخذ من نيويورك مقراً لها، على الأقل مؤقتاً، تقديم عقود التنبؤ -في الأساس رهانات بنعم أو لا- على الحزب الذي سيفوز بالسيطرة على مجلسي الشيوخ والنواب في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
وفي غضون 90 دقيقة من حكم القاضية، تم الإعلان عن الرهانات على موقع الشركة على الإنترنت.
ولم يكن من الواضح إلى متى قد تستمر هذه الرهانات؛ وقالت لجنة تداول العقود الآجلة للسلع، التي منعت الشركة العام الماضي من طرحها، إنها ستستأنف الحكم في أسرع وقت ممكن.
ستحاول "كالشي" القيام بالمراهنات بالطريقة الصحيحة، بموجب التنظيم الحكومي. لقد استثمرت بشكل كبير في هذه الأسواق، وأنفقت ملايين الدولارات. لذلك؛ سيكون من غير اللائق أن يذهب كل هذا الاستثمار أدراج الرياح.
تداعيات على نزاهة الانتخابات
وكتبت الوكالة أن مثل هذه المراهنات "يمكن استخدامها بطرق من شأنها أن يكون لها تأثير سلبي على نزاهة الانتخابات".
إن السماح بمثل هذه الرهانات قد يؤدي إلى أنشطة خبيثة تهدف إلى التأثير على نتائج الانتخابات وتقويض ثقة الجمهور الهشة بالفعل في عملية التصويت.
وحسب تقرير لوكالة "أسوشيتد برس"، فإن هذه العقود ستمنح المشاركين في السوق حافزاً قدره 100 مليون دولار للتأثير على السوق في الانتخابات، ما يعني وجود تهديد شديد الخطورة للمصلحة العامة.
لقد استخدمت لجنة تداول العقود الآجلة للسلع، تشبيهاً للتدليل على تداعيات المراهنة على الانتخابات، بشخص اتخذ مركزاً استثمارياً في سلع الذرة، وبدأ ينشر معلومات مضللة عن الجفاف، وأن الجفاف قادم، فمن الطبيعي أن تتمثل التداعيات في تحريك سعر الذرة بالأسواق. نفس الشيء يمكن أن يحدث هنا.
ولن يكون حكم اليوم هو الكلمة الأخيرة في القضية؛ حيث قالت اللجنة إنها ستستأنف على أساس طارئ أمام محكمة دائرة في واشنطن العاصمة، وطلبت من القاضي تأجيل حكمها لمدة 24 ساعة. لكن القاضي رفض، ولم يترك أي حظر على الشركة التي تقدم الرهانات الانتخابية، على الأقل في المدى القريب جداً.
وتعرض الشركة بالفعل رهانات "بنعم أو لا" بشأن الموضوعات السياسية بما في ذلك ما إذا كان سيتم إغلاق الحكومة هذا العام، وما إذا كان سيتم تأكيد تعيين قاضٍ جديد في المحكمة العليا هذا العام.
«هاريس».. الرهان الرابح
من الناحية الفنية، رهانات "كالشي" ليست الأولى التي يتم عرضها بشكل قانوني في الانتخابات الأمريكية. فقد سمحت ولاية فرجينيا الغربية بمثل هذه الرهانات لمدة ساعة واحدة في أبريل/نيسان 2020 قبل أن تتراجع وتلغي أسواق الرهان تلك، وتقرر أنها لم تقم بالبحث المناسب مسبقاً.
وفي عام 202 أيضاً، أخبرت العديد من شركات المراهنات الرياضية الكبرى في البلاد وكالة "أسوشيتد برس" أنها ستقبل المراهنات على الانتخابات الرئاسية الأمريكية، إذا كان ذلك قانونياً.
وتم إدراج نائبة الرئيس، كامالا هاريس، الأربعاء الموافق 11 سبتمبر/أيلول 2024، باعتبارها المرشحة الأوفر حظا قليلاً للفوز بالانتخابات الرئاسية الأمريكية على مواقع العديد من شركات المراهنات الأوروبية، التي أعطتها احتمالية 54% إلى 55% للفوز بعد أدائها في مناظرة الثلاثاء الماضي.