عرض أمريكي جديد لاستعادة اثنين من مواطنيها محتجزين بروسيا
رغم توتر العلاقات الأمريكية الروسية مؤخرًا، فإن قنوات الاتصال بين البلدين لا تزال مفتوحة، وقد تقود إلى صفقة تبادل محتجزين أمريكيين لدى موسكو.
ويقول كبير مفاوضي الرهائن، إن الولايات المتحدة تعمل على إطلاق سراح مراسل «وول ستريت جورنال» إيفان غيرشكوفيتش، وجندي سابق في البحرية الأمريكية بول ويلان بعد أن رفضت موسكو العرض الأخير.
وبحسب كبير الدبلوماسيين الأمريكيين المعنيين بالرهائن روجر كارستينز، فإن الولايات المتحدة «بصدد محاولة وضع ما قد يبدو عرضنا التالي. هذا قيد التقدم. نحاول دائمًا معرفة الشكل الذي قد يبدو عليه الاقتراح التالي».
وفي 29 مارس/آذار من العام الماضي، أصبح غيرشكوفيتش أول صحفي أمريكي يتم احتجازه في روسيا بتهمة التجسس منذ نهاية الحرب الباردة. وهو محتجز في انتظار المحاكمة منذ أن اعتقله جهاز الأمن الفيدرالي الروسي أثناء قيامه برحلة صحفية في مدينة يكاترينبرج.
ويمكث غيرشكوفيتش في سجن ليفورتوفو بموسكو بناء على ادعاء ينفيه هو والصحيفة والحكومة الأمريكية بشدة. وتعتبر الولايات المتحدة أنه اعتقل ظلما. ويمكن أن تصل عقوبة الإدانة بالتجسس في روسيا إلى السجن لمدة تصل إلى 20 عاما، ومن النادر أن تصدر أحكام بالبراءة في مثل هذه القضايا.
أما بول ويلان، فهو جندي سابق في مشاة البحرية الأمريكية، محتجز -كذلك- في روسيا منذ عام 2018. وقد أُدين بتهم التجسس التي نفاها هو والولايات المتحدة، بعد محاكمة سرية في عام 2020. وصنفته الولايات المتحدة محتجزًا بشكل غير مشروع.
ويقضي ويلان حكما بالسجن لمدة 16 عاما في سجن IK-17، وهو جزء من مستعمرة في منطقة موردوفيا الروسية، على بعد 300 ميل شرق موسكو، بحسب صحيفة «وول ستريت جورنال».
وتحدث وزير الخارجية أنتوني بلينكن هاتفيا مع ويلان في فبراير/شباط، مما يشير إلى استمرار واشنطن في التعامل مع قضيته.
وقالت روسيا إنها تتصرف وفقا لقوانينها الخاصة في كلتا الحالتين. ولم ترد السفارة الروسية في واشنطن على الفور على طلب للتعليق.
وكان جيرشكوفيتش وويلان موضوع محادثات تبادل الأسرى بين الولايات المتحدة وروسيا. وقال كارستينز إن روسيا رفضت الاقتراح الأمريكي الأخير في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
كارستينز، والذي يشغل -كذلك- منصب المبعوث الرئاسي الخاص لشؤون الرهائن، أضاف: «من واجبنا أن نعرف ما الذي سيتطلبه إنجاز ذلك ونرى ما إذا كان بإمكاننا، رقم 1، الولايات المتحدة، أن نجمع هذا الاقتراح، ورقم 2، لإيجاد شيء سيقبله الروس».
وفي الشهر الماضي، وافق قاضي محكمة مدينة موسكو على طلب جهاز الأمن الفيدرالي بتمديد احتجاز غيرشكوفيتش لمدة ثلاثة أشهر. وهذا هو التمديد الخامس من نوعه، وكان المثول الثاني عشر لجيرشكوفيتش أمام المحكمة. ويخصص القانون الروسي سنة واحدة للمحققين لعرض القضية على المحكمة، لكنه يسمح بتمديد المدة في ظروف خاصة.
ورفضت محكمة مدينة موسكو عدة طعون قدمها محامو غيرشكوفيتش، بما في ذلك طلبات الإفراج بكفالة ونقله إلى الإقامة الجبرية.
وبعد حكم المحكمة الشهر الماضي، قالت السفيرة الأمريكية لدى روسيا لين تريسي إن الاتهامات الموجهة ضد غيرشكوفيتش غير صحيحة على الإطلاق.
واعترف المسؤولون الروس والأمريكيون المشاركون في المفاوضات مع غيرشكوفيتش وويلان بالمحادثات، وشددوا على ضرورة الحفاظ على سريتها.
وقال كارستينز: «لقد قدمت الولايات المتحدة ما شعرنا أنه عرض جيد لإيفان وبول ويلان في نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي. الروس رفضوا هذا العرض».
وكان كارستينز قال الشهر الماضي، إنه يأمل في التوصل إلى اتفاق للأمريكيين في غضون 90 يوما، إلا أنه أضاف يوم الخميس، أن مكتبه «يحاول الجمع بين تلك الأشياء التي تستطيع الولايات المتحدة تقديمها. ونأمل أن نتمكن من العثور على شيء يثير اهتمام الروس أيضًا».
وفي حين أن الصفقات السابقة للأمريكيين في روسيا حدثت بعد إدانتهم في المحاكم الروسية، إلا أن كارستينز قال إنه يعتقد أن التاريخ لن يحدد بالضرورة كيفية تعامل موسكو مع هذه القضية.
وقال كارستينز: «الروس لديهم القوة والقدرة على مقاطعة تلك العملية في أي وقت. ليس من مصلحتنا أن ننتظر. لذا، إذا تمكنا من استعادة إيفان غدًا، فسوف نستعيده غدًا».
aXA6IDQ0LjE5Mi40OS43MiA=
جزيرة ام اند امز