بعدما اقتربت من القنبلة.. هل تحذو أمريكا حذو إسرائيل بشأن إيران؟
تهديدات تتزايد مع إعلان الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب يتجاوز 18 مرة السقف المسموح به، إضافة إلى اتهامات غربية لطهران بدعم روسيا بالصواريخ والقذائف والطائرات المسيرة.
ومع هجماتها الأخيرة على عدة مصالح عسكرية إيرانية، بما في ذلك ما يُقال عن استهداف اجتماع لإيرانيين وسوريين لمناقشة تصنيع المسيرات في 19 فبراير/شباط، يبدو أن إسرائيل الدولة الوحيدة التي تتصدى باستمرار وبشكل استباقي لتهديدات طهران على الأمن الإقليمي والعالمي، وفق تحليل لمجلة "ذا ناشيونال إنترست" الأمريكية.
وأوضحت المجلة أنه يجب على الولايات المتحدة تشجيع إسرائيل ودعمها والانضمام إليها في اتخاذ إجراء قوي لمنع إيران من شن أعمال إرهابية وتعزيز برنامجها النووي.
واستهدفت مسيرات إسرائيلية ثلاثة أهداف إيرانية بين 28 و30 يناير/كانون الثاني (منشأة عسكرية إيرانية في أصفهان مساء 28 يناير/كانون الثاني، وقافلة من ست شاحنات مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني يقال إنها تحمل أسلحة إيرانية على طول الحدود بين سوريا والعراق في 29 يناير/كانون الثاني، وقادة مليشيات مدعومة إيرانيا في سوريا في 30 يناير/كانون الثاني).
وقالت المجلة الأمريكية إن "هذه الهجمات الاستراتيجية الإسرائيلية تتواصل لمواجهة التوسع العسكري الإيراني مباشرة ودحره وردعه. ومنذ أن بدأت إسرائيل حملتها في 2015، شنت غارات جوية لتقويض قدرات إيران ومليشياتها الشريكة ومنع طهران من نشر الأسلحة الدقيقة".
وفي عهد رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت، تبنت إسرائيل "عقيدة الأخطبوط"، بفرض تكلفة مباشرة على رأس النظام الإيراني، بالإضافة إلى مخالبه بالوكالة في شتى أنحاء الشرق الأوسط.
وعلى مدار الأعوام الـ8 الماضية، بلغت النتائج المرئية لمقاربة إسرائيل أكثر من 400 غارة جوية ضد التوسع العسكري الإيراني بشتى أنحاء المنطقة، من بينها 350 في سوريا، وأكثر من 50 في لبنان، و4 في إيران، وواحدة بالعراق، بحسب بيانات جمعها المعهد اليهودي للأمن القومي الأمريكي.
وعلى النقيض من ذلك، كانت الولايات المتحدة أكثر هدوءا في مواجهة إيران. وعلى مدار عامين منذ تولي الرئيس جو بايدن للمنصب، وقعت 8 هجمات على القوات الأمريكية أو المتعهدين في العراق وسوريا، مع إطلاق الجماعات المدعومة إيرانيا أكثر من 230 مقذوفا، بما في ذلك 170 صاروخا و60 طائرة مسيرة.
ومع ذلك، شنت إدارة بايدن ثلاث جولات فقط من الغارات الجوية على المليشيات المدعومة إيرانيا في العراق وسوريا.
وبالرغم من حملتها للضغط الأقصى المهمة التي استهدفت تقويض إيران اقتصاديا، لم تكن إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب أكثر عدوانية عسكريا من خليفتها.
لكن الاستثناء، بحسب التحليل، يتمثل في الغارة التي وقعت في يناير/كانون الثاني عام 2020 وأسفرت عن مقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني، وقائد كتائب حزب الله أبومهدي المهندس، التي قوّضت بشكل كبير شبكة إيران الإرهابية.
واعتبر التحليل أن الضربات الأمريكية المنتظمة على أولئك ممن يسعون لإلحاق ضرر وشيك بالمصالح الأمريكية، مثل سليماني والمهندس، ستكون بمثابة رادع قوي ووسيلة للحد من القدرات الإيرانية.
وبالرغم من أن كلا من الولايات المتحدة وإسرائيل حذرتا على مدار السنوات من أن الأسلحة الإيرانية تشكل تهديدا، تلحق إسرائيل فقط بانتظام وبشكل استباقي أضرارا بقدرة إيران على تطوير وتصنيع ونشر تلك الأسلحة، بحسب المجلة.
وأشارت إلى أنه "بالرغم من ضغط أمريكا وأوكرانيا على إسرائيل لتقديم أسلحة للأخيرة، تعتبر إسرائيل الدولة الوحيدة الآن التي تعوق تدفق المسيرات القاتلة إلى أيدي الروس".
ومع تركيز أمريكا على مساعدة أوكرانيا على هزيمة القوات الروسية، رأى التحليل أنه يتوجب على إدارة بايدن استخدام أدوات تتخطى العقوبات والدبلوماسية، بما في ذلك القوة العسكرية والإجراءات السرية، لعرقلة إمدادات إيران الفتاكة إلى روسيا.
وتابعت: "بالعمل مع إسرائيل، يجب أن تتبنى الولايات المتحدة صراحة سياسة مشابهة لعقيدة الأخطبوط الإسرائيلية لردع وإحباط الهجمات الإيرانية وانتشار الأسلحة باستخدام القوة العسكرية الاستباقية والمتسقة".
ولحسن الحظ، يمكن للولايات المتحدة الاستفادة من التعاون الدبلوماسي والعسكري الأخير مع إسرائيل، بما في ذلك مناورات "جونيبر أوك" واسعة النطاق التي أجريت الشهر الماضي؛ لتحسين الاستعداد المشترك وقدرة إسرائيل على العمل بشكل مستقل.
كما يجب، بحسب التحليل، على إدارة بايدن التعجيل بتسليم ناقلات التزود بالوقود من طراز "كيه سي-46 آيه" إلى إسرائيل والتي ستلعب دورا حاسما إذا أصبح من الضروري على إسرائيل ضرب المنشآت النووية الإيرانية.
كما دعت البنتاغون إلى "تجديد مخزونه الاحتياطي الحربي في إسرائيل، الذي يعرف بـ"WRSA-I"، والذي عفا عليه الزمن".
ورأى التحليل أنه يجب على الولايات المتحدة أن تقيم شراكة وثيقة مع إسرائيل للقضاء على القدرات الإيرانية على نطاق أوسع. كما طورت إسرائيل نموذجا للتصدي بشكل مباشر للعدوان الإيراني والذي يجب على أمريكا دعمه بصرامة.
aXA6IDMuMTIuMTUyLjEwMiA= جزيرة ام اند امز