صحيفة فرنسية تفسر الموقف الأمريكي المتغير تجاه النووي: "كوريا-إيران"
طهران مارقة.. وبيونج يانج رغبتها للسلام حقيقية
اتخذ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال أقل من شهر، موقفين متناقضين فيما يتعلق بمكافحة انتشار الأسلحة النووية، ما السبب؟
اتخذ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال أقل من شهر موقفين متناقضين فيما يتعلق بمكافحة انتشار الأسلحة النووية، ما أثار تساؤلات المراقبين، حيث فسرت صحيفة "لوموند" الفرنسية، ذلك الموقف "بطبيعة النظام ومدى الالتزام بالتعهدات".
ولفتت الصحيفة إلى أن "هندسة الدبلوماسية المتغيرة لموقف الرئيس الأمريكي نحو النووي الكوري الشمالي والإيراني، ترجع لاختلاف رؤية الطرف الآخر".
وأوضحت الصحيفة أن سبب اتخاذ ترامب ذلك الموقف المعادِ لإيران مقارنة بكوريا الشمالية، يرجع إلى أن "خطر النووي الإيراني مصطحباً بـ"النظام الإيراني الوحشي" وانتهاكات حقوق الإنسان ونظام إيراني "مارق" بحسب وصف الصحيفة.
فضلاً عن إثبات تقارير بخرق طهران للاتفاق النووي الإيراني المبرم مع الدول الكبرى (5+1) دول مجلس الأمن بجانب ألمانيا عام 2015، لتخفيف العقوبات الأمريكية على إيران، مقابل التوقف عن المضي قدماً نحو السلاح النووي إلا أن الأخيرة انتهكت ذلك الاتفاق، بحسب الصحيفة.
ففي 8 مايو/أيار الماضي، قرر الرئيس الأمريكي انسحاب بلاده من اتفاق متعدد الأطراف، أبرمه سلفه الديمقراطي باراك أوباما، إلا أن ترامب رأى أن ذلك الاتفاق المعيب أفشل اتفاق على الإطلاق.
في المقابل أشارت "لوموند" إلى الموقف المختلف للزعيم الكوري الشمالي، الذي أبدى مبادرات واستعداد للتنازلات لنزع السلاح النووي، ما يعد انتصاراً دبلوماسياً جنب العالم كوارث حتمية الوقوع، وذلك خلال قمة وصفت بالـ"تاريخية" مع زعيم كوريا الشمالية، كيم جونج أون أمس الأول، في سنغافورة، واختتم ذلك الاجتماع التاريخي بالتوقيع على وثيقة تلزم بيونج يانج بنزع السلاح النووي.
كما وصف ترامب الزعيم الكوري الشمالي، بالـ"الموهوب جداً"، موضحاً أن قليلاً من الشباب في مثل عمر كيم جونج أون الذين لديهم القدرة السيطرة على الموقف مثلما يفعل كيم"، مشيراً إلى أنه "مقتنع بأنه يريد حقاً فعل شيء ما".
وأضافت الصحيفة إلى أن تلك القمة طوت فصلاً من الحرب الباردة الدائرة بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، وجاءت تلك التسوية بناء على رغبة حقيقية من الجانبين.
ولفتت الصحيفة إلى أن الإعلان المشترك لقمة سنغافورة، جاء في صفحتين مختصرتين أنهت عقودا من النزاعات، ولم تكتب في 159 صفحة مثل الاتفاق النووي الإيراني في 2015، والذي وصفه ترامب "أسوأ اتفاق".