ميلانيا ترامب بأفريقيا.. السيدة الأولى في جولة النوايا الحسنة
مراقبون يقولون لـ"العين الإخبارية" إن الزيارة تستهدف تقديم صورة أفضل عن الولايات المتحدة في تلك القارة السمراء
بدأت ميلانيا زوجة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، من العاصمة الغانية أكرا، الثلاثاء، أول جولة خارجية بالقارة السمراء بمفردها.
وتشمل الجولة أيضاً كينيا وملاوي ومصر، حيث تزور خلالها منشآت صحية وتعليمية ودور أيتام، كما ستجتمع مع مسؤولين عن رعاية الأطفال في تلك الدول.
- ميلانيا ترامب تزور مصر أكتوبر المقبل
- ميلانيا ترامب تعيد تعريف أحد أغرب وظائف العالم.. وظيفة "السيدة الأولى"
وقال مراقبون لـ"العين الإخبارية" إن الزيارة تستهدف تقديم صورة أفضل عن الولايات المتحدة في تلك الدول، تعزز النوايا الحسنة تجاه أمريكا، اعتماداً على المساعدات الإنسانية، كما أنها تشكل مناسبة متميزة لميلانيا لكسب مكانة أكثر أهمية على الساحة الدولية.
برنامج الزيارة
ووفقاً لمصادر أمريكية، فإن الجدول الزمني المحدد لجولة السيدة الأولى في القارة الأفريقية، سيكون حوالي أسبوع، وستشمل زيارة مدارس ومستشفيات محلية ولقاء الأطفال.
وقالت ميلانيا، في خطاب ألقته بمدينة نيويورك الأسبوع الماضي، إنها ستعمل أيضاً على الترويج لمنصتها "كن الأفضل" لمساعدة الأطفال.
وأوضحت "عندما أطلقت "كن أفضل"، كان الهدف هو محاربة بعض القضايا التي يواجهها الأطفال اليوم، من خلال تسليط الضوء على البرامج الناجحة والمنظمات التي تُعلم الأطفال الأدوات والمهارات اللازمة"، مضيفة: "منذ إطلاق البرنامج، أتيحت لي الفرصة لمقابلة الأطفال في جميع أنحاء العالم، بهدف التحدث إليهم حول أهمية الحياة الصحية والعادات المسؤولة".
وفي غانا وملاوي، قالت ميلانيا ترامب إنها ستركز على الرعاية الصحية والتعليم، وسيصاحبها في رحلتها ممثلو الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، للتعرف على البرامج الخاصة بها في الدولة.
علاقات مميزة مع مصر
وذكرت شبكة (سي إن إن) الأمريكية أن ملف التعليم المبكر بالإضافة إلى الوقاية من الأمراض سيكون على جدول أعمالها، بينما من المرجح أن تزور الأهرامات التي توجد في الموقع السياحي الأكثر شعبية في مصر.
وقالت ميلانيا ترامب "أعلم أنه من خلال الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، عملنا مع شعب مصر من أجل تعزيز بيئة تمكن جميع فئات المجتمع - بما في ذلك النساء والأقليات الدينية – من حياة منتجة وصحية".
وتعد مصر شريكاً مهماً للولايات المتحدة في الشرق الأوسط وأفريقيا، وعلى مدى عقود ظلت بين أكبر الدول المتلقية للمعونات الأمريكية، والمخصص جزء منها لمشاريع تعليمية وصحية، في إطار عمل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID).
والأسبوع الماضي، احتفلت الحكومة الأمريكية بافتتاح اثنين من مراكز التطوير المهني بجامعة المنصورة، بالشراكة مع كل من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي؛ والجامعة الأمريكية بالقاهرة.
سياسة أمريكا الناعمة
وعادة ما تقوم عقيلات رؤساء الولايات المتحدة برحلات من هذا النوع بدافع إنساني وثقافي، إلى بلدان العالم المختلفة بمفردهن، كما يسعى بعضهن للتحقق من برامج المساعدة الأمريكية أو الإعلان عن تمويل جديد.
وكانت باتريشيا نيكسون أول سيدة أمريكية تسافر إلى أفريقيا بمفردها، عام 1972، حيث ذهبت إلى ليبريا وغانا وساحل العاج.
فيما كانت زيارة ميشيل أوباما، هي الأخيرة من هذا النوع، إلى قارة أفريقيا في يونيو/حزيران 2016، في آخر أعوام الفترة الرئاسية الثانية لزوجها، حيث توجهت إلى ليبريا والمغرب، وروجت لمبادرة مساعدة تعليم الفتيات في الدول النامية، سبقها زيارة أيضاً لجنوب أفريقيا وبوتسوانا في صيف عام 2011، لترويج لقيادة الشباب والتعليم والوعي بفيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز)، برفقة ابنتيها ميليا وساشا، ووالدتها ماريان روبنسون، وابنة وابن أخيها.
تقول الدكتورة نجلاء مرعي، أستاذ مساعد العلوم السياسية بجامعة القاهرة، وخبيرة الشؤون الأفريقية، لـ"العين الإخبارية" إن زيارة ميلانيا تعد تطبيقاً لتصريحاتها السابقة بشأن عزمها نشر الرسالة الخاصة بمبادراتها الداخلية لرعاية الأطفال في أفريقيا وشعارها (كن الأفضل لمساعدة الأطفال)، بهدف تعزيز رعاية الأطفال.
وأشارت مرعي إلى أن الزيارة تأتي في ضمن أدوات القوة الناعمة للسياسة الأمريكية لتحسين الصورة الذهنية لإدارة ترامب، من خلال إطلاق البرامج التعليمية بالتركيز على الأطفال، وإصلاح ما أفسده ترامب حينما صرح بأن الدول الأفريقية عبارة عن (بالوعات)، في حديثه عن الهجرة غير الشرعية، في يناير 2018".
وطالب الاتحاد الأفريقي وقتها الرئيس الأمريكي بتقديم اعتذار رسمي عن وصفه لدول القارة بأنها "بالوعات المجاري القذرة".
ونوهت الخبيرة السياسية إلى "أهمية القارة السمراء بالنسبة للولايات المتحدة، وفقاً لما ذكرته استراتيجية الأمن القومي الأمريكي 2017 وما قبلها، والتي أكدت أن هناك اتفاقاً بين صناع السياسة في الولايات المتحدة على أن أفريقيا تحتل موقعاً في الاستراتيجية التي رسمتها الإدارات الأمريكية، نظراً لما تمثله من أهمية جيوبوليتيكية واستراتيجية واقتصادية متنامية".
وكانت ميلانيا ترامب قد وصلت إلى غانا في مستهل جولتها الأفريقية، وحظيت باستقبال حافل في مطار كوتوكا الدولي بأكرا، زينه الأطفال بالأعلام الغانية والأمريكية .