تحالف أمريكي يقلب موازين سباق السيارات الذاتية القيادة.. صراع العمالقة
اتخذ السباق على السيارات الذاتية القيادة بعداً جديداً مع الإعلان عن تحالف "مايكروسوفت"، و"جنرال موتورز" الأمريكتين.
وأعاد الإعلان عن التحالف بين أحد عمالقة التكنولوجيا مع أحد جبابرة قطاع السيارات، خلط الأوراق في سوق السيارات الذاتية القيادة.
وأصبحت الإجابة عن التساؤل هل تنتزع "مايكروسوفت" و"جنرال موتورز" الصدارة من صاحبيها الحاليين "وايمو" (جوجل) و"تسلا"، مثار جدل بين الخبراء.
وأعلنت مجموعة "مايكروسوفت" للمعلوماتية، الثلاثاء، أنها ستقدم إلى جانب "هوندا" و"جنرال موتورز" (جي ام) ومستثمرين آخرين أكثر من ملياري دولار لشركة "كروز" المتخصصة في السيارات الذاتية القيادة التابعة لـ"جنرال موتورز".
وحسب وكالة فرانس برس، باتت قيمة الشركة تزيد عن 30 مليار دولار.
وأشار بيان إلى أن هذه "الشراكة الاستراتيجية الطويلة الأمد" ترمي إلى "تسريع طرح السيارات الذاتية القيادة في الأسواق" بفضل اتفاقات تعاون في مسائل الهندسة أو الحوسبة السحابية".
وقال المدير العام لشركة "كروز" دان أمان إن "مايكروسوفت، بصفتها مرجعا في تعميم استخدام التكنولوجيا، ستساعدنا على مضاعفة قدراتنا في طرح سياراتنا الذاتية القيادة" في الأسواق.
وقد أثار النبأ ارتياحا في البورصة إذ ارتفع سهم الشركة المصنعة للسيارات أكثر من 9 % في وول ستريت.
قيمة كروز
وباتت قيمة "كروز" التقديرية 30 مليار دولار، أي أقل بقليل من نصف قيمة "جنرال موتورز" في البورصة (حوالى 76 مليار دولار حاليا).
وأوضحت المتخصصة في سوق السيارات لدى شركة "إدموندز" جيسيكا كالدويل أن "قيام أي من الأطراف بالمشروع منفردا لم يكن له أي قيمة".
وأضافت "لطالما كانت مايكروسوفت بارعة في جعل المعلوماتية متاحة للعامة، هذه إحدى أهم مهاراتها".
تحالفات متعددة
لكنها أشارت إلى أن الشركتين "ضخمتان كلتاهما، هما ليستا شركتين ناشئتين تعملان بسرعة وخفة".
وفي مؤشر إلى اهتمام المستثمرين في مستقبل النقل، باتت قيمة شركة "ريفيان" الأمريكية التي ستسلم خلال العام الجاري أولى مركباتها الكهربائية الكبيرة، تساوي 27.6 مليار دولار، على ما أوضح مصدر مقرب من الشركة لوكالة فرانس برس الثلاثاء.
ويتوقع المحللون ازديادا في الاستثمارات والشراكات في القطاع، فيما بدأت سنوات من البحوث والابتكار تنعكس عمليات إطلاق منتجات للقطاع والعامة.
وقد مددت "وايمو" التابعة لـ"جوجل" في الخريف الماضي خدمتها لسيارات الأجرة الذاتية القيادة ليشمل عددا كبيرا من الركاب في فينيكس بولاية أريزونا حيث تجرب الشركة منذ 2017 اختبارات على مركباتها.
من ناحيتها، تختبر "تسلا" منذ أسابيع نسخة مطورة من برمجياتها للمساعدة على القيادة (اوتوبايلوت)، المسماة "فول سيلف درايفينج"، على مجموعة صغيرة من الزبائن.
وقد ارتفعت قيمة الشركة المصنعة للسيارات الكهربائية في البورصة خلال الأشهر الأخيرة لتقترب من 800 مليار دولار.
ولاحظ دان أيفز من شركة "ويدبوش" أن "ثمة تقاطعاً بين اللاعبين في قطاع التكنولوجيا ومصنعي السيارات".
ورأى أن "آبل" ليست بعيدة أيضا عن خوض المجال"، مشيرا إلى أن سوق المركبات الكهربائية، والذاتية القيادة سوف تصل قيمتها إلى ألف مليار دولار خلال العقد الطالع.
منافسة محتدمة
ولفت جاريت نيلسون من شركة "سي اف ار ايه ريسرتش" إلى أن "من المحتمل أن توفر حكومة جو بايدن دعما كبيرا للسيارات الكهربائية ما سيصب في مصلحة شركات سيارات مثل (جي ام)".
غير أن محللين كثيرين لا يثقون بقدرة "جنرال موتورز" على مواجهة "وايمو" أو "تسلا".
وقال تريب شودري من "غلوبال إكويتيز ريسرتش" إن "لدى تسلا مقاربة كلّية مع أنظمة خاصة بالبرمجيات والإنتاج الصناعي والبطاريات، وكلها مترابطة بسلاسة في ما بينها".
لكن من الصعب في هذه المرحلة تحديد الجهة التي ستخرج منتصرة من هذه المواجهة.
فقد أعادت الأزمة الصحية العالمية خلط الأوراق في القطاع وسط تراجع الشهية على استخدام وسائل النقل المشترك، ولا يمكن مقارنة كل المقاربات المعتمدة في المجال.
وقال ديفيد ويستون من شركة "مورنينج ستار" إن "جنرال موتورز لاعب رائع في سوق السيارات الذاتية القيادة.. هم يحظون باهتمام أدنى من تسلا أو وايمو لأن الناس يعتقدون أن شركات تصنيع السيارات لا تستطيع النجاح في هذا المجال.. هذا خطأ".
aXA6IDEzLjU4LjE4LjEzNSA= جزيرة ام اند امز