مسؤول أمريكي يزور بيروت في ذروة مشاورات "تشكيل الحكومة"
وكيل وزارة الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأدنى يصل إلى بيروت الخميس في زيارة تضامنية تستمر 3 أيام.
يبدأ مسؤول أمريكي رفيع المستوى، الخميس، زيارة إلى لبنان تستمر 3 أيام، في ظل انطلاق مشاورات تشكيل حكومة جديدة بعد استقالة حساب دياب واستمرار للمظاهرات.
وأعلنت السفارة الأمريكية في بيروت أن وكيل وزارة الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد هيل سيزور لبنان في الفترة ما بين 13 و15 أغسطس/ آب، "وسيعبر عن تعازيه للشعب اللبناني على خسائره جراء انفجار مرفأ بيروت الذي وقع في 4 أغسطس/آب الماضي.
وبحسب بيان للسفارة الأمريكية فإن "هيل" سيؤكد استعداد واشنطن لدعم أي حكومة لبنانية تعكس إرادة الشعب وتلتزم التزاماً حقيقياً بأجندة إصلاح تعمل وفقًا لها.
ويجدد "هيل" للمسؤولين اللبنانيين، خلال زيارته، تعهد واشنطن بالتزام الحكومة الأمريكية بمساعدة بيروت على التعافي من المأساة وإعادة بناء حياة أبناء هذا البلد.
ومن المنتظر أن يدعو المسؤول الأمريكي القادة السياسيين والمجتمع المدني والشباب في لبنان إلى الحاجة الملحة لتبني الإصلاح الاقتصادي والمالي والإصلاحي الأساسي، والقضاء على الفساد المستشري، وتحقيق المساءلة والشفافية، وإدخال سيطرة الدولة على نطاق واسع من خلال المؤسسات العاملة.
تأتي زيارة هيل إلى بيروت في وقت يبدو واضحا أن المشاورات السياسية في لبنان لتشكيل حكومة لا تنحصر في الجهات والأحزاب الداخلية بل يدخل فيها العامل الخارجي.
انطلقت المشاورات بين الفرقاء السياسيين في لبنان لتشكيل حكومة جديدة خلفا لحكومة حسان دياب المستقيلة على وقع الغضب الشعبي جراء انفجار بيروت.
وتمثل زيارة المسؤول الأمريكي إلى لبنان استكمالا لزيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لبيروت بعد يومين من انفجار بيروت؛ حيث كان حاسما في لقاءاته السياسية بضرورة العمل على إخراج البلاد من أزمتها وتشكيل حكومة وحدة وطنية.
ووفقاً لما أكده مصدر نيابي في تيار المستقبل لـ"العين الإخبارية" فإن المباحثات التي تدور حول تشكيل الحكومة اللبنانية لا ترتبط فقط بفرقاء الداخل بل يلعب فيها العامل الخارجي وتأخذ بعين الاعتبار بشكل أساسي العناوين التي طرحها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في زيارته الأخيرة الى بيروت.
لكن المصدر نفسه لم ينف أهمية الزيارة الموفد الأمريكي باعتبارها سيكون لها دور أساسي أيضا في مسار مفاوضات تشكيل الحكومة اللبنانية، وسط اتجاه لتقليص دور مليشيا حزب الله في السلطة.
وتنقسم الأطراف السياسية في لبنان بين من يدعو لحكومة حيادية على غرار "الحزب التقدمي الاشتراكي" و"حزب القوات اللبنانية" وآخر يطالب بحكومة وحدة وطنية وتحديدا حزب الله وحلفائه.
وما بين هذا وذاك يدعم معظم الفرقاء عودة رئيس الحكومة سابقا سعد الحريري إلى رئاسة مجلس الوزراء، وهو الذي كان قد اشترط عودته بالقبول بترؤسه حكومة من المستقلين الحياديين.
ويعد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أول مسؤول رفيع المستوى يزور لبنان عقب الفاجعة التي حلت بالبلاد.
وتعالت الأصوات داخل لبنان بإجراء تحقيق دولي في كارثة مرفأ بيروت في ظل مطالبات بتقديم المسؤولين عن هذه الفاجعة إلى القضاء ومحاسبتهم على تخزين كميات ضخمة من نترات الأمونيوم ست سنوات، من دون إجراءات حماية.
وشهد لبنان الثلاثاء قبل الماضي انفجارا هائلا نجم عن اشتعال 2750 طنا من مادة نترات الأمونيوم (يعادل 1800 طن من مادة "TNT" شديدة الانفجار) في مرفأ بيروت، ما أسفر عن مقتل 171 شخصا وإصابة أكثر من 6 آلاف آخرين، وإلحاق الضرر بنصف العاصمة وتشريد أكثر من 300 ألف شخص.