بدعم من ترامب.. مليارديرات أمريكيون يتدفقون على الفاتيكان قبل اختيار البابا الجديد

توافد عشرات من كبار الأثرياء الكاثوليك من أمريكا على الفاتيكان بالتزامن مع التحضيرات لانعقاد المجمع المغلق لانتخاب خليفة للبابا فرنسيس.
يأتي ذلك في وقت تسود فيه أجواء غير معتادة أثارها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتصريح ساخر قال فيه إنه "يود أن يكون بابا"، تلاه نشر صورة بتقنية الذكاء الاصطناعي تُظهره مرتدياً الزي البابوي.
يشارك في المجمع المغلق 133 كاردينالاً ممن يحق لهم التصويت، على أن تبدأ الجلسات داخل كنيسة سيستين يوم الأربعاء خلف أبواب مغلقة، حيث يُمنع التواصل مع العالم الخارجي إلى حين التوافق على البابا الجديد.
تزامن هذا الحدث مع زيارة نظمتها مؤسسات كاثوليكية أمريكية مؤيدة لترامب إلى روما ضمن ما يُعرف بأسبوع أمريكا، وهو نشاط سنوي لجمع التبرعات. وتُقدّر قيمة التبرعات المحتملة من الحاضرين بمليار دولار، وفق أحد الضيوف الذي صرّح بأن "هذه القاعة وحدها قادرة على جمع مليار دولار للكنيسة، بشرط أن نحصل على البابا المناسب."
ضم الوفد نحو 80 عضواً من مؤسسة البابا الأمريكية، التي يشرف عليها الكاردينال تيموثي دولان، المقرّب من ترامب، والذي يُعَد أحد الأسماء المتداولة بين الأمريكيين المؤيدين لتولي المنصب. ترامب نفسه ألمح إلى دعمه لدولان، قائلاً: "لدينا كاردينال من مكان اسمه نيويورك، وهو ممتاز... سنرى ما سيحدث."
وتجنبت الكنيسة الكاثوليكية تاريخياً اختيار بابا من الدول العظمى، ومن ضمنها الولايات المتحدة، لتفادي الطابع السياسي لهذا المنصب الديني الأعلى.
إلى جانب مؤسسة البابا، حضر إلى روما أيضاً أعضاء من معهد "نابا"، وهو شبكة كاثوليكية محافظة تُعرف بتقاربها من التيار اليميني الأمريكي، حيث التقى بعض أعضائه بالكاردينال جيمس هارفي على مائدة عشاء خاصة. ويُعرف مؤسس المعهد تيم بوش بتصريحاته التي مدح فيها ترامب، واصفاً إدارته بأنها "الأكثر التزاماً بالمسيحية" في حياته.
وفي حين قدّم ترامب والسيدة الأولى تعازيهما شخصياً بحضور جنازة البابا فرنسيس، أثارت تصريحاته وصورته المعدّلة موجة من الانتقادات، كان أبرزها من مؤتمر الكاثوليك في ولاية نيويورك الذي نشر بياناً جاء فيه: "لا شيء مضحك في هذه الصورة يا سيادة الرئيس. لقد ودّعنا لتونا البابا فرنسيس، والكرادلة مقبلون على لحظة بالغة الجدية. لا تستهزئوا بنا."
ويُتوقع أن يكون المجمع المغلق الحالي الأكبر في التاريخ، بمشاركة ممثلين عن أكثر من 70 دولة من خمس قارات. وبسبب العدد الكبير، سيتم استيعاب بعض الكرادلة في مبنى "سانتا مارتا فيكيا" المجاور، إضافة إلى نزل سانتا مارتا المخصص عادة لإقامة المشاركين.
مدة المجمع تبقى غير محسومة، إذ تراوحت في مرات سابقة بين يوم واحد وعدة أسابيع. لكن اللحظة الحاسمة سيشهدها العالم عند انبعاث الدخان الأبيض من مدخنة كنيسة سيستين، مصحوباً بالعبارة اللاتينية الشهيرة: "Habemus Papam" – "لدينا بابا".
aXA6IDE4LjExOS4xMjYuMTY4IA== جزيرة ام اند امز