الإيكونوميست: رعب بين رجال الأعمال الأمريكيين من عودة ترامب للسلطة!
عندما ترك دونالد ترامب منصبه قبل 3 سنوات كان قادة معظم الشركات الأمريكية الكبرى سعداء للغاية برحيله وفقا لتقرير نشرته مجلة الإيكونوميست
حمل التقرير عنوان "كثير من الرؤساء التنفيذيين يخشون من فترة ثانية لترامب أسوأ من الأولى".
ورغم أن هؤلاء كانوا يتجاهلون مخاوفهم السابقة بشأن مدى ملاءمة ترامب للبيت الأبيض بعد التخفيضات الضريبية السخية للشركات والأفراد في عام 2017، إلا أنهم باتوا يعبرون في الغرف المغلقة في الوقت الحالي عن مخاوف وقلق كبير حال عودته للبيت الأبيض.
- مجمع «فوجيان» للبتروكيماويات.. امتداد جديد لمشروعات «سابك» السعودية في الصين
- حرب الأصول المجمدة.. 288 مليار دولار خسائر الغرب حال مصادرته استثمارات روسية
وأدى فوز ترامب الساحق في الجولة الأولى من المنافسة التمهيدية للحزب الجمهوري في ولاية أيوا في 15 يناير/كانون الثاني الجاري إلى تعزيز مكانته كمرشح محتمل للحزب. في انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني القادمة.
وتشير استطلاعات الرأي إلى أن ترامب سيفوز في حالة خوضه معركة مباشرة مع الرئيس جو بايدن، مما يشير إلى احتمال حدوث سياسات فوضوية بالنسبة للشركات الأمريكية.
أزمات أساسية
وتعد الحرب التجارية هي مصدر القلق الأكثر وضوحاً من خلال فرض ضريبة أساسية بنسبة 10% على كل الواردات. وترد الدولة انتقاماً بفرض تعريفة أعلى والصين هي الهدف الرئيسي.
ويخشى رجال الأعمال أن يكون هدف ترامب هو إنهاء التجارة مع الصين من جانب واحد، الأمر الذي سيكون بمثابة كابوس لأي شركة تعمل في الصين، وستكون مثل هذه السياسة التجارية أكثر قسوة بكثير من سياسة إدارة بايدن، التي أبقت على تعريفات ترامب ولكنها عملت مع حلفاء مثل اليابان وهولندا لتقييد تصدير السلع الاستراتيجية مثل أشباه الموصلات المتقدمة، دون عزل الصين تماما.
وأثار تهديد ترامب باعتقال وترحيل الملايين من المهاجرين غير الشرعيين قلق الشركات، ليس فقط لأسباب إنسانية ولكن بسبب النقص المزمن في العمالة وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، كان لدى أمريكا 8.8 مليون وظيفة شاغرة.
ويبلغ عدد العاطلين عن العمل 6.3 مليون، على الرغم من الارتفاع الأخير في أعداد المهاجرين الذين يعبرون الحدود الجنوبية.
ويقول الرؤساء التنفيذيون إن أي زيادة في عمليات التسريح يمكن أن تضر بصناعات مثل الزراعة والترفيه وتجارة التجزئة والضيافة التي تعتمد على العمالة منخفضة التكلفة. ومهما كانت أهمية الحفاظ على حدود قوية، فإن تأجيج الحماسة المناهضة للمهاجرين لتحقيق أهداف سياسية يعرض الهجرة القانونية للخطر أيضا. وهذا يضر بقدرة الشركات على توظيف العمال المهرة وغير المهرة على حد سواء.
كما تلوح مشكلة الديون الحكومية في الأفق بشكل كبير في أذهان الرؤساء التنفيذيين لأنهم يخشون ألا يكون لدى الرئيس القادم خططاً ذات مصداقية لوقف تضخم العجز. وإذا واصل ترامب أفكاره الاقتصادية غير التقليدية، فهناك مخاوف من أن يؤدي فقدان الثقة إلى هز سوق الخزانة، مما يؤدي إلى ارتفاع تكاليف الاقتراض ودفع الدولار إلى حالة من الفوضى.
أداء متباين
وحث لاري سمرز، وزير الخزانة السابق المؤيد لبايدن، المديرين التنفيذيين على رفض ترامب، معتبراً أن الأسواق الإيطالية كان أداؤها جيدا في السنوات القليلة الأولى لبينيتو موسوليني (الزعيم الفاشي منتصف القرن الماضي) في السلطة قبل أن يتبدل الحال.
وثمة أسباب تدعو لانتقاد حالة السباق المقبل، مثل عمر المرشحين وكذلك مواجهة ترامب لعشرات التهم الجنائية.
لكن بحسب تقرير الإيكونوميست، فإنه رغم مخاوفهم، لا يزال أرباب الصناعة والأعمال يخشون من معارضة ترامب علنا خوفا من أن يؤدي ذلك لنتائج عكسية. فالهجوم على ترامب علناً، قد يعزز جاذبيته المناهضة للنخبة كما أنه في ظل تراجع الثقة في الشركات الكبرى في العقود الأخيرة، أصبح من الأسهل على الشعبويين إثارة الصيحات المناهضة للأعمال التجارية.
ويعترف رئيس إحدى المنظمات التجارية البارزة أنه إذا اتخذ موقفا علنيا ضد مقترحات حملة ترامب الانتخابية، فسيجعل ذلك الرئيس السابق سعيدا" بسبب الفرصة التي يمثلها ذلك الانتقاد له.
رعب من عودة ترامب
ويرفض بعض رجال الأعمال بغضب الجهود المبذولة للمقارنة بين مخاطر ترامب وبايدن ويعلنون بهدوء أنهم مرعوبون من احتمالات إدارة ترامب الثانية.
لكن رغم ذلك، يقول العديد من رجال الأعمال إنهم يميلون نحو تأييد بايدن باعتباره شخصًا أكثر ثباتًا في صنع السياسات والشؤون الجيوسياسية. لكنهم غير راضين عن خطاب إدارته المناهض للأعمال التجارية وهذا يجعلهم أكثر تسامحا مع ترامب.
وحول خطر قيام ترامب باستخدام الوكالات الإدارية كسلاح ضد أعدائه من الشركات، فيرد نيل برادلي من غرفة التجارة الأمريكية بأن بايدن أيضًا حث إدارته على اتخاذ إجراءات صارمة ضد "الرسوم غير المرغوب فيها" والتلاعب بالأسعار في الصناعات، بدءًا من شركات الطيران إلى الخدمات المصرفية والرعاية الصحية.