ثقة المستهلك الأمريكي.. توقعات اقتصادية قاتمة وركود محتمل
انخفضت الثقة بين المستهلكين الأمريكيين بشكل غير متوقع هذا الشهر، مع تزايد التوقعات القاتمة بشأن الوضع الاقتصادي في العام الجديد.
انخفض مؤشر المعنويات الذي نشرته مجموعة الأبحاث كونفرنس بورد بمقدار 8.1 نقطة إلى 104.7، متحديا الآمال في الزيادة، وفقا لإجماع الاقتصاديين
وتأتي أحدث البيانات في الوقت الذي توقع فيه الاقتصاديون ارتفاعا من ثقة المستهلك لشهر نوفمبر/تشرين الثاني من 112.8 إلى 113.8، مما يجعل الانخفاض تحولا ملحوظا بعد أشهر من التفاؤل المتزايد.
وعلى الرغم من التقارير الأكثر إيجابية في الأشهر السابقة، لا تزال هناك مخاوف بشأن التوقعات الاقتصادية، مما يترك صناع السياسات والشركات يتساءلون عما إذا كان تراجع الثقة سيترجم إلى تباطؤ النمو في عام 2024.
وفقا لـ"newsweek"، انخفض مؤشر ثقة المستهلك الصادر عن هيئة كونفرنس بورد إلى 104.7 هذا الشهر، منخفضا من 112.8 في نوفمبر/تشرين الثاني.
ويقيم المؤشر التصورات والتوقعات الاقتصادية الحالية للأشهر الستة المقبلة، ويقدم لمحة سريعة عن معنويات المستهلك.
وجاء الرقم الأكثر إثارة للقلق هذا الشهر من الانخفاض الحاد في توقعات الأمريكيين على المدى القصير للدخل وظروف العمل وفرص العمل. وانخفض المقياس أكثر من 12 نقطة إلى 81.1، وهو قريب بشكل خطير من عتبة 80 التي تشير إلى ركود محتمل.
وعلى الرغم من هذا الانخفاض، ظلت نسبة الأمريكيين الذين يتوقعون حدوث انكماش اقتصادي خلال العام المقبل ثابتة.
وظل الإنفاق على التجزئة قويا خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني مع زيادة شهرية بنسبة 0.7% مما يعكس نشاط التسوق القوي أثناء العطلات. كما ارتفع الإنفاق الشخصي بنسبة 0.4% في الفترة من أكتوبر إلى نوفمبر/تشرين الثاني، مما عزز الزخم الاقتصادي الأوسع.
مدعوما بالإنفاق الاستهلاكي، الذي يحرك ما يقرب من 70%من النشاط الاقتصادي الأمريكي، توسع اقتصاد البلاد بمعدل سنوي صحي بلغ 3.1% في الربع الثالث.
ومع ذلك، يراقب الاقتصاديون عن كثب ما إذا كان بإمكان المستهلكين الحفاظ على هذا المستوى من الدعم وسط خلفية من الشكوك المتزايدة بما في ذلك عودة الرئيس المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
وكان الاقتصاديون قد أثاروا في السابق أعلاما حمراء بشأن خطط ترامب لفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على جميع الواردات من كندا والمكسيك و10% إضافية على الواردات من الصين، وهي خطوة يحذر الخبراء من أنها قد تؤدي إلى ارتفاع التضخم.
ووسط ثقة المستهلك في شهر نوفمبر/تشرين الثاني، أشار صامويل تومبس، كبير الاقتصاديين الأمريكيين في شركة بانثيون للاقتصاد الكلي، إلى أن الأسر ربما تقلل من تقدير الزيادات المحتملة في التكلفة من مثل هذه السياسات التجارية، أو قد تعتقد أن وعود حملة ترامب لن تترجم إلى سياسة فعلية.
وعلى الرغم من هذا الانخفاض، فإن التفاعل بين ثقة المستهلك والإنفاق والسياسة الاقتصادية سيشكل الأشهر المقبلة، ومن المرجح أن تلعب الأيام الأولى لرئاسة ترامب دورا محوريا في تحديد ما إذا كانت التوقعات المتفائلة السابقة مبررة.
aXA6IDE4LjExOC4xMC43NSA= جزيرة ام اند امز