الحوار الإماراتي الأمريكي.. شراكة استراتيجية تعزز السلام
خبراء يؤكدون أن العلاقات بين أبوظبي وواشنطن تخدم جهود تحقيق الاستقرار بالشرق الأوسط وتخدم القضية الفلسطينية
تعاون وشراكة ميزت العلاقات الإماراتية الأمريكية منذ نحو 5 عقود، تتعزز اليوم بحوار استراتيجي عنوانه الشراكة والتكامل والتنسيق من أجل التنمية والسلام.
صفحة تاريخية جديدة يفتحها الحوار الذي انطلق، الثلاثاء، برئاسة الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي، ونظيره الأمريكي مايك بومبيو، وسط إشادات واسعة بالحدث.
واعتبر محللون سياسيون أن الحوار الاستراتيجي يستبطن أهمية كبرى من حيث دلالته وتوقيته، بالنظر لدوره في تطوير ونمو العلاقات بين واشنطن وأبوظبي بمجالات ثنائية ومتعددة الأطراف.
وشددوا على أن هذه العلاقات تخدم جهود تحقيق الاستقرار بالشرق الأوسط، إضافة إلى تعزيز عملية السلام التي تضطلع الإمارات بدور مركزي فيها لخدمة القضية الفلسطينية، مشيرين إلى أن الحوار الاستراتيجي يتعلق بأمن الخليج والمنطقة، إضافة إلى سبل التعامل مع التحديات والتهديدات الإيرانية.
دلالات التوقيت
الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، رأى أن الحوار الاستراتيجي بين أبوظبي وواشنطن يأتي في توقيت له دلالته من حيث التطورات الجارية فى المنطقة، لاسيما بعد توقيع معاهدة السلام مؤخرا مع إسرائيل.
وفي حديث لـ"العين الإخبارية"، قال فهمي إن الحوار هام جدا، لأنه سيعمل على تطوير ونمو العلاقات الثنائية في عدة مجالات، جانب منها مرتبط بالقضايا الإقليمية بالشرق الأوسط.
وأضاف أن "الحوار ستبنى عليه مراحل إيجابية، هو بناء نظرا لوجود حرص أمريكي على إنجاحه، من منطلق اهتمام واشنطن بالأوضاع في الخليج العربي".
ولفت الخبير السياسي إلى أن توقيع معاهدة السلام بين الإمارات وإسرائيل بوساطة ودعم أمريكي، سيكون له نتائج مبشرة على المستوى الثنائي والإقليمي.الإمارات.
ثقل استراتيجي
فهمي أكد أيضا أن الإمارات تقوم بدور محوري ورئيسي فى المنطقة بأكملها، استنادا إلى ثقلها الاستراتيجي والسياسي، ومساعيها للتعامل مع التطورات في الملف الفلسطيني.
وأشار إلى أن دولة الإمارات نجحت فى وقف مشروع ضم أراض من الضفة الغربية لإسرائيل، رغم الانتقادات الفلسطينية التي وجهت لاتفاق السلام.
وبحسب الخبير المصري، فإن الحوار الاستراتيجي بين البلدين سيناقش التعاون والمحادثات الثنائية في قضايا متعددة، سواء أمنية أو سياسية أو استراتيجية، بما يساهم في تطوير ودعم العلاقات الثنائية.
أمن الخليج وإيران
وفي قراءته لأهمية الحوار الاستراتيجي، قال السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، إنه يتعلق بأمن الخليج والمنطقة في المقام الأول، وسبل التعامل مع التحديات والتهديدات الإيرانية.
واعتبر هريدي، في حديث لـ"العين الإخبارية"، أن التعامل مع إيران سواء في الوقت الحالي أو عقب الانتخابات الأمريكية من القضايا المطروحة في الحوار، إضافة إلى العلاقات والتعاون الثنائي في مجالات الذكاء الصناعي والتكنولوجيا.
ولفت إلى أن "الحوار يستهدف التمهيد للمرحلة المقبلة بعد إقامة علاقات دبلوماسية بين إسرائيل والإمارات".
ويناقش الحوار الاستراتيجي التعاون والمحادثات في 8 مجالات تشمل الشراكة السياسية والتعاون الأمني، وكذلك إنفاذ القانون وأمن الحدود والمخابرات ومكافحة الإرهاب، فضلا عن حقوق الإنسان والشراكة الاقتصادية وشراكة الطاقة والشراكة التجارية والتبادل الثقافي والأكاديمي.
وتتقاسم الإمارات والولايات المتحدة القلق العميق من تداعيات التهديدات الإيرانية بالمنطقة وتأثيرها على السلام والاستقرار، ولذلك تدعم أبوظبي وتنفذ بشكل كامل قرارات مجلس الأمن الدولي القاضية بحظر شحن المواد والتقنيات الحساسة إلى طهران.
aXA6IDE4LjExOS4xMDYuNjYg جزيرة ام اند امز