في شهره الأمريكي.. كيف أثر كورونا على صحة القلب؟
تحيي الولايات المتحدة شهر القلب الأمريكي خلال فبراير، للتحفيز على تبني أنماط حياة صحية للوقاية من مرض يعد السبب الرئيسي للوفاة بالبلاد.
هذا العام، يعتبر التركيز على صحة القلب أكثر أهمية من أي وقت مضى، كون الأشخاص الذين يعانون من ضعف القلب والأوعية الدموية معرضين لخطر الإصابة بأمراض خطيرة، على رأسها فيروس كورونا.
ورغم كون القلب أحد أكثر الأمراض تكلفة وفتكا في الولايات المتحدة، إذ يقضي على أكثر من 600 ألف أمريكي سنويا، فإنه أيضا من بين أكثر الأمراض التي يمكن الوقاية منها، لذا يركز هذا الحدث على تعزيز الوعي بالصحة والعافية والوقاية في أمريكا.
تأسس شهر القلب الأمريكي في عام 1963 على يد الرئيس ليندون جونسون، ومنذ ذلك الحين تم إنشاء العديد من المنظمات التي تزود الجمهور بمعلومات حول كيفية العيش بأسلوب حياة صحي.
إحدى تلك المنظمات والراعي الرئيسي لشهر القلب الأمريكي هي جمعية القلب الأمريكية، غير ربحية، التي تأسست في عام 1924 على يد 6 من أطباء القلب الذين اعتقدوا أن البحث العلمي ضروري لدراسة الوقاية من أمراض القلب وإنشاء منصة لتقديم المشورة للجمهور حول كيفية عيش نمط حياة صحي.
مضاعفات كورونا
تزيد أمراض القلب الموجودة مسبقًا وصحة التمثيل الغذائي السيئة من خطر الإصابة بفيروس "كوفيد-19" الحاد، وهناك تفسيران لذلك وفقا لعلماء الأوبئة: الأول هو أن أمراض القلب الموجودة مسبقًا، مثل تلف عضلة القلب أو انسداد شرايين القلب، تضعف قدرة الجسم على النجاة من ضغوط المرض، ومن المرجح أن يستسلم الشخص المصاب بقلب ضعيف لجميع العواقب المحتملة لكورونا، مثل تأثيرات الحمى وانخفاض مستويات الأكسجين وضغوط الدم غير المستقرة واضطرابات تخثر الدم، أكثر من شخص يتمتع بصحة جيدة.
ويتعلق التفسير الثاني بسوء الصحة الأيضية الأساسية، وهو أكثر شيوعًا لدى المصابين بأمراض القلب، وتشير الصحة الأيضية السيئة إلى أمراض مثل مرض السكري من النوع 2 أو مقدمات السكري والسمنة، والتي تسبب بحد ذاتها الالتهاب وخطر الإصابة بجلطات الدم، ما يضاعف من آثار الفيروس التاجي ويزيد من احتمال حدوث مضاعفات مدمرة لكورونا.
المعهد الأمريكي الوطني للقلب والرئة والدم قال إن باحثين وجدوا أن بعض الولايات شهدت زيادة في عدد وفيات البالغين المرتبطة بالسكتة الدماغية وارتفاع ضغط الدم أثناء جائحة كورونا.
وفسر الباحثون ذلك بأنه "بسبب تأخر المرضى عن المواعيد الطبية، خاصة في المناطق التي ترتفع فيها معدلات الإصابة بـ(كوفيد-19) خوفًا من الإصابة بالفيروس".
بينما تحدث الدكتور جورج منساه من المعهد الأمريكي الوطني للقلب والرئة والدم (NHLBI)، عن الرابط بين المرضين ومضاعفات "كوفيد-19" على ضحايا مشاكل القلب.
وقال: "عانى واحد من كل 4 مرضى مصابين بكورونا في المستشفى من مضاعفات مرتبطة بالقلب، والتي يمكن أن تؤدي إلى عدم انتظام ضربات القلب والحاجة إلى دعم التنفس، وحتى الموت".
وأضاف: "بمجرد الإصابة بفيروس SARS-CoV-2 قد يتبع ذلك مجموعة من المشاكل القلبية: انخفاض النتاج القلبي والتندب وتضخم القلب".
وأشار إلى أن العلماء ما زالوا يدرسون سبب تفاعل بعض الأشخاص بشدة مع فيروس كورونا، بهدف فهم تأثيره على المرضى الذين يعانون من التهابات خفيفة وحادة، وأيضا يدرس العلماء سبب معاناة بعض المرضى الذين لديهم أعراض "كوفيد-19" الخفيفة من آثار جانبية طويلة الأمد، بعضها تتعلق بأضرار في القلب.
كيف يتسبب كورونا في تلف القلب؟
يمكن لـ SARS-CoV-2 أن يدمر القلب بعدة طرق، بينها أن الفيروس قد يغزو عضلة القلب بشكل مباشر أو يؤدي إلى التهابها، وأيضا قد يؤذي القلب بشكل غير مباشر عن طريق تعطيل التوازن بين العرض والطلب على الأكسجين، إذ تؤدي الزيادة في الطلب عليه إلى تلف القلب، خاصةً إذا كانت شرايين القلب أو العضلات غير صحية في البداية.
وتتسبب الحمى والعدوى الناتجة عن الإصابة بكورونا في تسريع معدل ضربات القلب ما يزيد من عمله، خاصة لدى الذين يصابون بالالتهاب الرئوي، وأيضا قد ينخفض ضغط الدم أو يرتفع نتيجة الإصابة بالفيروس التاجي، ما يتسبب في مزيد من الضغط على القلب.
وغالبًا ما يحدث تلف القلب بسبب النوبات القلبية التي تنتج عن تكوين جلطة دموية في شريان قلب ضعيف، ما يعيق توصيل الأكسجين إلى عضلة القلب.
ويزيد الالتهاب المرتبط بكورونا من خطر الإصابة بهذا النوع من النوبات القلبية، عن طريق تنشيط نظام التخثر في الجسم وتعطيل بطانة الأوعية الدموية.
أسلوب حياة صحي
تشمل الإجراءات الروتينية لصحة القلب تبني العادات الجيدة، وتناول الأطعمة الصحية، والعيش بأسلوب حياة نشط، والحد من التوتر، والتحرك بوتيرة تجعل القلب يضخ الدم لمدة 30-40 دقيقة يوميا، والنوم لمدة 7 ساعات على الأقل كل ليلة.
يجب الأخذ في الحسبان أن عوامل الخطر مثل ارتفاع نسبة الكوليسترول وارتفاع ضغط الدم وقلة النشاط البدني والسمنة وتعاطي التبغ وتعاطي الكحول يمكن أن تزيد من احتمالية الإصابة بأمراض القلب، لذا فإن تبني عادات غذائية متوازنة وتجنب التبغ والاعتدال في استهلاك الكحول والبقاء نشطًا يمنع الإصابة بمشاكل صحية تؤدي إلى أمراض القلب.
ويرى الباحثون أن القلب السليم يساعد في التخفيف من الإصابات الشديدة بفيروس كورونا، لذا يجب الحفاظ على المواعيد الطبية والسعي للحصول على رعاية للمشكلات الصحية الناشئة أثناء الجائحة لدعم نتائج صحة القلب والأوعية الدموية.
كما يمكن للأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية ويتبنون سلوكيات صحية تقوية دفاعاتهم ضد الفيروس التاجي، مع تقليل المخاطر طويلة المدى من أمراض القلب والأوعية الدموية نفسها.
aXA6IDMuMTM1LjIwMi4zOCA= جزيرة ام اند امز