الأمريكية جيسيكا مير.. عالمة فضاء تكشف أسرار البيئة
جيسيكا مير أنجزت أبحاثا في فسيولوجيا الغوص لبطريق الإمبراطور بالقارة القطبية الجنوبية، كما درست أختام الفيل أثناء الغوص بالمحيط الهادئ
منذ نعومة أظفارها، اعتادت رائدة الفضاء الأمريكية جيسيكا أولريكا مير ملاحقة أحلامها، التي ظلت ترافقها حتى يومنا الحالي، والتي كان على رأسها حلم السباحة في الفضاء.
حب جيسكيا للفضاء نما كثيراً بعد مشاهدتها عبر الشاشة الصغيرة لمهام مكوك الفضاء، آنذاك لم تكن ميرا تعرف أحداً في وكالة ناسا، ليقودها القدر لاحقاً للالتحاق بمعسكر فضاء للشباب في جامعة بوردو، حيث قامت خلاله بإجراء تجربة طلابية في طائرة ناسا منخفضة الجاذبية.
لم تتوقف جيسيكا، التي ولدت في 1 يوليو/تموز 1977 لأم سويدية وأب أمريكي في ولاية ماين، عند هذا الحد، وإنما واصلت مسيرتها التعليمية في الفضاء حتى نالت عام 2000 درجة الماجستير في دراسات الفضاء من جامعة الفضاء الدولية في ستراسبورج بفرنسا.
سيرة جيسيكا المهنية بدت ثرية، فبعد حصولها على درجة الماجستير، عملت خلال الفترة من 2000 إلى 2003 في شركة لوكهيد مارتن للعمليات الفضائية، في منصب عالم دعم تجربة لمرفق البحوث البشرية في مركز ناسا جونسون للفضاء "JSC" في هيوستن بتكساس، حيث تولت خلال هذه الفترة عملية تنسيق ودعم تجارب علوم الحياة البشرية للفضاء التي أجراها رواد الفضاء على متن مكوك الفضاء وبعثات محطة الفضاء الدولية.
وشملت هذه التجارب الدراسات الفسيولوجية مثل: فقدان العظام، والسيطرة على ضمور العضلات، حيث جاءت هذه الأبحاث من أجل تحديد ومعرفة طبيعة التغيرات الجسدية التي تحدث في بيئة رحلات الفضاء، وساهمت أبحاثها في هذا الإطار في تقديم الدعم اللازم لرواد الفضاء.
وإلى جانب ذلك، شاركت جيسيكا أيضاً، في الرحلات البحثية على متن طائرة الجاذبية المنخفضة التابعة لوكالة ناسا، كما عملت أيضاً ضمن الطاقم المائي التابع لناسا، وذلك قبل إتمامها درجة الدكتوراه في علم الأحياء البحرية "فسيولوجيا الغوص" في معهد سكريبس لعلوم المحيطات "جامعة كاليفورنيا سان دييجو"، وذلك عام 2009.
ولم تتوقف جيسيكا عند هذا الحد، وإنما قامت بإجراء العديد من الأبحاث في مرحلة ما بعد الدكتوراه، حيث قامت بإنجاز بحوث في فسيولوجيا الغوص لبطريق الإمبراطور في القارة القطبية الجنوبية، كما قامت بدراسة أختام الفيل أثناء الغوص في المحيط الهادئ قبالة شمال كاليفورنيا، وقد جاءت دراساتها هذه بعد إنجازها لأبحاث ما بعد الدكتوراه في علم وظائف الأعضاء المقارن في جامعة كولومبيا البريطانية.
وفي سبتمبر/أيلول 2002، عملت جيسكيا بصفتها رائداً مائياً في رحلة ناسا – نوا نيمو 4 "بعثة ناسا المتخصصة في البيئة"، وهي عبارة عن بعثة بحثية استكشافية، عقدت في مختبر أبحاث تحت البحر "أكواريوس" الواقع على بعد 4 أميال من شاطئ كي لارجو، حيث قضت هناك مع رفاقها مدة 5 أيام، تحت ظروف مناخية وبيئية قاسية، إلا أن وقوع إعصار إيزادور ساهم في تقليل مدة المهمة إلى 3 أيام فقط، من أجل سلامة الفريق.
وقبل أن تمضي جيسيكا في طريقها نحو الفضاء، سلكت طريق الطب، فقد كانت سابقاً أستاذا للتخدير في كلية الطب بجامعة هارفارد، في مستشفى ماساتشوستس العام في بوسطن، وفي غضون هذه الفترة كانت حصلت على إجازة لدخول فرقة رواد الفضاء، فخدمت في سبتمبر/أيلول 2002، في وكالة ناسا الفضائية، وعملت مع بعثة عمليات البيئة التابعة للوكالة الأمريكية.
وفي 2009 وبعد حصولها على درجة الدكتوراه، كانت جيسيكا قطعت المرحلة نصف النهائية لاختبارات مجموعة ناسا، التي اختارتها في 2013 لتكون أحد أعضاء مجموعة رواد الفضاء 21، لتبدأ بذلك في تحقيق حلم طفولتها.
وتستعد جيسيكا مير حالياً للانطلاق ضمن بعثه إكسبيديشن 61 في رحلة الفضاء، لتحط مع زميلها رائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري، وقائد الرحلة الروسي أوليج إيفانوفيتش سكريبوتشكا، على متن محطة الفضاء الدولية، والتي ستصلها في مهمة تستغرق نحو 8 أيام.
وكانت جيسيكا عبرت مرات عديدة عبر حسابها على موقع "تويتر" عن فخرها بالعمل ضمن طاقم فضاء دولي متنوع، وقامت في أكثر من مناسبة بنشر صور لها على موقع "تويتر" تجمعها مع فريق مركبة «سويوز 61S» الفضائية الذي يضم رائدي الفضاء الإماراتي والروسي، وذلك خلال خضوعهم للتدريبات النهائية قبل انطلاقهم في رحلة ستدخل التاريخ.