صحفي أمريكي يقاضي بنكا قطريا لدعمه الإرهاب
أول دعوى قضائية تتهم مؤسسة قطرية بدعم الإرهاب خلال عام 2020 لتضاف إلى سلسلة قضايا سابقة تواجه فيها الدوحة وبنوكها اتهامات مماثلة.
أقام مصور صحفي أمريكي، خُطف في سوريا نهاية عام 2012 من قبل جبهة النصرة الإرهابية، دعوى قضائية بالمحكمة الفيدرالية بفلوريدا ضد مصرف قطر الإسلامي متهما إياه بتمويل خاطفيه.
وهذه أول دعوى قضائية تتهم فيها مؤسسة قطرية بدعم الإرهاب خلال عام 2020، وتضاف إلى سلسلة قضايا سابقة حول العالم تواجه فيها الدوحة وبنوكها اتهامات مماثلة.
وكشفت صحيفة "التايمز" البريطانية، في أغسطس/آب الماضي، عن تقديم بنك بريطاني مملوك لقطر خدمات مالية لمنظمات إنجليزية عديدة مرتبطة بمتطرفين، وأن حسابات بعض عملاء مصرف الريان القطري جُمدت خلال حملة أمنية.
وتؤكد الدعوى القضائية الجديدة أن جرائم الإرهاب لا تسقط بالتقادم، وترسل تحذيرا واضحا لممولي وداعمي الإرهاب أنه مهما مرت سنوات على جرائمهم، فإن لحظة المحاسبة ودفع الثمن آتية لا محالة.
تفاصيل القضية الجديدة
ورفع المصور الصحفي الأمريكي ماثيو شيرير دعوى قضائية أمام المحكمة الفيدرالية في فلوريدا يتهم فيها مصرف قطر الإسلامي بتقديم تسهيلات مالية لمنظمات إرهابية منها جبهة النصرة الإرهابية وحليفها تنظيم "أحرار الشام".
وبين ماثيو في تصريحات لقناة "فوكس نيوز" الأمريكية، أن البنك المذكور قام بذلك عبر عدة طرق إحداها أنهم تبرعوا بـ500 ألف ريال قطري لمؤسسة قطر الخيرية، التي تمول تلك المنظمات، مشيرا إلى أنها مؤسسة لها تاريخ حافل في دعم الإرهاب.
وفي الشكوى الفيدرالية المؤلفة من 60 صفحة، يتهم شيري مصرف قطر الإسلامي بأنه سمح للأفراد وللجمعية الخيرية بنقل الأموال إلى "جبهة النصرة"، التي "اختطفته" بينما كان يحاول عبور الحدود السورية إلى تركيا في ديسمبر/كانون الأول 2012، حسبما نشرت وسائل إعلام أمريكية.
ويتهم "شيرير" البنك بالمساهمة بشكل مباشر في مؤسسة قطر الخيرية، متهما إياها أنها "تمول تنظيميّ "جبهة النصرة"، و"أحرار الشام".
ويتحدث الصحفي الأمريكي في الدعوى عن تفاصيل احتجازه لدى "جبهة النصرة" لمدة 211 يومًا، وما شهده خلالها من "تعذيب".
كما أكدت في الدعوى أنه "تعرض للضرب والتعذيب في 10 مناسبات على الأقل، وهدوده عدة مرات بالإعدام وأجبر على مراقبة وسماع تعذيب السجناء الآخرين".
وقال شيرير في دعواه إنه "كان محروماً من الماء والطعام، واحتُجز داخل غرف في البرد الشديد أو الحرارة المرتفعة، دون إضاءة أو تهوية، وحُرم من الوصول إلى الحمامات لعدة أيام".
كما تم نقل الصحفي الأمريكي عدة مرات بين القواعد والسجون لفترة قصيرة، قبل أن تسلمه "النصرة" إلى جماعة أحرار الشام، بحسب الشكوى.
وأضاف: "غالبًا ما كان يعتقد أنه سيموت في الأسر، أو يتمنى الموت"، قبل أن يتمكن من الهرب في 29 يوليو/تموز 2013، عبر نافذة صغيرة في زنزانته.
ورفع المصور الصحفي الأمريكي الدعوى القضائية، بموجب قوانين مكافحة الإرهاب الأمريكية والتي تمكن الأشخاص الذين تعرضوا للتعذيب المباشر أو احتجزوا كرهائن أو عائلات الأشخاص الذين قُتلوا في حوادث إرهابية من تقديم شكاوى ضد الجهة أو الدولة التي تدعم هذه الأعمال الإرهابية في المحاكم الأمريكية لتلقي التعويض.
وكان ماثيو قد خطف في 31 ديسمبر/كانون الأول عندما كان يحاول مغادرة حلب بعدما وشى به على ما يبدو سائق سيارة الأجرة التي كان يستقلها.
وتعرض الصحفي شيرير للتعذيب خلال 7 أشهر من الأسر بأيدي جبهة النصرة في سوريا كي يقر بأنه جاسوس لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية.
وبينما كان معتقلا في سجن؛ حيث يسمع صراخ المعتقلين تحت وقع الضرب، طلب منه خاطفوه بعد بضعة أيام شيفرة بطاقته المصرفية وكلمة سر بريده الإلكتروني ثم انتحلوا هويته لشراء أجهزة كمبيوتر وآيباد وقطع غيار سيارات مرسيدس عبر الإنترنت.
سجل أسود
وتملك مؤسسة قطر الخيرية والعديد من بنوك الدوحة سجلا أسود في دعم الإرهاب، ففي أبريل/ نيسان الماضي، كشف كتاب يحمل اسم "أوراق قطر"، عن تمويل للإرهاب في أوروبا.
وذكر الكتاب أن تمويل الإرهاب يتم عبر مؤسسة قطر الخيرية، التي تبث سمومها تحت ستار المساعدات الإنسانية وتمول بناء مساجد ومراكز ومؤسسات تابعة لتنظيم الإخوان الإرهابي.
ووصف الصحفيان الاستقصائيان كريستيان شينو وجورج مالبرنو، في كتابهما، "قطر الخيرية" بـ"المؤسسة الأقوى في تلك الإمارة الصغيرة"، مؤكدين أنها تمكنت من "التوغل في 6 دول أوروبية أبرزها فرنسا وإيطاليا وسويسرا"، كما حذرا من خطورة هذا التمويل.
ورسم كتاب "أوراق قطر" المؤلف من 295 صفحة خرائط توضيحية لمحاولة الدوحة بث التطرف في أوروبا.
كما كشف للمرة الأولى، تفاصيل أكثر من 140 مشروعاً لتمويل المساجد والمدارس والمراكز، لصالح الجمعيات المرتبطة بتنظيم الإخوان الإرهابي.
وبعدها بعدة أشهر، كشفت صحيفة "تليجراف" أغسطس/آب الماضي أن هيئة الرقابة على الجمعيات الخيرية في بريطانيا أصدرت تحذيرا حول "استقلال" جمعية خيرية بريطانية ترتبط بمؤسسة قطرية أدرجت على قوائم الإرهاب في دول خليجية.
وأوردت الصحيفة البريطانية، في تقرير نشرته، أن الهيئة أعربت عن قلقها إزاء "استقلال" جمعية قطر الخيرية بالمملكة المتحدة التي تقدم ملايين الجنيهات للمساجد وغيرها من المنظمات في جميع أنحاء بريطانيا.
وأوضحت أن اللجنة تدخلت قبل 4 أعوام بعد أن اكتشفت أن 98% من تمويل المؤسسة البريطانية يأتي من جمعية قطر الخيرية ومقرها الدوحة لتمويل مشاريع محددة في المملكة المتحدة.
ولفتت الصحيفة إلى أن الجمعية كانت واحدة من 12 مؤسسة أدرجتها السعودية ومصر والإمارات والبحرين على قائمة الإرهاب عام 2017.
كما كشفت صحيفة "التايمز" في أغسطس/آب الماضي أن بنكا بريطانيا مملوكا لقطر يقدم خدمات مالية لمنظمات بريطانية عديدة مرتبطة بمتطرفين، وأن حسابات بعض عملاء مصرف الريان القطري جُمدت خلال حملة أمنية.
ونوهت الصحيفة بأن 70% من أسهم بنك الريان البريطاني مملوكة لمصرف الريان، ثاني أكبر بنك قطري، وأن ذراعا استثمارية في صندوق قطر السيادي تمتلك الحصة المتبقية البالغة 30%.
وبعدها بيومين كشفت الصحيفة نفسها أن بنكا قطريا آخر هو "بنك الدوحة" الذي يملك مكتبا في لندن يواجه اتهامات بتحويل أموال إلى جماعة إرهابية في سوريا، وفقا لدعوى قضائية تنظر أمام المحكمة العليا في لندن.
وكشفت الصحيفة، في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني، عن أن شقيقين ثريين يواجهان اتهامات بأنهما استغلا حسابات في "بنك الدوحة" لتحويل مبالغ كبيرة من المال إلى "جبهة النصرة"، التابعة لتنظيم "القاعدة" الإرهابي، أثناء الحرب السورية.
وسبق أن ظهر زعيم تنظيم جبهة النصرة في سوريا أبو محمد الجولاني على شاشة "الجزيرة" القطرية.
aXA6IDE4LjIxOS4yMDcuMTEg جزيرة ام اند امز