التحليلات
مليشيات "الكاتيوشا".. معضلة أمنية تؤرق حكومة العراق
يبدو أن الحلول السياسية والمفاوضات غير المعلنة، ليست قادرة على كبح المليشيات المدعومة من إيران عن إطلاق صواريخ الكاتيوشا بالعراق.
ورغم الجهود والوعود الأمنية التي تقدمها حكومة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، للسيطرة على نيران تلك الفصائل، فإنه لم يتحقق لغاية الآن أي إنجاز يختص بهذا الشأن، وباتت القوات العراقية تطارد "أشباحا"، ليس لهم عنوان أو مكان.
وتتصاعد الهجمات بصواريخ الكاتيوشا منذ مطلع العام الماضي، عقب حادثة اغتيال قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني بغارة مسيرة لطائرة أمريكية، بعد أيام من مظاهرة للفصائل المسلحة عند مبنى سفارة واشنطن في بغداد، واقتحامهم للسور الخارجي.
وتتبنى تلك الهجمات فصائل مسلحة بأسماء مختلفة يرجح أن أغلبها يرتبط بمليشيا "كتائب حزب الله"، المقربة من إيران.
وتتركز أغلب الضربات التي توجهها تلك القوى المسلحة حول 4 مواقع رئيسية وهي: مبنى السفارة الأمريكية ببغداد، وقاعدة عين الأسد في محافظة الأنبار وقاعدة بلد الجوية في صلاح الدين، إضافة إلى قاعدة حرير القديمة عند مطار أربيل في إقليم كردستان.
يأتي ذلك بالتزامن مع العبوات الناسفة التي تقطع الطريق على حركة أرتال التحالف الدولي وخطوط الدعم اللوجستي، وغالباً ما تتبناها فصائل مشابهة لمليشيات الصواريخ باستهداف تلك القوافل.
وحتى ليل أمس الإثنين، استهدفت 4 صواريخ قاعدة بلد الجوية شمال العاصمة بغداد، بحسب رواية رسمية لخلية الإعلام الأمني فيما ذكرت مصادر أمنية أن الهجوم نفذ بـ9 صواريخ كاتيوشا وسقط من جرائها عدد من الجرحى.
وتستضيف قاعدة بلد الجوية (64 كم شمال بغداد)، وبمساحة (25 كم)، نحو 110 عناصر صيانة عسكرية محمية من قبل قوة مؤلفة من 400 جندي أمريكي، وقد تم إنشاؤها في مطلع الثمانينيات من القرن الماضي.
ويعد هذا الهجوم هو الرابع من نوعه، منذ مطلع العام الحالي، حيث كان أكثرهم عنفا الذي وقع في الـ15 من مارس/آذار الماضي، بـ5 صواريخ تسببت بجرح متعاقد عراقي.
وإلى غرب العراق، لم يكن الحال بأفضل منه عن وسط وشمال البلاد، حيث تتعرض "عين الأسد"، ثاني أكبر قاعدة جوية بعد بلد الجوية، لاستهداف صاروخي بين الحين والآخر، كان آخرها هجوما بـ24 صاروخا، في 8 أبريل/نيسان الماضي.
وسبق ذلك بنحو شهر، هجوم هو الأعنف بين الضربات التي تتلقاها قاعدة "عين الأسد"، التي تقع ناحية البغدادي، بعد أن سقط نحو 9 صواريخ كاتيوشا عند مقتربات المبنى والسياج الخارجي، تسببت بوفاة متعاقد أمريكي.
وعند مناطق إقليم كردستان شمال العراق، أحبطت السلطات الأمنية في 18 أبريل/نيسان الماضي، هجوماً بطائرة مسيرة على متنها مواد شديدة الانفجار استهدفت قاعدة حرير، تحمل مسؤوليته مجموعة مسلحة تحمل اسم "كتيبة السابقون".
وسبق ذلك هجوم عنيف وقع في الـ15 من فبراير/شباط الماضي بـ11 صاروخاً تسببت بمقتل شخصين وإصابة 5 آخرين.
وعند المدينة المكتظة بالسكان التي يتجاوز سكانها 9 ملايين نسمة، بات سكان العاصمة بغداد يعتادون سماع دوي الانفجارات الليلية التي تستهدف مبنى السفارة الأمريكية في المنطقة المحصنة، بجانب مطار بغداد الذي يستضيف قوات أمريكية في قاعدة فكتوريا.
ولم تستطع الإدارة الأمريكية في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب بعد التلويح بغلق سفارتها في بغداد احتجاجاً على هجمات المليشيات التابعة لإيران، من كبح الأخيرة وثنيها عن مواصلة ضرباتها الصاروخية.
وكان السفير الأمريكي لدى العراق ماثيو تويلر، صرح في الأسبوع الماضي، بأن أغلب الهجمات التي تستهدف مصالح بلاده في العراق تنفذ بصواريخ مصنعة في إيران.
في فبراير/ شباط الماضي، إذ استهدف هجوم بصاروخين المنطقة الرئاسية ببغداد التي تضم السفارة الأمريكية، لكن الهجوم أخطأ أهدافه، فسقط أحد الصاروخين على مبنى لجهاز الأمن الوطني العراقي، وآخر قرب مجمع سكني تسبب باحتراق عدد من السيارات المدنية.
وإلى غرب العاصمة، سقط صاروخ كاتيوشا على عراقي في حي الجهاد، من مجموع 3 صواريخ استهدفت قاعدة فكتوريا عند مقتربات مطار بغداد في الـ23 من فبراير/ شباط الماضي، في أول استهداف لمصالح واشنطن في العراق بعد وصول جو بايدن إلى البيت الأبيض.
وتضم قاعدة فكتوريا التي تقع عند الجزء الجنوبي العسكري من مطار بغداد، قوات أمريكية وعلى بعد منها قوات عسكرية عراقية.
وفي الـ22 من الشهر الماضي، استهدفت ثلاثة صواريخ محيط مطار بغداد، سقط أحدها قرب الجانب العسكري العراقي، فيما ذهب الآخران باتجاه مبان ومؤسسات حكومية عند أطراف العاصمة.