"الوحش" الأمريكية تصل أوكرانيا.. وكييف تسعر "هجوم المسيرات"

أسابيع من الانتظار، مرت ثقالا على أوكرانيا في انتظار "مدد" بدبابات تعد هي العمود الفقري للجيش الأمريكي.

هذه الدبابات من طراز "إم1إيه1 أبرامز"، والمعروفة بـ"الوجش الميكانيكي"، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أخيرا، وصول أول دفعة منها إلى بلاده.

وقال زيلينسكي، عبر "تليغرام": "لقد وصلت دبابات أبرامز إلى أوكرانيا ويتم إعدادها الآن لتعزيز ألويتنا".

ولم يذكر زيلينسكي تفاصيل عن عدد الدبابات الأمريكية التي وصلت بالفعل إلى أوكرانيا، وكانت واشنطن أعلنت تسليم ما مجموعه 31 دبابة قتالية من هذا الطراز إلى أوكرانيا.

وقدم زيلينسكي الشكر للحلفاء على المساعدات العسكرية، التي تعتبر الولايات المتحدة أهم وأكبر مساهم فيها.

مساعدات ضخمة

ومنذ بداية العملية العسكرية الروسية بأوكرانيا، في فبراير/شباط 2022، بلغت المساعدات العسكرية الأمريكية لأوكرانيا 43.9 مليار دولار، بحسب بيانات حكومية.

وفي الآونة الأخيرة، وافقت واشنطن على إرسال أسلحة ومعدات من المخزونات العسكرية الأمريكية تبلغ قيمتها 128 مليون دولار.

لكن تلك الأسلحة لم تشمل نظام الصواريخ التكتيكية "أتاكمز" التي يصل مداها إلى 300 كيلومتر، والتي طلبتها كييف منذ فترة طويلة.

هجوم البحر الأسود

إعلان جاء بالتزامن مع إعلان كييف نجاحات في هجومها على مقر الأسطول البحري الروسي في البحر الأسود، الذي بدأته في وقت سابق.

وقالت كييف إن الهجوم الذي شنته على مقر أسطول البحر الأسود الروسي، الجمعة، أسفر عن مقتل قائد الأسطول فيكتور سوكولوف، بحسب قولها.

واستخدمت أوكرانيا خلال الهجوم طائرات مسيرة وصواريخ كروز على شبه جزيرة القرم، التي تسيطر عليها روسيا منذ ضمها من أوكرانيا في عام 2014.

وأظهرت مقاطع فيديو أن مقر أسطول البحر الأسود الروسي في مدينة سيفاستوبول الساحلية تعرض للقصف عدة مرات، لكن بعد الهجوم، تحدثت موسكو عن فقدان شخص واحد فقط.

وتم تعيين سوكولوف قائدا لأسطول البحر الأسود في أيلول/سبتمبر 2022.

ووفقا لتقارير إعلامية، تم عزل سلفه من منصبه بعد غرق طراد الصواريخ موسكفا، الرائد في أسطول البحر الأسود الروسي، بعد بضعة أشهر من بدء حرب موسكو ضد أوكرانيا.

وبعد أيام فقط من هجوم، الجمعة، أبلغت روسيا عن انفجارات جديدة في القرم، الإثنين.

ووفقا للحاكم المعين من قبل موسكو ميخائيل رازفوشيف، إن انفجارات، الإثنين، كانت نتيجة "تفجير متحكم فيه" في المقر المتضرر بشدة في مدينة سيفاستوبول.

ولفت رازفوشيف في وقت لاحق إلى أن "الدفاع الجوي الروسي اعترض صاروخا أوكرانيا".

تسعير هجمات المسيرات

واستمرارا لاستراتيجية استخدام المسيرات، أعلنت الدفاعات الجوية الروسية أنها صدت ما مجموعه 4 هجمات أوكرانية بطائرات مسيرة فوق منطقة كورسك بالقرب من الحدود الأوكرانية، مساء الاثنين.

وأكدت أنها دمرت طائرتين مسيرتين في حوالي الساعة 1030 مساء بالتوقيت المحلي (1930 بتوقيت جرينتش)، الإثنين، و2 أخريين بعد نحو نصف ساعة، حسبما ذكرت وزارة الدفاع الروسية في موسكو على تليغرام.

واتهمت الوزارة أوكرانيا بشن "هجوم إرهابي بطائرة مسيرة ثابتة الجناحين"، ولم يتسن التحقق من المعلومات بشكل مستقل.

كما تعرضت العاصمة الإقليمية كورسك لهجوم بطائرتين مسيرتين يوم الأحد، وتقول أوكرانيا إن إحداهما أصابت مبنى جهاز الاستخبارات الداخلية الروسية، والثانية مصفاة نفط.

وقالت منطقة كورسك رسميا إن "طائرة مسيرة تسببت في أضرار طفيفة لسقف مبنى إداري".

أما وزارة الدفاع الروسية فأعلنت على تليغرام تدمير 7 مسيّرات أوكرانية في منطقة بيلغورود المحاذية لأوكرانيا.

وأشار حاكم المنطقة فياتشيسلاف غلادكوف إلى عدم سقوط ضحايا في بيلغورود.

كما أعلنت الوزارة تدمير أربع طائرات مسيّرة أوكرانية في منطقة كورسك المتاخمة بدورها لأوكرانيا.

وزادت مؤخّراً وتيرة الهجمات على الأراضي الروسية بعدما كانت نادرة في بداية العملية العسكرية، وتعلن كييف بشكل متزايد مسؤوليتها عن هذه الهجمات.

وأبلغت موسكو مرارا عن هجمات بطائرات مسيرة أوكرانية في الأسابيع الأخيرة.

هجمات القرم

وأعلنت السلطات الروسية، مساء الإثنين، أنّ شبه جزيرة القرم تعرّضت لهجوم صاروخي من أوكرانيا، مؤكّدة أنّ الدفاعات الجوية الروسية أسقطت صاروخاً.

وقال الحاكم المعيّن من روسيا في سيفاستوبول التابعة للقرم ميخائيل رازفوجاييف عبر تطبيق تليغرام إنّ "قواتنا تتصدّى لهجوم صاروخي. وفق البيانات الأولية، أسقطت الدفاعات الجوية صاروخاً قرب قاعدة بيلبك الجوية. العمل متواصل".

وتستهدف أوكرانيا القرم منذ بدأت العملية العسكرية الروسية ضدها، لكنه تم تكثيف الهجمات على المنشآت العسكرية فيها مؤخرا في وقت تتعهّد كييف استعادة شبه الجزيرة التي ضمتها موسكو عام 2014.