باحث أمريكي يكشف لـ"العين الإخبارية" سر ألماس السماء
يتخذ كويكبان قريبان من الأرض وهما "بينو" و"ريوجو" شكل ألماس، ليبدو وكأنهما قطعتان من ألماس في السماء.
ولفت هذا الشكل انتباه العلماء منذ زمن بعيد، وحاولوا تقديم تفسيرات لهذا الشكل الماسي، غير أن علماء معهد أوكيناوا باليابان وجامعة روتجرز الأمريكية، قدموا تفسيرا مختلفا استخدموا فيه مفاهيم بسيطة من الفيزياء الحبيبية.
والكويكبات بشكل عام هي أجسام صخرية تدور حول الشمس، وما يجعلها رائعة للباحثين، أنها تتكون من مواد متبقية (مواد لم يتم امتصاصها في الكواكب الكبيرة عندما تشكل النظام الشمسي، قبل حوالي 4.6 مليار سنة)، وبالتالي، يمكنهم إلقاء الضوء على الأيام الأولى للنظام الشمسي وتكوين الكواكب.
ومعظم الكويكبات محاصرة في حزام الكويكبات، وهي منطقة تقع بين كوكب المشتري والمريخ، وهذه المسافة البعيدة من الأرض تجعل دراستها صعبة، ولكن في بعض الأحيان يهرب كويكب ويقترب من الأرض، مما يجعل من الممكن تصويره عن قرب باستخدام مركبة فضائية غير مأهولة.
وهذا ما حدث للكويكبين اللذين يتخذان الشكل الماسي، وهما "بينو" و"ريوجو"، ويصنفان على أنهما من كويكبات كومة الأنقاض، مما يعني أنهما مكونان من العديد من القطع الأصغر للمواد الصخرية التي ترتبط ببعضها البعض بشكل غير محكم بفعل الجاذبية، وفي الأساس فإن هذه المواد الصخرية، مجرد حبيبات تتفاعل مع بعضها البعض، مثل الرمال على شواطئنا.
وعزت النماذج السابقة أشكال ألماس لهذين الكويكبين إلى حدوث تآكل في الكويكبين أدى إلى هذا الشكل، واقترحت دراسات أخرى حدوث تطور آخر في سطحه تسبب في هذا الشكل، ولكن عندما تمت محاكاة الكويكبات باستخدام هذه النماذج في الدراسة الجديدة المنشورة 4 سبتمبر/أيلول بدورية "نيتشر"، كان الشكل مفلطحًا أو غير متماثل بدلاً من ألماس.
ويقول تروي شينبروت من جامعة روتجرز، والباحث المشارك بالدراسة في تصريحات خاصة لـ "العين الإخبارية": "يشير تحليلنا إلى أن شكل الألماس يرجع على الأرجح إلى ترسب المواد، ويمكن لنموذج فيزياء حبيبية بسيط، يستخدم عادة لترسب الحبوب مثل الرمل أو السكر، التنبؤ بالشكل المرصود".
ويستطرد: "تخيل صب الرمل أو السكر من خلال قمع، وسيضمن مزيج القوى المختلفة تشكيل كومة مخروطية الشكل، وعندما تتعرض هذه الكومة للقوى المؤثرة على الكويكبات، مثل الجاذبية، تنتج أشكالاً ماسية".
وتكمن قيمة هذه الاكتشاف في الإشارة إلى أن هذه الكويكبات أحدث مما كان يُعتقد سابقًا، وربما تتطور اليوم، كما يؤكد شينبروت.
ويضيف: "كان الدافع الرئيسي وراء الدراسة هو الفضول العلمي البسيط، غير أن تحليلنا للشكل ألماسي، كشف عن هذه النتيجة".
وعن أسباب اختيار هذه الكويكبات تحديدا، يقول: "هذه كويكبات - تم اختيارها للدراسة لأن شكلها غير العادي يشير إلى شيء جديد حول كيفية تشكل الكويكبات وتطورها، وتوجد دراسات أخرى، من قبل مجموعاتنا البحثية وغيرها، تشمل الكويكبات أو الأقمار الأخرى ذات الشكل الغريب".