باحثة أمريكية تتحدث لـ"العين الإخبارية" عن أسباب "عقم" المجرات
كان باحثون أمريكيون يراقبون الكون المبكر، حين اكتشفوا شيئًا غريبًا، وهو أن 6 مجرات أصبحت عقيمة وغير قادرة على إنتاج النجوم.
يجب أن تحتوي المجرات المبكرة الضخمة، التي تشكلت في 3 مليارات سنة بعد الانفجار العظيم، على كميات كبيرة من غاز الهيدروجين البارد، وهو الوقود المطلوب لصنع النجوم، لكن باحثين أمريكيين كانوا يراقبون الكون المبكر باستخدام مصفوفة أتاكاما الكبيرة المليمترية/ما دون المليمتر (ألما) وتلسكوب هابل الفضائي، اكتشفوا شيئًا غريبًا، وهو أن 6 من هذه المجرات الاثني عشرة أصبحت عقيمة وغير قادرة على إنتاج النجوم، كما أعلنوا الأربعاء في دراسة نشرت بدورية "نيتشر".
وقال الباحثون الذين ينتمون لجامعتي ماساتشوستس وتكساس في دراستهم، إن توقف تشكل النجوم في المجرات الست المستهدفة لم يكن بسبب عدم الكفاءة المفاجئة في تحويل الغاز البارد إلى نجوم، ولكن نتيجة استنفاد أو إزالة خزانات الغاز في المجرات.
وتقول كيت ويتاكر من قسم الفلك بجامعة ماساتشوستس، والباحثة الرئيسية بالدراسة في تصريحات خاصة لـ "العين الإخبارية": "الاكتشاف ببساطة هو أننا لا نرى دليلاً على وجود غاز جزيئي بارد في هذه المجرات، ويجب أن يكون الغاز باردًا حتى يتمكن من تكوين نجوم جديدة ، وإلا فإنه لن ينهار ويبدأ في تكوين نجم جديد".
وتضيف: "هناك عدة طرق لتفسير ما يحدث، فأحد الاحتمالات أن يكون الغاز لا يزال موجودًا لكنه في درجة حرارة أعلى بكثير بسبب ردود الفعل من ثقب أسود فائق الكتلة بالمجرة على سبيل المثال أو أن إمدادات الغاز الأولية التي تغذي المجرة قد انقطعت أو ربما تم إخراج الغاز البارد من المجرة ويمكن العثور عليه من حيث المبدأ في الوسط المحيط بالمجرات، وهذا يعني أن المجرات غير قادرة على إعادة ملء خزان الوقود، وبالتالي ، فهي غير قادرة على إعادة تشغيل المحرك لإنتاج النجوم".
وحول قيمة ما توصلوا إليه من الناحية البحثية، توضح ويتاكر أن ما قاموا به هو القياسات الأولى لسلسلة الغاز البارد للمجرات البعيدة، وفي الواقع، يمثل ذلك القياسات الأولى من هذا النوع للكون المبكر" .
وتشير إلى أننا تمكنا من فحص وقود تشكل النجوم في هذه المجرات الضخمة المبكرة بعمق كافٍ لأخذ القياسات الأولى لقراءة خزان الغاز، مما يعطينا وجهة نظر مفقودة بشكل حاسم لخصائص الغاز البارد لهذه المجرات.