عالم أمريكي لـ"العين الإخبارية": لقاحات كورونا الأنفية ستغزو العالم
بعد أكثر من عامين على جائحة كوفيد- 19، بدأت تُطرَح نوعية جديدة من اللقاحات، لا تعتمد على الحقن، وتستهدف موضع دخول فيروس كورونا إلى الجسم، وهي منطقة الأنف.
أحد هذه اللقاحات ابتكرته جامعة واشنطن في سانت لويس، وتم الموافقة مؤخراً في الهند على استخدامه للجرعات المعززة، وكذلك الأولية.
ماذا يعني دخول هذه اللقاحات كأداة في الحرب على الفيروس، وما الذي يميزها عن اللقاحات التقليدية، وهل هناك دول أخرى مرشحة لاستخدامها؟ هذا ما سيجيب عنه مايكل دايموند، أستاذ الميكروبيولوجيا الجزيئية وعلم الأمراض والمناعة بجامعة واشنطن، ورئيس الفريق البحثي صاحب اختراع اللقاح في حواره مع "العين الإخبارية".
بداية نود التهنئة بالموافقة الرسمية على استخدام لقاحكم في الهند.. ماذا تمثل لكم هذه الخطوة؟
لاشك أنه خبر سعيد أن تتم الموافقة على استخدام لقاحنا الأنفي في الهند، ولكننا في انتظار خبر آخر، وهو أن يحصل اللقاح على اعتماد هيئة الغذاء والدواء الأمريكية، ووكالة الأدوية الأوروبية، حتى يمكن تسويقه في أوروبا وأمريكا.
وكيف حصلتم على الموافقة باستخدامه في الهند؟
الجهة التي حصلت على تلك الموافقة هي شركة "بهارات بيوتيك إنترناشونال"، والتي حصلت من جامعة واشنطن على الحق في إنتاج وتسويق اللقاح في جميع أنحاء العالم، باستثناء الولايات المتحدة وأوروبا.
وهل تتوقعون انضمام دول أخرى لاستخدام هذا اللقاح؟
أعتقد أن شركة "بهارات" تقدمت بطلب إلى منظمة الصحة العالمية لتوسيع نطاق تسويق هذا اللقاح عالمياً.
وما الفارق بين هذا اللقاح واللقاحات التقليدية؟
الميزة الرئيسية للقاح الأنفي، بخلاف أنه لا يحتاج إلى إبرة، هي أنه يطلق استجابة مناعية في الأنف ومجرى الهواء العلوي، حيث يدخل الفيروس إلى الجسم، ويكون للقاح القدرة على منع العدوى وكسر دورة الانتقال. وهذه اللقاحات، هي أسهل في التداول والاستخدام من اللقاحات الأخرى، التي يحتاج استخدامها إلى طواقم طبية مدربة.
أحد مشكلات بعض أنواع اللقاحات التقليدية أنها تحتاج إلى التخزين في مبردات متخصصة قد لا تتوفر في كثير من البلدان الفقيرة، فماذا عن لقاحكم؟
من هذه الناحية فإن اللقاح يمكن تخزينه في المبردات التقليدية، وهذه ميزه مهمة جدا.
هناك تقارير تتحدث عن أن اللقاحات الأنفية لا تدوم مناعتها لفترة طويلة؟
تجاربنا في النماذج الحيوانية تشير إلى أن هناك مناعة طويلة، وتراقب شركة "بهارات" في الهند الوضع مع البشر الذي حصلوا على اللقاح.
وكيف إذن تمت الموافقة على استخدام اللقاح في الهند قبل معرفة هذه المعلومة؟
الموافقة على تسويق اللقاح، كما حدث مع اللقاحات الأخرى، لا تحتاج الانتظار طويلا لمعرفة مدة المناعة التي يوفرها اللقاح، نحتاج فقط الانتظار لعده شهور، والتأكد خلال التجارب أن اللقاح آمن ولا يسبب مشكلات صحية.
وكم عدد الذين شاركوا في هذه التجارب؟
تم ترخيص اللقاح للاستخدام في الهند بناءً على بيانات من التجارب السريرية التي أجرتها شركة "بهارات بيوتيك إنترناشونال"، وشارك حوالي 3100 شخص في الدراسات المتعلقة باستخدام اللقاح في الجرعات الأولية، و شارك 875 شخصا آخر تلقوا بالفعل جرعتين من لقاحين آخرين، في تجارب اللقاحات المعززة.
وهل الأفضل استخدام اللقاح في الجرعات الأولية أم المعززة؟
في كليهما، وقد تمت الموافقة في الهند خلال شهر سبتمبر/أيلول على استخدامه كسلسلة أولية من جرعتين، ومؤخرا تمت الموافقة على استخدامه في الهند أيضاً للجرعات المعززة.
وأخيرا: كيف يتم إنتاج هذه اللقاحات الأنفية؟
يتم إنتاجها في زراعة الخلايا ثم يتم تنقية الخلايا بالطرد المركزي، لاستخلاص مكونات اللقاح، وهي طريقة سهلة التكيف، بمعنى أن أي متحورات جديدة من الفيروس تظهر لاحقا، يمكن أن تسمح لنا تلك الطريقة سريعا بإنتاج لقاحات تتعامل معها.
