تصاعد التوتر بين أمريكا والمليشيات العراقية.. وتوقعات بضربة وشيكة
الولايات المتحدة قامت بعملية إعادة تموضع بسحب قواتها من عدة قواعد عسكرية في العراق ونقلهم لأخرى، وقامت بنشر منظومة صواريخ باتريوت.
عبر مناورات عسكرية، تحاول مليشيا موالية لإيران بالعراق إرسال إشارات تهديد للولايات المتحدة، غير أن تحركات أمريكية عسكرية تؤكد أنها الهدف التالي لواشنطن بعد تنظيم داعش الإرهابي وبدء العد التنازلي لإنهاء وجودها.
وقامت الولايات المتحدة بعملية إعادة تموضع بسحب قواتها من عدة قواعد عسكرية في العراق ونقلهم لأخرى، ولم تكتف بذلك بل عززت قاعدتي عين الأسد في محافظة الأنبار (غرب) وحرير في أربيل (شمال) بمنظومة صواريخ باتريوت ما ينذر بعمليات تصعيد خلال الفترة المقبلة.
وكثفت واشنطن من غاراتها خلال الآونة الأخيرة على المليشيات في العراق كان أحدثها منتصف الشهر الماضي وقتل خلالها الجنرال سيامند مشهداني أحد قادة فيلق القدس الإيراني، وأبرزها التي قتل خلالها قاسم سليماني قائد مليشيا "فيلق القدس" مطلع العام الجاري.
وأمس الأول، قتل أبو آية العقابي، القيادي في مليشيا "أنصار الله الأوفياء" أحد أجنحة كتائب حزب الله العراق و13 مسلحا آخرين بكمين نصبه له مسلحون مجهولون في منطقة عكاشات بمحافظة الأنبار غرب البلاد.
وبحسب مصادر أمنية عراقية كان "العقابي" يقود الحرس الخاص في مليشيا حزب الله الذي يشرف على تأمين تحركات قادة المليشيات وتأمين الحماية لهم، ورغم أن المعلومات الأولية أشارت إلى أنه قتل في غارة نفذتها طائرة مسيرة مجهولة الهوية أكدت مصادر إعلامية مقتله في كمين.
وفي تقرير نشرته صحيفة "جيروزالم بوست"، الأحد، قالت إن المليشيات الموالية لإيران في العراق تقف على مفترق طرق وسط تصاعد التوترات مع الولايات المتحدة.
وأشارت إلى أن عددا من عناصر جماعة "عصائب أهل الحق"، التي فرضت عليها الولايات المتحدة عقوبات في يناير/كانون الثاني، لوحوا بالأعلام واحتفلوا "بالانسحاب" الأمريكي من العراق.
وحذرت الصحيفة من أن هذه الجماعات تقول الآن إنها تستعد لمحاربة الأمريكيين، لافتة إلى أن حركة "حزب الله النُّجَباء" نشرت صورا على فيسبوك تدمر فيها البيت الأبيض.
وتسعى مليشيات الحشد الشعبي إلى إثارة الفوضى وإشعال فتيل الحرب في العراق عبر الاستمرار في تخزين صواريخ وطائرات مسيرة قادمة من إيران في قواعد تابعة للجيش العراقي والقوات الأمنية، وكذلك في البساتين وبين المجمعات السكنية.
وتعمل المليشيات بقوة على تنفيذ خطة الحرس الثوري الإيراني في جعل العراق ساحة المواجهة مع الولايات المتحدة الأمريكية.
والسبت، أمر البنتاجون قادة الجيش بالتخطيط لتصعيد عمليات القتال الأمريكية في العراق، ووجه، الأسبوع الماضي، بتجهيز حملة لتدمير مليشيات مدعومة من إيران تهدد بشن مزيد من الهجمات على قواته في بغداد، حسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
بدوره، قال مسؤول في وزارة الدفاع العراقية لـ"العين الإخبارية"، مفضلا عدم الكشف عن اسمه، إن "قيادات مليشيات الحشد الشعبي والحرس الثوري أصبحوا في مرمى القوات الأمريكية التي ستصطادهم جميعا مثلما حدث مع قائد فيلق القدس قاسم سليماني ورئيس أركان الحشد أبو مهدي المهندس مطلع يناير/كانون ثاني الماضي.
من جانبه، كشف السياسي العراقي المستقل، مثال الآلوسي، لـ"العين الإخبارية"، عن أن الحرس الثوري الإيراني والمليشيات التابعة له تعد لشن عمليات إرهابية ضد الولايات المتحدة ومصالحها في العراق وسوريا ولبنان والمنطقة، موضحاً أن واشنطن على علم بهذه التحركات وتستعد لصدها.
وأضاف الآلوسي: "إيران زودت المليشيات في العراق والمنطقة وخاصة مليشيا حزب الله وعصائب أهل الحق بصواريخ متعددة المدى وطائرات مسيرة لاستخدامها في الهجمات الإرهابية ضد الولايات المتحدة وحلفائها، ما دفع القوات الأمريكية لاتخاذ احتياطاتها وزودت قواعدها بمنظومة باتريوت المضادة للصواريخ".
ولن تستطيع إيران مواجهة واشنطن لكنها تعمل من خلال مليشياتها لإرباك إدارة الرئيس ترامب وإحراجه قبل الانتخابات الرئاسية (نوفمبر/تشرين الثاني المقبل) عبر تنفيذ هجمات إرهابية ضد المصالح الأمريكية في العراق والمنطقة.
وبعد مقتل سليماني والمهندس في غارة نفذتها طائرة مسيرة أمريكية، يناير/كانون الثاني 2020 قرب مطار بغداد الدولي، أخلت مليشيات الحشد الشعبي جميع مقراتها الرئيسية في مدن العراق، ونقلتها إلى بيوت في مناطق سكنية مأهولة.
كما لجأ قادة المليشيات للاختباء في مخابئ تحت الأرض لتجنب استهدافهم من قبل الطيران الأمريكي، أما آلياتها وأسلحتها وصواريخها فنقلتها إلى مخازن الأغذية والمصانع المتوقفة عن العمل.
وأوضحت مصادر أمنية عراقية أن عمليات نقل الصواريخ والطائرات المسيرة الإيرانية وقطع غيارها مستمرة عبر المنافذ الحدودية مع إيران الخاضعة لسيطرة المليشيات جنوب العراق خاصة منافذ سومار والشيب والزرباطية التي تشهد ليلا عمليات نقل الأسلحة في شاحنات تحت حراسة مشددة من مليشيات الحشد.
وتتولى مليشيات كتائب حزب الله والنجباء وعصائب أهل الحق وكتائب سيد الشهداء وبدر مهمة نقل الأسلحة تحديداً إلى مخازنها في جرف الصخر وبغداد كربلاء والنجف والبصرة ومدن أخرى في جنوب العراق.
aXA6IDMuMTQ3LjY1LjExMSA= جزيرة ام اند امز