الجفاف يصل «مراحيض» الأمريكان.. أهم تحذير في 25 عاما
تعاني الولايات المتحدة حاليا أسوأ موجة جفاف لها منذ 25 عاما، والذي أثر على جميع الولايات باستثناء ولايتين.
ويعيش نحو 257 مليون أمريكي تحت تحذير من الجفاف الشديد، حيث اجتاح الجفاف ودرجات الحرارة المرتفعة البلاد الشهر الماضي، في حين كانت الولايات الوحيدة التي لم تتأثر هي ألاسكا وكنتاكي.
ووصل الأمر إلى أن طلبت العديد من الولايات من السكان خفض استهلاكهم للمياه من خلال تقليل أوقات الاستحمام، وعدم ري حدائقهم وتقليل تدفق المياه في المراحيض للحفاظ على الموارد، كما كان الوضع شديدا في بنسلفانيا مما أدى إلى جفاف بحيرة والكشف عن بقايا جسر عمره 200 عام.
وتشمل المناطق الأكثر تضررا تكساس وأوهايو ووست فرجينيا ووايومنغ ومونتانا وميسوري، وكلها تواجه ظروف جفاف شديدة أو استثنائية بعد عدم هطول الأمطار منذ سبتمبر/أيلول الماضي بحسب "ديلي ميل".
وتم إصدار تنبيهات شديدة اللهجة في جميع أنحاء الولايات المتحدة، حيث تسببت الحرائق الجائرة التي بلغ عددها 14 حريقا في تدمير أكثر من 486000 فدان في 10 ولايات، بما في ذلك أوكلاهوما وتكساس وماساتشوستس.
وشهدت ألاسكا وكنتاكي ظروفا أقل حدة، حيث ظلت درجات الحرارة في ألاسكا أكثر برودة من المتوسط، مما سمح لها بالهروب من الجفاف جزئيا، بينما جلبت جبهة باردة الأمطار إلى كنتاكي يوم أمس الخميس.
وتم تنفيذ جهود الحفاظ على المياه في ولايات في جميع أنحاء الولايات المتحدة مثل كولورادو وهاواي، بينما طُلب من أولئك في بنسلفانيا تقليل استهلاكهم للمياه بنسبة 10 إلى 15%، أي ما يعادل 11 إلى 16 غالونا يوميا.
ويأتي هذا في الوقت الذي غطى فيه الجفاف 12% فقط من الولايات المتحدة في يونيو/حزيران، ولكن اعتبارًا من نوفمبر/تشرين الثاني ارتفع هذا الرقم إلى 87%.
وقد حدث هذا بسبب سلسلة قوية من الضغط تظل مرتفعة في الغلاف الجوي لأسابيع متواصلة، مما يمنع هطول الأمطار في المنطقة.
ووصفت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) الحدث بأنه "جفاف مفاجئ" ناجم عن هطول أمطار أقل من المعدل الطبيعي ودرجات حرارة مرتفعة بشكل غير طبيعي ورياح شديدة.
وقالت كايلي شوارتز، عالمة في مركز الأمن المائي العالمي بجامعة ألاباما، "على الرغم من أن الجفاف يتطور عادة ببطء على مدار أشهر وسنوات، فإن الجفاف المفاجئ يشتد بسرعة على مدار بضعة أسابيع إلى بضعة أشهر".
ووفقا لمركز المناخ الإقليمي لجنوب شرق الولايات المتحدة، لم تسجل ما لا يقل عن 100 محطة أرصاد جوية في جميع أنحاء الولايات المتحدة أي أمطار طول شهر أكتوبر/تشرين الأول.
ويؤثر الجفاف على المدن الكبرى مثل فيلادلفيا وأتلانتا وبرمنغهام ودالاس ولاس فيجاس وساكرامنتو.
وطال الجفاف حتى ولايات مثل نورث كارولينا وجورجيا التي ضربها إعصار هيلين، وشهدت فيضانات بلغ ارتفاعها 15 قدما في أواخر سبتمبر/أيلول.
وأفاد مرصد الأرض التابع لوكالة ناسا بأن العديد من الأماكن المتضررة بالإعصار جفت بسرعة ولم تشهد أي هطول للأمطار منذ الكارثة الطبيعية.
وبحسب ديلي ميل فإن درجات الجفاف تختلف، فهناك الجفاف الشديد، الذي يُطلق عليه D3، هذا الجفاف قادر على أن يعطل إنتاج المحاصيل والثروة الحيوانية، ويزيد من شدة حرائق الغابات ويسبب تفشي الأمراض مثل التيفود والكوليرا إذا شرب الناس المياه الملوثة.
وهناك الجفاف الاستثنائي، الذي يُطلق عليه D4s، هو الأكثر شدة لأنه بالإضافة إلى أن له نفس تأثير D3، فإنه يمكن أن يتسبب في فشل واسع النطاق للمحاصيل ونقص شديد في المياه ودمار بيئي محتمل.
وتشمل المناطق المتضررة أيضا مدينة نيويورك، حيث حث العمدة إريك آدامز السكان على الحفاظ على كل قطرة ماء ممكنة من خلال تقليل عدد مرات سحب المياه في المرحاض، والاستحمام لفترة أقصر وعدم ترك الماء يتدفق أثناء تنظيف أسنانهم.
وينبع التحذير من قرب نفاد الخزانات في شمال ولاية نيويورك التي تستخدمها المدينة، التي أصبحت الآن أقل من ثلثيها ممتلئة، مسجلة انخفاضا عن مستوياتها المعتادة التي تبلغ ثلاثة أرباع في هذا الوقت من العام.
كما تأثرت صناعة القطن على نطاق واسع بالجفاف، ومن المتوقع أن تنتج ثاني أدنى محصول في عقد من الزمان في الولايات المتحدة، وقد أثر هذا بشكل أساسي على تكساس، التي تعد أكبر منتج للقطن على مستوى البلاد.
ومن المتوقع أن ينتج المزارعون هناك 2.1 مليون فدان فقط من القطن هذا العام، بانخفاض عن 5.5 مليون فدان في عام 2022.
كما تأثرت أركنساس، مما أدى إلى إتلاف الكثير من القمح الذي تحتاج إليه ماشيتهم للرعي.
aXA6IDMuMTQ3Ljg2LjE0MyA= جزيرة ام اند امز