الردع الأمريكي يتعثر.. بي-21 تدفع ثمن «الشلل السياسي»
امتدت تداعيات الإغلاق الحكومي الفيدرالي في الولايات المتحدة لتطال أحد أكثر البرامج العسكرية حساسية، حيث توقفت مفاوضات تسريع إنتاج
القاذفة الاستراتيجية النووية بي-21 رايدر بسبب التعطيل المالي المستمر.
وبحسب مجلة «ذا ناشيونال إنترست»، فقد أجبر الإغلاق الحكومي القوات الجوية الأمريكية على تعليق محادثاتها مع شركة "نورثروب غرومان"، ما يهدد الجدول الزمني الطموح لاستبدال أسطول القاذفات بي-2 سبيريت المتقادم.
تُشكّل قاذفة بي-21 العمود الفقري لمنظومة الضربات النووية بعيدة المدى، ويعد نجاح برنامجها حاسماً للحفاظ على التفوق الاستراتيجي الأمريكي في مواجهة المنافسين العالميين.
تعطل سياسة الردع
ويُعتبر أي تأخير في هذا البرنامج - خاصة إذا كان ناتجاً عن نزاعات ميزانية داخلية - ضربةً لقدرة واشنطن على الحفاظ على ميزتها التشغيلية في عصر تتصاعد فيه المنافسة بين القوى العظمى.
واجه البرنامج تحديات جسيمة منذ انطلاقته، تتراوح بين التعقيدات التقنية غير المسبوقة وتكاليف التطوير الباهظة.
وتسعى القيادة الأمريكية إلى بناء أسطول يضم 100 إلى 150 طائرة من هذا الطراز المتطور، وهو هدف يتطلب تحولاً جذرياً في قدرات التصنيع وسلاسل التوريد.
ويترجم كل يوم تأخير إلى خسائر مالية إضافية وتأخر في تعزيز القدرات العسكرية، في وقت تتحمل فيه الشركات المتعاقدة مثل "نورثروب غرومان" أعباء مالية متزايدة.
وفي خلفية هذه التحديات الداخلية، تواصل القوى المنافسة تطوير قدراتها بشكل متسارع، حيث تستثمر كل من الصين وروسيا مليارات الدولارات في تطوير أنظمة شبحية وتقنيات مضادة تهدف لتقليص الميزة التكتيكية للطائرات الأمريكية.
ويمنح أي تأخير في البرنامج الأمريكي هذه الدول هامشاً زمنياً ثميناً لتعزيز قدراتها وتقليص الفجوة التكنولوجية.
فصل خطير
ويحذر المراقبون من أن تعطل البرنامج ليس مجرد مشكلة لوجستية، بل هو مؤشر على فصل خطير بين متطلبات الأمن القومي والواقع السياسي الداخلي. وقد أصبحت جاهزية المنظومة الدفاعية الأمريكية رهينةً بالاستقرار المالي والسياسي في واشنطن، ما يخلق ثغرة استراتيجية في قدرات الردع الأمريكية في وقت تشهد فيه الساحة الدولية تصاعداً في حدة التوترات.
ورغم بعض التوقعات بتوصل الحزبين إلى حل تفاوضي، يظل البرنامج عرضة لتداعيات زمنية ومادية متعاظمة مع استمرار الجمود السياسي.
وتؤكد التحليلات أن تجاوز فترة الشهرين من التوقف قد يستدعي إعادة تقييم جدوى الجدول الزمني بأكمله، في تطور من شأنه أن يهدد الموقف التنافسي الاستراتيجي للولايات المتحدة على المدى الطويل.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuNTgg جزيرة ام اند امز