البابا فرنسيس يدعو للسلام في إثيوبيا مع تصاعد النزاع
دعا البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، الأحد، إلى تعزيز الجهود الدبلوماسية لإنهاء النزاع في إثيوبيا.
وتأتي دعوة البابا وسط تصاعد القتال هذا الأسبوع في الشمال بين القوات الحكومية ومتمردي تجراي.
وقال البابا: "أتابع بقلق الأخبار التي تصل من منطقة القرن الأفريقي، ولا سيما من إثيوبيا التي يهزها صراع مستمر منذ أكثر من عام ويتسبب في وقوع العديد من الضحايا وأزمة إنسانية خطيرة".
وأضاف الحبر الأعظم بعد صلاة الأحد التقليدية في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان قائلا: "أجدد ندائي ليسود الوئام الأخوي والدرب السلمي للحوار".
وتأتي دعوة البابا في وقت نفى فيه متمردو إقليم تجراي الإثيوبي احتمال حصول "حمام دمّ" في أديس أبابا في حال دخلوا إليها لإسقاط الحكومة، مؤكدين أن هدفهم ليس السيطرة على العاصمة وأن سكانها "لا يعارضونهم بشدة".
من جهتها، تنفي الحكومة أي تقدّم للمتمردين أو تهديد للعاصمة. إلا أنها أعلنت حال الطوارئ وطلبت سلطات أديس أبابا من السكان تنظيم أنفسهم للدفاع عن المدينة.
اليوم، احتشد الآلاف من سكان أديس أبابا وضواحيها بميدان الثورة وسط العاصمة الإثيوبية، دعما لجيش وحكومة البلاد في مواجهة جبهة تجراي
وتوافد الآلاف من الإثيوبيين صباح اليوم الأحد إلى "ميدان الثورة" أو كما يعرف بـ"ميدان الصليب" وسط العاصمة، دعما ومساندة للحكومة الإثيوبية، وتنديدا بما أسموها بـ"الدعاية الزائفة" ضد بلادهم، ورفضا للضغوط التي يمارسها المجتمع الدولي على الحكومة بخصوص التصدي لجبهة تحرير تجراي التي يصنفها البرلمان الإثيوبي "إرهابية".
وغرد رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، بحسابه على تويتر معلقا على الحشود الهادرة: "جمالنا في وحدتنا عندما نقف معا، يمكننا التغلب على أي شيء.. نحن نقف على أكتاف أسلافنا الذين قدموا تضحيات كبيرة من أجلنا واليوم نحن ملتزمون بإرساء أساس متين للأجيال القادمة".
بدورها أشادت عمدة أديس أبابا أدانيش أبيبي بالجماهير التي احتشدت دعما ومساندة للحكومة الإثيوبية وسط العاصمة، وقالت: "إن ردنا على أعداء إثيوبيا يأتي اليوم بحجم إثيوبيا وقوة شعبها الذي احتشد لهذه المعاني".
وأوضحت عمدة أديس أبابا وهي تخاطب الحشود في ميدان الثورة، أن "أعداءنا بالداخل والخارج يعملون بشكل مشترك لتقويض الحكومة الإثيوبية المنتخبة"، مضيفة أن "وحدة الشعب الإثيوبي هي السد المنيع لحماية بلادنا وإفشال محاولاتهم لتدمير إثيوبيا".
ودعت المسؤولة التي تحدثت بحماس أمام الحشود، عن "ضرورة الوحدة والتماسك من أجل التصدي لأعداء إثيوبيا"، مؤكدة أن "أبناء وشعب إثيوبيا مصممون على الدفاع عن سيادة بلادهم".
واستنكرت عمدة العاصمة أديس أبابا ما أسمته التضليل من بعض وسائل الإعلام الغربي، وقالت إن "الدعاية الكاذبة التي أطلقتها بعض وسائل الإعلام الغربية والجهات الأجنبية بأن أديس أبابا محاصرة ما هي إلا محاولة لإرهاب شعبنا".
وأضافت: "أنهم (لم تسمهم) حتى بعد معرفتهم للحقيقة وكذب المعلومات بأن أديس أبابا محاصرة لم يقدموا أي اعتذار".
وشددت المسؤولة الإثيوبية على أن "أديس أبابا محاطة برجالها وأبنائها وبناتها الرائعين والشجعان"، مشيرة إلى أن تلك الجهات "حلمها لن يتحقق فقد نسوا أننا أبناء "عدوة"، وحاولوا ترهيبنا فعدوة حرية ولكن أغوا مساعدة".
وتشير العمدة الإثيوبية بذلك إلى معركة "عدوة" التاريخية التي انتصرت فيها إثيوبيا على الغزو الإيطالي، فيما قصدت بـ"أغوا " القانون الأمريكي الذي تسعى واشنطن عبره لإيقاف استفادة إثيوبيا من المساعدة.
وأردفت: "سنحترمهم إذا احترموا كرامتنا وسيادتنا"، دون تحديد الجهة المقصودة.
وخلال المسيرة التي احتشدت بميدان الثورة وسط العاصمة، رفع الآلاف شعارات مؤيدة ومؤكدة دور قوات الدفاع الإثيوبية، وحملت الهتافات والأناشيد الوطنية باللغة المحلية، عبارات مثل: "بلادنا لن تدمرها الدعاية والحملات الإعلامية الزائفة"، "لم نركع للغزاة بالأمس، ولن نركع اليوم"، "ليس من بيننا من يركع للضغط الخارجي" وغيرها من الشعارات.
aXA6IDMuMTUuMTg2LjU2IA== جزيرة ام اند امز