آمنة القبيسي.. إماراتية أبهرت العالم في سباقات الفورمولا
الإماراتية آمنة القبيسي تبهر العالم بقدرتها على المنافسة بعد تتويجها في السباق الأول ببطولة فورمولا 4 الإمارات
خطفت الإماراتية آمنة القبيسي الأنظار بقوة خلال المراحل الختامية لسباقات الفورمولا لعام 2019، بعد أن تمكنت من الفوز في السباق الأول ببطولة فورمولا 4 الإمارات السبت، متفوقة على كل السائقين المشاركين به من الرجال والسيدات.
وأبهرت البطلة الإماراتية صاحبة الـ19 عاما الجميع بعدما أظهرت قدرتها القوية على المنافسة، وسيطرت على مجريات السباق منذ بدايته حتى النهاية، لتبتعد عن كل منافسيها وتنفرد في مقدمة السائقين محققة الفوز في 25 دقيقة.
وكانت أول سائقة عربية تشارك في سباقات فورمولا 4، خلال البطولة الإيطالية مع فريق بريما، ثم شاركت في سباقات فورمولا إي الدرعية مع فريق إينفيجين فيرجين، قبل أن تظهر مجددا في سباق "فورمولا إي" الذي أقيم على حلبة مرسى ياس بأبوظبي مؤخرا، ضمن الفعاليات المصاحبة لسباق جائزة الاتحاد الكبرى آخر سباقات بطولة العالم للفورمولا 1.
6 سنوات للوصول للعالمية
احتاجت آمنة 6 سنوات فقط في عالم سباقات السيارات من أجل الوصول للعالمية وتسجيل اسمها بأحرف من ذهب في سجل أبطال سباقات الفورمولا المختلفة.
وبدأت البطلة الإماراتية مسيرتها في سباقات السيارات في عمر 14 عاما، حيث تأثرت هي وأختها حمدة بوالدهما خالد القبيسي، البطل الإماراتي في سباقات التحمل للسيارات، والذي كان يحكي لهما عن أجواء السباقات والحلبات، مما شجعهما على دخول ذلك العالم المثير.
وسارت البطلتان على خطى والدهما، وبدأتا رحلتيهما في عالم السباقات مع بطولات الكارتينج، لتصعد آمنة إلى سباقات السيارات أحادية المقعد في عام 2018، وتصبح أول إماراتية تصل إلى هذه المرحلة في عالم السباقات.
من الدراجات إلى السيارات
قالت آمنة في تصريحات سابقة لـ"العين الرياضية": "منذ عمر 3 سنوات لاحظ والدي ملامح التميز لدي خلال قيادتي للدراجات، وهو ما أثار انتباهه عن اهتمامي بالرياضة وتحديدا ذات السرعات العالية، ومع الوقت كنت أشعر بأنه قدوتي حين كان ينافس في حلبات أوروبا".
وأضافت: "والدي زرع داخلنا أنا وشقيقتي رغبة في أن نكون مثله، إلى أن بدأت رسميا في سن الـ13 في أكاديمية ضمان للسرعة التي وفرت لي كل الدعم والتدريب اللازم لتطوير مهاراتي، ومن بعدها تأهلت لبطولة البرتغال وفرنسا".
وتستكمل "أكثر اللحظات التي أعتز بها كانت حين شاركت ببطولة في إيطاليا واستطعت حينها أن أحقق مركزا متقدما وسط 30 متنافسا من أبطال أوروبا".
اسم الإمارات.. سر النجاح
وأكدت آمنة أن اقتران اسمها باسم دولة الإمارات في المحافل الدولية من أهم الأسباب التي تدفعها للتألق والنجاح وتحقيق الإنجازات، حيث أوضحت "لقب سفيرة الإمارات في مجال رياضة السيارات أسعدني كثيرا وحفزني لتحقيق المزيد، وبات طموحي أن أكون من العشرة الأوائل على مستوى العالم في مجال الفورمولا 1، رغم علمي بأن ذلك أمر صعب ويحتاج لتدريب مجهود وخبرة كبيرة".
كما مثل الدعم العائلي لآمنة أحد الأمور التي هيأت لها الأجواء للتألق وإثبات ذاتها، حيث تقول والدتها عن ذلك إنها دعمت فكرة خوض ابنتيها هذه السباقات من البداية، وحاولت تحقيق التوازن في حياتهما بين الدراسة وممارسة الرياضة حتى شاركتا في بطولات عالمية، لافتة إلى أنها شعرت بأنهما بذلتا الكثير من الجهد والتضحيات في سبيل إثبات ذاتهما في هذا المجال الصعب.
وقالت إنها تشعر بالفخر كلما استطاعتا تحقيق إنجاز جديد في هذا المجال الصعب، مضيفة أنها تعتبر سباق السيارات مجالا صعبا، لكنه ليس حكرا على الرجال، وتستطيع أيضا النساء التفوق فيه، خاصة في دولة مثل دولة الإمارات العربية المتحدة التي حققت الريادة عالميا في مختلف المجالات".
وتضيف آمنة عن ذلك "حين أحقق مراكز متقدمة في أي سباق عالمي أشعر بأنني أريد توصيل رسالة للعالم أقول فيها إن الفتيات يستطعن فعل الكثير، ومهما كانت المنافسة صعبة في أي مجال فإن الإصرار يصنع المستحيل، ونستطيع تخطي أي عقبات مهما كانت التحديات".
وتجلى الدعم العائلي بوضوح في تصريحات خالد القبيسي، والد آمنة، عقب تتويجها بسباق فورمولا 4 الإمارات، حيث قال: "تملؤني مشاعر الفخر والاعتزاز بما حققته آمنة وحمدة اليوم، فقد رفعتا علم الإمارات في هذا المحفل العالمي، لتتوجا بهذا الإنجاز جميع الجهود المبذولة في سبيل وصولهما إلى هذه اللحظة المهمة في رياضة سباقات السيارات في الإمارات".
وأضاف: "أتوجه بجزيل الشكر للشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة على الدعم الكبير الذي يقدمه لرياضة سباق السيارات والمواهب الشابة في دولة الإمارات".
طموحات تطال السماء
وتتطلع آمنة القبيسي بعد هذا التتويج إلى الاستمرار بالوتيرة نفسها من الأداء العالي ومتابعة انتصاراتها في سباقات الفورمولا، حيث أكدت أنها تسعى للمشاركة في سباقات الفورمولا 3، ثم الفورمولا 2، تمهيدا للوصول لسباقات الفئة الأولى فورمولا 1 وتحقيق إنجاز جديد لبلادها في هذا المحفل العالمي الكبير.