"العين الإخبارية" تجيب على سؤال المصريين: ما علاقة هزة كريت بزلزال 92؟

بعد عصر الثاني عشر من أكتوبر/تشرين الأول في عام 1992 (قبل 29 عاماً) كانت 30 ثانية كفيلة بتأريخ الحياة إلى ما قبل الزلزال وما بعده.

30 ثانية مدمِّرة ضربت العاصمة المصرية القاهرة في تمام الثالثة وتسع دقائق بالتوقيت المحلي فأزهقت أرواح ما يربو على 500 شخص وأصابت ما يزيد على 6 آلاف فضلاً عن تشريد 50 ألفاً.

• زئير الطبيعة.. أنواع البراكين من اللطيفة إلى الميجا تسونامي

مشاهد النزوح وملابس النساء السوداء وسرادقات العزاء التي انتشرت في ربوع العاصمة عادت إلى الأذهان صبيحة اليوم الثلاثاء، 12 أكتوبر 2021، عندما ضربت هزة أرضية بعض المحافظات المصرية جرّاء زلزال بقوة 6.4 درجة على مقياس ريختر هز جزيرة كريت جنوبي اليونان.

ظهر اليوم، وبعد ليلة شهدت مطراً ورعداً وبرقاً، شعر بعض السكان في مصر، بهزة أرضية دفعتهم للحديث من جديد عن زلزال 1992، وبعض ما جرى فيه.

على أن بعض العبارات الساخرة، التي ربطت بين الحدثين، الذين مر بينهما 29 عاماً، تحولت بعد ذلك لتساؤلات حول تلك الهزة التي جرت صباح اليوم الثلاثاء، كان أبرزها "لماذا وقعت تلك الهزة في ذلك اليوم بالتحديد؟".

وإلى جانب ذلك التساؤل، انتشرت تغريدات على موقع التواصل "تويتر" وتدوينات على "فيسبوك"، تجمع بين الحدثين، رغم الفجوة الكبيرة بينهما زمنياً وتأثيرياً، لتثير ذكريات عدة، لا سيما للجيل الذي حضر ذلك الزلزال.

لكن مفارقة جمع يوم 12 من أكتوبر للحدثين، كانت في ذهن الكثيرين ومنهم كمال عبد الجواد، الذي ظن أن "للتاريخ ربما سبب علمي، لكنه يجهله".

يقول كمال لـ"العين الإخبارية" إنه "حين وقعت تلك الهزة صباح اليوم، شك في الأمر، لكن مع حديث كثيرين على مواقع التواصل الاجتماعي أيقن بما شعر به"، وزاد يقينه حين نشر المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية بياناً يوضح طبيعة ما حدث: "وبالتأكيد لا مقارنة بين الاثنين، لكنه أعاد للذاكرة بعض ما حدث".

وفي حالة زلزال 1992، فإن قوته بلغت 5.8 درجة على مقباس ريختر، لكنه كان مدمراً بشكل استثنائي، بالنسبة لقوته. وتسبب في وفاة 545 شخصاً، وإصابة 6512 آخرين، وشرد عشرات الآلاف. وعُد الأكثر تدميراً في تاريخ مصر منذ عام 1847.

لكن ما حدث اليوم، كان مجرد هزة أرضية، نتيجة لزلزال بقوة 6.4 درجة على مقياس ريختر، مركزه جزيرة كريت بالبحر المتوسط، وشعر به المواطنون في بعض محافظات الجمهورية، دون أن يؤثر على أي شيء، بحسب ما قاله جاد القاضي، رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية في مصر، لـ"العين الإخبارية".

وبحسب بيان نشره المعهد، فإن محطات الشبكة القومية لرصد الزلازل، سجلت هزة أرضية جنوب جزيرة كريت، على بعد 314 كيلومتراً شمال مرسى مطروح في مصر. وكانت الهزة في تمام الـ11 و23 دقيقة، بتوقيت مصر.

وحول الهزة الأرضية، قال جاد القاضي إنه "لا علاقة بما حدث في 1992 بما حدث اليوم، كان الأول في مصر، والآخر في جزيرة كريت".

وحول موافقة اليوم في كلا الحدثين، قال جاد إن جزيرة كريت شهدت عدة زلازل، كان آخرها قبل أسبوع: "وبالتالي فأي حديث عن وجود رابط بين الاثنين لا أساس له من الصحة، ولا يقوم على سند علمي".