بي بي سي تقول إنه في أوائل عام 2016، تراجع بومبيو، عضو الكونجرس عن ولاية كانساس وقتها، شخصيا عن طلب للحصول على تأشيرة سفر إلى إيران
حين ترصد تناول اليسار الغربي، الأمريكي منه خصوصاً، لمقتل قاسم سليماني، يد إيران الطولى في الإرهاب والتخريب على مدى عقود، يخيّل لك أن إدارة الرئيس ترامب، وترامب شخصياً، قد قتلوا ناشطاً إيرانياً سياسياً، فقط، أو مجرد وزير الزراعة والمياه في الجمهورية الإيرانية "الخمينية"! يصفونه بمسؤول رسمي، وتوبّخ زعيمة الديمقراطيين نانسي بيلوسي الرئيس ترامب؛ على ماذا؟! على "خدمته العليا للبشرية بقتله سليماني وثلة من شياطين الإرهاب معه في الضربة البغدادية الشهيرة!".
قرأت قصة نشرتها مراسلة "بي بي سي"، سوزان كيانبور، عن البعد "الشخصي" في حكاية مقتل سليماني وحماسة الوزير مايك بومبيو لذلك.. حسناً ما هو البعد الشخصي في ذلك؟!
تقول المراسلة قلة من المسؤولين الأمريكيين الذين يتمتعون بمعرفة عميقة بشأن إيران مثل وزير الخارجية مايك بومبيو "الصراع بالنسبة له.. شخصي".
تشرح لنا سوزان كيانبور أنه في أوائل عام 2016، تراجع بومبيو، عضو الكونغرس عن ولاية كانساس وقتها، شخصيا عن طلب للحصول على تأشيرة سفر إلى إيران، كان قد وجهه إلى المرشد الأعلى الإيراني آية الله خامنئي.
سليماني باعتراف المراسلة نقلا عن ضابط استخبارات وأمن سابق مهتم بإيران هو مايكل برجنت يعتبر "أبرز شخص يمكنك التخلص منه إذ يلي في الأهمية آية الله الخامنئي"
وفي التفاصيل، فإن بومبيو واثنين آخرين من أعضاء مجلس النواب من الجمهوريين ذهبوا في سيارات سوداء إلى السفارة الباكستانية في واشنطن، مقر قسم إدارة المصالح الدبلوماسية لإيران "كانوا يرغبون في الذهاب إلى طهران لمراقبة الانتخابات البرلمانية الإيرانية، وزيارة المواقع النووية، وعقد اجتماعات مع كبار المسؤولين الإيرانيين، ومقابلة سجناء أمريكيين، والحصول على معلومات بشأن برنامج الصواريخ الباليستية في البلاد وأشياء أخرى".
وتصل إلى خلاصتها النهائية المثيرة عن علاقة بومبيو "الشخصية" بإيران والحرس الثوري وقاسم سليماني فتقول: "طبيعة الحال، لم يتخطوا أبعد من قاعة الاستقبال في السفارة ولم يذهبوا إلى إيران، حتى أرسل بومبيو رسالة واضحة مفادها: (أضعكم نصب عيني)".
وتنقل عمّن وصفته بمسؤول إيراني مازحاً أنهم كانوا يتمنون لو كانت السفارة قد أصدرت له تأشيرة سفر "كان يمكن أن يكون لدينا مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية في طهران".
تخيّل، بعد كل الخبرة التي أقرت بها المراسلة لبومبيو بشؤون إيران والأمن القومي، عبر سيرته الحافلة، وبعد كل الجرائم التي ارتكبها الحرس الثوري وفيلق القدس مدة الثمانينيات والتسعينيات والألفية الجديدة.. يصبح الأمر مجرد غضب شخصي من نائب سابق لم يمنح التأشيرة!
سليماني باعتراف المراسلة نقلا عن ضابط استخبارات وأمن سابق مهتم بإيران هو مايكل برجنت يعتبر "أبرز شخص يمكنك التخلص منه، إذ يلي في الأهمية آية الله الخامنئي".
هذا مثال كاشف عن تخبط اليسار الغربي في كيفية التعامل مع الخطر الإيراني الخميني.. ومثله كثير ومثير.
نقلاً عن "الشرق الأوسط"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة