الزيارة التي قام بها رئيس أركان القوات المسلحة لجبهات القتال في الحديدة باليمن، هي تأكيد واضح على الرعاية الاستثنائية التي توليها قيادتنا لأبطال قواتنا المسلحة
الزيارة التي قام بها معالي الفريق الركن حمد محمد ثاني الرميثي رئيس أركان القوات المسلحة لجبهات القتال في الحديدة باليمن، برفقة عدد من كبار ضباط القوات المسلحة، هي تأكيد واضح على الرعاية الاستثنائية التي توليها قيادتنا الرشيدة لأبطال قواتنا المسلحة المرابطين في اليمن، وفي مختلف ميادين الحق والواجب، فأبطالنا في اليمن لا شك هم جزء غال من قواتنا المسلحة والتواصل المستمر معهم يترجم قيمة الإنسان الغالية لدى قيادتنا الرشيدة، لأنهم يلبون نداء الوطن، ويبذلون الغالي والنفيس من أجل الانتصار لمبادئه في نصرة الحق والوقوف بجانب الأشقاء، ولهذا كان رئيس أركان القوات المسلحة حريصاً في بداية زيارته أن ينقل تحيات القيادة الرشيدة لأبطالنا في اليمن وتقديرها للدور الذي تقوم به نصرة للشعب اليمني الشقيق، الأمر الذي كان له عظيم الأثر في رفع روحهم المعنوية، وترسيخ إصرارهم على مواصلة الدفاع عن الحق والواجب والانتصار لمبادئ الإمارات في الوقوف بجانب الأشقاء في مواجهة قوى التخريب والفوضى.
هذه الزيارة التي وقفت على حقيقة الاستعدادات العسكرية والتجهيزات اللوجستية ستمثل دعماً نوعياً لعملية تحرير الحديدة ومينائها الاستراتيجي، وهذا ما تؤكده بوضوح الانتصارات الميدانية التي حققتها قوات الجيش اليمني مسنودة بالتحالف الداعم للشرعية
هذه الزيارة التي تم خلالها تفقد مواقع وحدات قواتنا المسلحة ومقار القيادة التي تدير عمليات تحرير الحديدة، والاطلاع عن قرب على طبيعة سير عمليات معارك تحرير محافظة الحديدة؛ تؤكد في الوقت ذاته أهمية التواصل والتفاعل المستمر مع أبطال قواتنا المسلحة في الميدان وأرض المعركة، من أجل بلورة الرؤية الاستراتيجية اللازمة لتطوير الخطط العملياتية أو اتخاذ ما يلزم من قرارات بناء على معطيات الواقع وحساباته الحقيقية، وهذا مبدأ عام رسخه سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الذي يحرص دوماً على التواصل مع القيادات العسكرية في الدولة، ويطلع عن قرب على خطط تطوير وتحديث قواتنا المسلحة، ويوجه دوماً بضرورة الارتقاء بجاهزيتها كي تؤدي المهام المطلوبة منها بكل كفاءة واقتدار، بل ويحضر سموه التدريبات والتمارين الداخلية منها والخارجية التي تجريها قواتنا المسلحة، حتى صارت بالفعل نموذجاً للجيوش العصرية بسبب مستواها الاحترافي المتطور وقدراتها العملياتية، وأدائها المشرف في ميادين الحق والواجب والعمل الإنساني.
التوقيت الذي جاءت فيه زيارة معالي الفريق الركن حمد الرميثي ينطوي على قدر كبير من الأهمية، ويبعث برسالة واضحة، وهي أن الإمارات ماضية في دورها البطولي والتاريخي في الوقوف بجانب الشعب اليمني الشقيق في مواجهة ميليشيا الحوثي الإرهابية، وحلفائها وداعميها في الخارج، والتي توهمت أن تأييد الإمارات والمملكة العربية السعودية للحل السياسي للأزمة اليمنية يعني تخليها عن الخيار العسكري، وأنها- أي هذه المليشيا- باتت الآن في موقف أقوى وأصبحت قادرة على فرض أجندتها على الحكومة والشعب اليمني في أي عملية تفاوضية، ولهذا فإن هذه الزيارة وما تضمنته من فعاليات متنوعة هي أبلغ رد على هذه الترهات والتخاريف الحوثية، وأن الإمارات التي قدمت العشرات من شهدائها منذ انطلاق عملية عاصفة الحزم بقيادة المملكة العربية السعودية، ستواصل العمل على دحر المشروع الحوثي الذي كان يستهدف تحويل اليمن الشقيق إلى منطقة نفوذ تابعة لإيران، ومنصة لمشروعها التوسعي في المنطقة.
زيارة رئيس أركان القوات المسلحة لجبهات القتال في الحديدة برفقة عدد من كبار ضباط القوات المسلحة، واطلاعهم عن قرب على سير العمليات في هذا التوقيت تؤكد أن التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية لم يسقط الخيار العسكري من حساباته في أي وقت، وإنما كان يتيح الفرص دوماً لمساعي الحل السياسي التي يقودها المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن جريفيث على أمل إعادة إطلاق عملية سياسية تؤدي إلى حل الأزمة اليمنية، فحينما أوقف التحالف العربي عملية تحرير الحديدة في شهر يونيو الماضي رغم ما حققته من إنجازات عسكرية على الأرض، أفقدت الحوثيين توازنهم، فإنما كان من منطلق إتاحة الفرصة للمبعوث الأممي لتأمين انسحاب غير مشروط للحوثيين من الحديدة، ثم الانخراط في مفاوضات جادة تستند إلى المرجعيات الثلاث المتوافق عليها، والمتمثلة في القرار الأممي 2216 والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني، لكن الانقلابيين الحوثيين الذين اعتادوا المناورة والمراوغة من أجل كسب مزيد من الوقت وإطالة أمد الصراع تراجعوا عن المشاركة في مشاورات السلام التي كان يفترض أن تبدأ قبل أيام في جنيف برعاية أممية، ليثبتوا بالفعل أنهم غير جادين في السلام، وأنهم ليسوا سوى أداة تحركها إيران لتحقيق أهدافها في المنطقة.
وأخيراً، فإن زيارة الفريق الركن حمد محمد ثاني الرميثي لجبهات القتال في الحديدة تعيد خيار الحسم العسكري إلى الواجهة مرة أخرى بعدما استطاعت السعودية والإمارات أن تكشفا للعالم أجمع حقيقة ميليشيا الحوثي الإرهابية، التي لا تفهم سوى لغة القوة، وتجيد دوماً حيل المراوغة والمناورة، ولهذا فإن هذه الزيارة التي وقفت على حقيقة الاستعدادات العسكرية والتجهيزات اللوجستية ستمثل دعماً نوعياً لعملية تحرير الحديدة ومينائها الاستراتيجي، وهذا ما تؤكده بوضوح الانتصارات الميدانية التي حققتها قوات الجيش اليمني مسنودة بالتحالف الداعم للشرعية، خلال اليومين الماضيين، وسط انهيار وخسائر كبيرة في صفوف مليشيات الحوثي الانقلابية.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة