لقاء أممي مع بوتين وزيلينسكي.. هل ينجح غوتيريش في إنهاء الحرب؟
منذ أيام قليلة دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لوقف العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا وإحلال السلام بالمنطقة.
وعقب هذه الدعوة الأممية، أعلن الكرملين، الجمعة، أن الأمين العام للأمم المتحدة سيزور الأسبوع المقبل روسيا حيث سيلتقي الرئيس فلاديمير بوتين، في أول لقاء منذ بدء العملية في أوكرانيا.
إعلان روسي
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، إن "الثلاثاء المقبل سيصل أنطونيو غوتيريش إلى موسكو لإجراء محادثات مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، وسيستقبله أيضا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين".
إعلان روسيا جاء بعد 3 أيام من رسالة الأمين العام لكل من موسكو وكييف يطلب فيها مقابلة الرئيسين الروسي والأوكراني فولوديمير زيلينسكي كلا في بلاده.
وبعد التأكيد الروسي من المقابلة بين الرئيس بوتين وغوتيريش، جاء الإعلان من المنظمة الدولية بأن الأمين العام للأمم المتحدة سيلتقي الرئيس الأوكراني في كييف الأسبوع المقبل.
وأوضحت المنظمة الدولية في بيان السبت، أن غوتيريش سيلتقي الرئيس الأوكراني بعد محطة له في موسكو للتشاور مع الرئيس الروسي بشأن الحرب في أوكرانيا.
وقال بيان الأمم المتحدة إن غوتيريش سيلتقي الخميس المقبل زيلينسكي ووزير خارجيته بعد زيارة له إلى موسكو الثلاثاء.
رسائل أممية
والأسبوع الماضي، أرسل الأمين العام للأمم المتحدة رسالتين منفصلتين إلى الرئيسين الروسي والأوكراني.
وطلب غوتيريش في الرسالتين، من بوتين وزيلينسكي، استقباله في كلّ من موسكو وكييف، بحسب الناطق باسمه ستيفان دوجاريك.
وأضاف دوجاريك، الأربعاء الماضي أنه: "في هذا الوقت الذي ينطوي على أخطار كبيرة من حيث العواقب، يرغب الأمين العام في مناقشة إجراءات عاجلة لإحلال السلام في أوكرانيا ومستقبل التعدّدية المبنية على أساس ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي".
مبادرة حوار
وتابع أنّ غوتيريش أشار إلى أنّ "أوكرانيا وروسيا الاتحادية عضوان مؤسّسان في الأمم المتحدة ولطالما كانا من المؤيدين الأقوياء للأمم المتحدة".
ويحاول الأمين العام للأمم المتحدة من خلال هذه المبادرة إعادة إطلاق الحوار من أجل التوصل إلى حل سلمي للحرب المتصاعدة حدّتها في أوكرانيا.
ولم يكن هناك تواصل مكثف بين غوتيريش وزيلينسكي منذ بدء الحرب وقد تحدثا مرة واحدة عبر الهاتف في 26 مارس/آذار الماضي.
ومنذ العملية الروسية في أوكرانيا في 24 فبراير/شباط الماضي، هُمّشت الأمم المتحدة بسبب الانقسام الذي حدث بين الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن، وهم موسكو وواشنطن وباريس ولندن وبكين.
كذلك، لم يردّ بوتين على المكالمات الهاتفية لغوتيريش ولم يتواصل معه منذ صرح الأمين العام للأمم المتحدة أن العملية انتهاك لميثاق الأمم المتحدة.
وندّد غوتيريش الثلاثاء الماضي بالعمليات العسكرية الروسية في شرق أوكرانيا ودعا الجانبين إلى وقف القتال، وإعلان هدنة إنسانية لمدة أربعة أيام من الخميس إلى الأحد.
تركيا على خط السلام
التحركات الأممية التي سيقودها غوتيريش خلال الأسبوع الجاري لوقف الحرب وإحلال السلام بين روسيا وأوكرانيا، تتوازى مع التحركات التركية في الشأن ذاته حيث قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن بلاده تواصل جهودها لعقد قمة بين الرئيسين الروسي والأوكراني.
وأضاف أردوغان أنه سيجري اتصالات مع موسكو وكييف في هذا الإطار، معربا عن أمله في تحقيق نتائج إيجابية خلال المرحلة المقبلة.
والإثنين الماضي، أكد الرئيس التركي أن بلاده ستواصل مساعيها من أجل التوصل إلى حل يرضي الطرفين الروسي والأوكراني، والمجتمع الدولي، وذلك في كلمة ألقاها على هامش مشاركته في برنامج إفطار تقليدي مع السفراء الأجانب لدى أنقرة، في مقر حزب العدالة والتنمية، تطرق خلالها إلى الحرب الروسية الأوكرانية وجهود التهدئة.
وأعرب أردوغان عن "ثقته التامة بإمكانية التوصل إلى حل سلمي عبر الحوار على أساس المحافظة على وحدة أراضي أوكرانيا وسيادتها"، بحسب ما ذكره الموقع الإخباري الرسمي "تي آر تي خبر".
ولفت أردوغان، إلى "بذل تركيا جهودا حثيثة من أجل إنهاء الاشتباكات بين جارتيها روسيا وأكرانيا".
واستشهد باللقاء الثلاثي الذي ضم وزراء خارجية روسيا وأوكرانيا وتركيا، على هامش منتدى أنطاليا الدبلوماسي، جنوبي تركيا، خلال مارس/آذار المنصرم.
وأشار إلى استضافة إسطنبول إثر ذلك مفاوضات بين الطرفين الروسي والأوكراني.
التحركات الأممية والتركية ربما جاءت عكس تصريحات روسية على لسان وزير الخارجية الروسي حيث أشار إلى أن أوكرانيا قدمت مؤخرا مسودة اتفاق جديدة.
وأضاف لافروف أن "اقتراح كييف مناقشة مسألة شبه جزيرة القرم ودونباس خلال لقاء يجمع الرئيس بوتين بنظيره الأوكراني غير مقبول".
ويرى خبراء أن هذه التحركات لإنهاء الحرب ربما تصطدم بالعديد من المعوقات في ظل الإصرار الأوروبي على وقف العملية العسكرية الروسية قبل أي اتفاق، فيما تتحدث موسكو عن سيطرة عسكرية على عدد من المدن الأوكرانية ليطرح السؤال نفسه، هل سينجح غوتيريش في إنهاء الحرب وإحلال السلام؟ إجابة ربما تكون خلال الأيام القليلة القادمة.