محللان لـ"العين": مشاركة الأردن في "الأستانة" تعكس قناعة دولية بدوره
محللان سياسيان يؤكدان أن مشاركة خبراء من الأردن في اجتماع الأستانة يعكس قناعة القوى العظمى بأهمية الأخذ برأي المملكة الأردنية
اعتبر محللان سياسيان أن مشاركة خبراء من الأردن والأمم المتحدة في اجتماع الأستانة، اليوم الإثنين، إلى جانب كل من روسيا وتركيا وإيران لبحث مراقبة وقف إطلاق النار في سوريا، يأتي بعد يقين القوى العظمى بأهمية الأخذ برأي المملكة في هذا الشأن.
المحلل السياسي الدكتور عامر السبايلة قال لـ"بوابة العين الإخبارية" إن المشاركة الأردنية في الاجتماع يجب أن تكون مطلبا استراتيجيا أردنيا".
وأشار السبايلة إلى أن الأردن استطاع تجاوز مسألة عدم دعوته في الجولة الأولى من اجتماع الأستانة وتمكن من أن يكون على الأقل متواجدا في الجولة الثانية التي هي واحدة من أهم جولات الاجتماع لأنها قد تقود إلى تشكيل التركيبة النهائية التي ستنتقل إلى مؤتمر جنيف.
وأكد السبايلة في هذا السياق، أن المشاركة الأردنية تأتي وفق نظريتين اثنتين، أولهما تكمن في زيارة العاهل الأردني عبدالله الثاني إلى موسكو أواخر الشهر الماضي ولقائه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث لعبت الزيارة دورا مهما ليكون الأردن حاضرا في الأستانا.
وأوضح أن النظرية الثانية تشير إلى أن الإعلان عن الغارة الجوية الأردنية على مواقع تنظيم داعش الإرهابي في سوريا مؤخرا، وبشكل انفرادي بعيدا عن قوات التحالف الدولي، كانت بمثابة بطاقة عبور أردنية باتجاه أستانة، حيث لم يكن لهذه الغارة أن تتم دون تنسيق أردني روسي سوري، وفق السبايلة.
وأكد السبايلة، وهو باحث في الشؤون الاستراتيجية، أن هذه المشاركة تشكل مرحلة جديدة في السياسة الأردنية الإقليمية وإعلان عن مرحلة مهمة في تطورات ومستقبل المنطقة.
وقال إن "الإدارة الأمريكية أعطت أولويتها بمكافحة الإرهاب في سوريا وإنشاء مناطق آمنة، لذلك فإن الأردن مدفوع للبحث عن تنسيق في الجانب السوري لحماية أمن أرضه من تداعيات معركة الجنوب والمعركة المقبلة في منطقة الجزيرة في سوريا والتي هي في الرقة والبوكمال والسويداء وغيرها".
واستبعد السبايلة أن يكون لقاء الملك الأردني والرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤخرا سببا في دعوة الأردن للمشاركة في اجتماع الأستانة، مؤكدا أن المعيار الأهم الواجب النظر إليه هو اللقاء الأردني الروسي الأخير.
وأضاف: "أتوقع أن يكون الأردن مطلعا على طبيعة الحل السياسي في سوريا وأن ينقل موقفه الرسمي باتجاه إنجاز الحل وليس تعطيله، وبالتالي يعيد تطبيع العلاقات مع السوريين ويهيئ نفيه لعلاقات جديدة في إعادة إعمار البلاد التي تعاني ويلات حرب أهلية منذ سنين".
إلى ذلك، توقع الدبلوماسي السابق وعضو مجلس الأعيان الأردني فالح الطويل لـ"بوابة العين" أن مشاركة الأردن في اجتماع الأستانة تأتي بعد اقتراب تهديدات الجماعات الإرهابية لحدود المملكة الشمالية ومنطقة الجولان.
وأكد الطويل، الذي شغل منصب سفير الأردن لدى كل من العراق وروسيا وباكستان، أن هناك فصائل كثيرة والمعارضة المسلحة في الداخل السوري تتسم علاقاتها بعدم الاتفاق، إضافة إلى أن أمريكا ستعمل على إقامة بمناطق آمنة والذي تم الحديث عنها بين ترامب والملك عبد الله الثاني، فإن هذه المؤشرات أيضا تستدعي مشاركة عمّان في اجتماع الأستانة لتكتمل الصورة.
وبين أن الأطراف التي تريد الوصول إلى وقف نهائي لإطلاق النار في سوريا عليها أن تأخذ رأي الأردن في هذا السياق، مؤكدا أن جميع الأمور واضحة للروس والأمريكان، وقال إن "الملك عبدالله الثاني لا يترك منطقة رمادية دون إلقاء الضوء عليها".
يذكر أن اجتماع أستانة الجديد يأتي فيما تعقد الهيئة العليا للمفاوضات خلال الأيام المقبلة اجتماعها في الرياض، لبحث المشاركة بمؤتمر جنيف في 20 فبراير/شباط الجاري.