سياسيون: ملك الأردن نقل لترامب رؤى شاملة حول القضايا الإقليمية
سياسيون أردنيون يؤكدون أن زيارة الملك الأردني إلى واشنطن كانت ناجحة وترسيخ فكرة أن نقل السفارة الأمريكية للقدس قد يؤدي لعواقب.
أكد سياسيون أردنيون لـ"بوابة العين الإخبارية" أن زيارة الملك الأردني عبدالله الثاني إلى واشنطن ولقاءه بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب كانت ناجحة على مختلف الصعد، وأهمها ترسيخ فكرة أن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس هي خطوة يمكن أن تؤدي لعواقب على جميع الأطراف في غنى عنها.
وقالوا إن الزيارة الملكية الأخيرة ناقشت عدة قضايا وطنية وإقليمية، ورسخت لدى ترامب فكرة أن الملك الأردني له رؤية شاملة في مختلف القضايا التي يعاني منها الإقليم من الحرب السورية وقضية اللاجئين، وصولاً إلى أهمية "التشبيك" السياسي مع المملكة، وصولاً إلى حلول دبلوماسية لمختلف المشاكل والصراعات التي يمر بها الشرق الأوسط.
واعتبروا أن الزيارة التي تعد الأولى لزعيم دولة عربية يلتقي فيها الإدارة الأمريكية الجديدة، هي بحد ذاتها نجاح للسياسة الأردنية الخارجية، وهي الزيارة التي تأتي بعد سابقتها التي قام بها الملك الأردني إلى روسيا ولقاءه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وتناول فيها العلاقات بين البلدين وآخر المستجدات الإقليمية والدولية، وأخرى إلى العاصمة البريطانية لندن والتقى خلالها وزيري الخارجية والدفاع البريطانيين.
رئيس الوزراء الأسبق الدكتور طاهر المصري، قال في حديثه لـ"بوابة العين الإخبارية"، إن الزيارة وهي الثانية للملك الأردني عبدالله الثاني إلى واشنطن أثبتت مرة أخرى أن الأردن له وضع مميز في العلاقات وارتباط المصالح مع أمريكا.
وأضاف المصري "يبدو أن الملك استطاع أن يوقف ويقنع ترامب بموضوع نقل السفارة الأمريكية إلى القدس ولو بشكل مؤقت، حيث لازال ليس واضحا ما هو القرار الذي اتخذه الرئيس الأمريكي في هذا الشأن إن كان تأخيرا أو إلغاء للفكرة".
ولفت إلى أن المهم هو أن ترامب استمع لمنطق جلالة الملك بهذا الخصوص وتصرف على هذا الأساس إلى حين، وهذا أمر إيجابي.
المصري أكد أن الزيارة أشارت إلى أن العلاقات بين أمريكا والأردن قوية وإستراتيجية ومتشابكة، مبيناً أن القوى الدولية الموجودة على الساحة والتي لها تداخلات وتعقيدات، أظهر لها الأردن أن وضعه السياسي والأمني والاجتماعي قوي، منوها بأن هناك شعور دولي وهو الحاجة إلى وجود أردن مستقر، وأن استئناف الدعم العربي للمملكة قد تأخر أو تراجع قليلا.
وقال المصري: "الحل الحقيقي للاجئين السوريين ليس فقط لدى الأردن وأيضا في إيقاف الحرب الأهلية السورية"، مبينا أن ترسيخ الهدنة بين الفصائل المتناحرة داخل البلاد مع الحل السياسي للقضية السورية هي أفضل الحلول لأمان اللاجئين السوريين.
وأضاف "الأردن بحاجة إلى دعم مادي كبير لكي يتم توفير العناية اللازمة لللاجئين ومساعدة عمّان بتجهيز بنية تحتية ملائمة تم استنزافها خلال سنوات الحرب السورية الماضية".
وزير الخارجية الدكتور كامل أبو جابر، أكد بدوره أن مجرد لقاء الملك الأردني عبدالله الثاني بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب هو حدث مهم جداً لأن الأخير يعي مكانة الملك في العالمين العربي والإسلامي الذي يعد خير من يتحدث باسمهما.
ولفت أبو جابر إلى أن الملك عبدالله يتمتع بمصداقية كبيرة في العالم الغربي نفسه وخاصة أمريكا، مبينا أن زيارته للولايات المتحدة مؤخرا واجتماعه مع عدد من قادة الرأي والفكر الأمريكيين والاستماع له هو دليل على عدم وجود خلافات سياسية بين واشنطن وعمّان، وأن الملك يعتبر جسرا للعالم العربي مع العالم الغربي حاليا خاصة، وأن الأوضاع الإقليمية "متردية" نوعا ما.
وأضاف أبو جابر "أعتقد أن الزيارة الملكية هي تذكير لترامب أن هناك في العالم العربي من يقف وقفة رجل أمام مخططات استيطانية يقوم بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ويذكر العالم بأن القدس هي جوهرة العالم العربي بفرعيه الإسلامي والمسيحي الذي يتناسى الغرب وجود الأخير تجاوبا مع المخططات الإسرائيلية بترحيلهم من المنطقة.
وفيما يخص الأزمة السورية، قال أبو جابر، إن الأردن يعد أكبر مضيف للاجئين السوريين في العالم، وهو ملجأ لمختلف لاجئي العالم العربي منذ منتصف أربعينات القرن الماضي، مشيرا إلى أن المملكة عندما تتحدث باسم اللاجئين فإنها تعني أيضا اللاجئين الفلسطينيين والعراقيين وغيرهم.
"الأردن صاحب مصلحة في سوريا وهو مهتم بتسوية الأمور السياسية هناك وإنهاء الحرب وفق الأطر الدبلوماسية الأمر الذي يؤدي إلى توفير الأمن والأمان للشعب السوري الذي يعيش داخل بلده"، أضاف أبو جابر.
وشدد وزير الخارجية الأسبق على أن الأردن هو الصوت المسموع الوحيد في منطقة الهلال الخصيب، ما عدا دول الخليج، وهو له دور مهم في "تربيط" السياستين الأمريكية والروسية فيما يخص حل القضية السورية التي في ذات الوقت تؤثر على المملكة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، ولذلك فعلى الأردن مسؤولية كبيرة في محاولة إيجاد حلول وتسويات للحرب الدائرة في سوريا منذ سنين.
aXA6IDUyLjE1LjE4NS4xNDcg جزيرة ام اند امز