محللون: غسان سلامة عرقل حل الأزمة الليبية
سياسي ليبي يقول إن المبعوث الأممي إلى ليبيا أدخل الجماعات الإرهابية طرفا في مفاوضات جنيف
قال محللون ليبيون إن المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة تجنب طوال فترة توليه بعثة الأمم المتحدة الحديث في صلب الأزمة الليبية.
واعتبر علي السعيدي القايدي، عضو مجلس النواب الليبي، أن المبعوث السابق غسان سلامة لم يختلف كثيرًا عن برناردينو ليون، وتشابه معه كثيرا في العمل لصالح أجندات خارجية، وعرقلة كل مسارات التسوية في ليبيا.
وأضاف السعيدي لـ"العين الإخبارية" أن ليون جر الليبيين لمأزق اتفاق الصخيرات، بينما عمل غسان سلامة على دفع الليبيين إلى مؤتمرات جنيف للقضاء التام على سيادة الليبيين على أرضهم، ووضع الكرة في ملعب رجب طيب أردوغان وحلفائه في حكومة الوفاق غير الشرعية بقيادة فايز السراج.
وتابع السعيدي أن سلامة تجاهل مطالب واقعية سوف تساهم في حل الأزمة بشكل كبير مثل حل المليشيات ونزع أسلحتها وتشكيل حكومة وحدة وطنية.
وأوضح السعيدي أن سلامة لم يحرك ساكنًا تجاه القضايا الخطيرة، وأُولاها استعانة المليشيات بطيارين مرتزقة لضرب الجيش، وثانيها توقيع اتفاقية التعاون الأمني بين السراج وأردوغان ما أتاح للأتراك غزو ليبيا واحتلال قاعدة معيتيقة بطرابلس والكلية الجوية بمصراتة.
وأشار السعيدي إلى أن سلامة جعل الإرهابيين طرفًا في المفاوضات التي تمت حيال الأزمة الليبية.
وقال السعيدي إن سلامة رحل وبقيت ليبيا قوية بجيشها وحتمًا ستنتصر على كل أعدائها.
حديث السعيدي اتفق معه المحلل السياسي والباحث الأكاديمي محمد قشوط، معتبرا أن غسان سلامة لم يضع مصلحة ليبيا نصب عينيه.
وأوضح قشوط في حديث لـ"العين الإخبارية" أن سلامة استمر طوال فترة عمله في ممارسة إطالة عمر الأزمة وإدارتها فقط دون طرح أو العمل على حلول جذرية.
وتابع أن المبعوث الأممي السابق كان منحازا بشكل كبير لطرف، وذلك يتضارب مع طبيعة عمله، وهي الحياد لحل الأزمة، ووصف قشوط بياناته وتصريحاته بالمتناقضة.
وتطرق قشوط إلى الحديث عن المسار السياسي المنبثق عن مؤتمر برلين، قائلاً: إن المجلس كانت لديه شروط واضحة، لكنه تجاهل البرلمان المنتخب، واستغل انشقاق بعض النواب وتحالفهم مع المليشيات في طرابلس.
ومن جهته، قال الباحث السياسي عبدالله الكعيمي إن أسباب فشل غسان سلامة هي عدم إحقاقه للحق، وعدم وضع الأمور في نصابها الحقيقي.
وأضاف أن الأزمة الليبية أمنية بشكل بحت، وليست كما يصورها بأنها أزمة سياسية، فالعاصمة الليبية تحت سيطرة جماعات متطرفة اعتبرها سلامة طرفًا بل حاول حمايتها بجسم شرعي يضم عددا من أدوات اللعبة الرئيسيين.
وتابع الكعيمي أن طرابلس محتلة من قبل مليشيات إرهابية وقوات تركية، بينما تعامل سلامة معها كأنها طرف في الأزمة، بينما ظهر للجميع وهو منحاز للميلشيات بشكل واضح.
وأمس الإثنين، قال المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة، إنه طلب من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس إعفاءه من منصبه لأسباب صحية.
وأكد سلامة، في تغريدة نشرها عبر حسابه على موقع "تويتر" قائلا: "سعيت لعامين ونصف العام للم شمل الليبيين وكبح تدخل الخارج وصون وحدة البلاد، وعليّ اليوم، وقد عقدت قمة برلين، وصدر القرار 2510، وانطلقت المسارات الثلاثة رغم تردد البعض، أن أقر بأن صحتي لم تعد تسمح بهذه الوتيرة من الإجهاد؛ لذا طلبت من الأمين العام إعفائي من مهمتي آملا لليبيا السلم والاستقرار".
وتمر ليبيا بأزمة أمنية متفاقمة نتيجة سيطرة مليشيات إرهابية تدعمها تركيا بالسلاح على أجزاء من العاصمة طرابلس ومصراتة.
وتدعم تركيا المليشيات المسلحة التي تسيطر على طرابلس بالمال والسلاح، ومؤخرا أرسلت أكثر من 4 آلاف مرتزق سوري للقتال في صفوف المليشيات، كما زودت الوفاق بمنظومة دفاع جوي.
aXA6IDMuMTMzLjEzOS4xNjQg جزيرة ام اند امز