قصص حب شهيرة لدى المصريين القدماء يحييها متحف التحرير.. تعرف عليها
المتحف المصري ينظم فعالية تحت عنوان "حكايات حب في مصر القديمة"، بمناسبة شهر عيد الحب
فعالية جديدة يقيمها المتحف المصري بالقاهرة يوم الخميس تحت عنوان "حكايات حب في مصر القديمة"، التي تتخذ من "عيد الحب" مناسبة وسببا لتجديده وإحيائه.
صباح عبدالرازق، مدير عام المتحف المصري، أشارت إلى أن فعاليات الحفل ستبدأ بجولة إرشادية داخل المتحف المصري تلقي الضوء على تاريخ ومفهوم الحب في مصر القديمة، والحديث عن روايات الحب لدى قدماء المصريين، علاوة على اختيار القطع الأثرية ومجموعات الأفراد والملوك الموجودة بالمتحف.
رمسيس ونفرتاري
"إنها الفريدة المحبوبة التي لا نظير لها، أجمل جميلات العالم، انظر إليها كنجمة متألقة في العام الجديد على مشارف عام طيب، تلك التي تتألق والتي تبرق بشرتها بريقًا رقيقًا، ولها عينان ذات نظرة صافية وشفتان ذات نطق رقيق".
الكلمات هذه مدونة على أحد جدران المعابد، لمصري قديم عاشق، فالمصري القديم عرف العديد من قصص الحب والغرام التى سجلتها جدران المعابد، وأوراق البردى، وجاشت مشاعره، وفاضت شعرا في وصف محبوبته، فلم تكن الحضارة المصرية القديمة قائمة على العمل والبناء والعلوم فقط، إنما إيضاً على الحب والغرام والعشق.
وتعد قصة حب "رمسيس الثاني" وزوجته "نفرتاري" من أشهر قصص الحب والغرام فى مصر القديمة، والتي نقشت علي جدران معبد "نفرتاري" بأبوسمبل، ويصف فيها رمسيس الثاني زوجته الحبيبة بأنها ربة الفتنة والجمال وسيدة الدلتا والصعيد، فكانت هي الزوجة المفضلة لدى رمسيس الثاني، والوحيدة من زوجاته التي بنى لها معبدا يسمى معبد "حتحور" إلى جوار معبده الكبير بمدينة أبوسمبل بأسوان، وأقام تمثالين لها بنفس حجم تماثيله تقديرا لها وتعبيرا عن حبه وغرامه بها.
أمنحتب وتي
ومن قصص الغرام والعشق في تاريخ مصر القديمة قصة "أمنحتب" و"تي"، وهي القصة التي كادت أن تتسبب في ضياع كرسي العرش من أعظم ملوك مصر القديمة، وهو الملك أمنحتب الثالث الذي حكم مصر من " 1391 – 1353 ق م، أما "تي" محبوبة أمنحتب التي لم تكن تحمل دماءً ملكية، فقد جاءت من أبوين يعيشان في أخميم.
وبسبب تعلق قلب امنحتب وحبه الشديد لـ "تي" فقد لجأ إلى كهنة آمون، لكي يتغلب على مشكلة عدم ملكية دماء "تي" ويتمم زواجه منها، وقام أمنحوتب بتخليد عقد زواجهما بأن أمر بنقشه على الجعران الذي يطوف حوله المئات في كل يوم داخل معابد الكرنك الشهيرة في مدينة الأقصر، وأمر بحفر بحيرة كبيرة لتتجول فيها "تي" بقاربها الملكي تحيط بها الأشجار من حولها لتقديمها هدية لزوجته المحبوبة، وفقاً لمراسلات "تل العمارنة" شاركته فى الكثير من أمور وتقاليد سياسة مصر الخارجية، وبالأخص عندما مرض زوجها فى أواخر فترة حكمه، بل ومشاركته فعليا في الحكم .
دراما حتشبسوت
وعكس أغلب قصص الحب فى التاريخ التي تكتب لها النهايات السعيدة، تنتهى قصة حب الملكة الأعظم فى تاريخ مصر "حتشبسوت" لأعظم مهندسي مصر القديمة "سننموت" نهاية غريبة ومفجعة، فبعد ما أحبها وبنى لها معبدها الأشهر في التاريخ المصري، وبادلته الحب فمنحته 80 لقباً ملكياً، وقد كانت شهرته ومجده سببا لانتهاء قصة الحب بينهما.
يقول الدكتور أحمد بدوي في كتابه مواكب الشمس: "الذي لا شك فيه أن هذا الرجل قد سقط من عليائه فقضى عليه قبل انتهاء حياة سيدته، وقد قامت بعزله من أهم المناصب الملكية كوزير ومدير للقصر الملكي، وعينت آخرين بدلا منه"، وحول السبب في تحول سياسة الملكة تجاهه يقول بدوي: "إنها أدركت ما وصل إليه سننموت من قوة وسلطات فخشيت الملكة خطره، أو أنها منذ البدء كانت تستعمله لأغراضها السياسية، فلما انتهت مهتمة طردته".