لغز المريخ القديم.. الكشف عن سر التفاوت الغامض بين شماله وجنوبه
قدمت دراسة مشتركة بين باحثين من الصين وأستراليا، نظرية جديدة لتفسير "التفاوت المريخي".
والتفاوت المريخي، مصطلح يستخدم للإشارة إلى الفارق الكبير بين المرتفعات الجنوبية والمنخفضات الشمالية، حيث ترتفع المرتفعات الجنوبية بحوالي خمسة إلى ستة كيلومترات أكثر من نظيراتها الشمالية، وهو أمر غير مسبوق في النظام الشمسي.
ولنتخيل أن سطح المريخ يشبه كرة عملاقة مقسمة إلى قسمين، أحدهما مرتفع مثل سلسلة جبال شاهقة، والآخر مسطح كصحراء واسعة، والسؤال الذي حيّر العلماء لعقود هو: لماذا يختلف هذان القسمان بهذا الشكل؟
أحد التفسيرات الشائعة كان أن هذا التفاوت ناتج عن اصطدام جسم فضائي ضخم بكوكب المريخ، مثل نيزك بحجم القمر.
لكن الدراسة الجديدة التي قادها كل من هرفوي تكالتشيتش، أستاذ ورئيس قسم الجيوفيزياء بالجامعة الوطنية الأسترالية، وويجيا صن، أستاذ الجيوفيزياء بالأكاديمية الصينية للعلوم، ونشرت في دورية " جيوفيزكال ريسيرش ليترز"، قدمت تفسيرا آخر يرجع التفاوت إلى قوى داخلية في باطن الكوكب وليس بسبب تصادم خارجي، وذلك بعد تحليل بيانات من زلازل مريخية رصدتها مركبة ناسا " Insight".
وكشفت البيانات عن أن الأمواج الزلزالية تنتقل بسرعة أكبر في الصخور الموجودة أسفل المرتفعات الجنوبية مقارنة بتلك في المنخفضات الشمالية، ما يشير إلى أن الصخور في الجنوب أكثر حرارة، ويشبه الأمر عندما نضع مكعبًا من الثلج في كوب ماء ساخن، حيث يذوب بسرعة في المناطق الساخنة، بينما يبقى صلبًا في المناطق الباردة.
وهذا الفرق في درجة الحرارة بين نصفَي المريخ يدعم الفرضية التي تقول إن التفاوت نتج عن قوى داخلية، مثل حركة الصفائح التكتونية في وقت مبكر من عمر الكوكب، ومع توقف حركة هذه الصفائح، تكون ما يُعرف بالغطاء الراكد، مما حافظ على هذا التفاوت عبر الزمن.
ورغم أن هذه الدراسة تكشف جزءًا كبيرًا من اللغز، إلا أن العلماء يشددون على أهمية الحصول على المزيد من البيانات الزلزالية لفهم أكثر دقة حول كيفية تشكل هذا التفاوت المريخي.