الزراعة في الفضاء.. القمر قد يكون أسهل من المريخ
بينما يواصل إيلون ماسك سعيه نحو استيطان المريخ، تشير تجارب جديدة استخدمت تربة خارج كوكب الأرض إلى أن الاستيطان البشري قد يكون أسهل على القمر.
فقد بدأ العلماء في استكشاف طرق تقليدية لزراعة المحاصيل في التربة القمرية والمريخية، بعد استنفاد الخيارات الأخرى المكلفة مثل الزراعة المائية (الهيدروبونيك) والهوائية (الأيروبونيك).
التجارب التي تم تقديمها في مؤتمر الاتحاد الجيوفيزيائي الأمريكي لعام 2024، استخدمت تربة قمرية اصطناعية تم إعادة تكوينها بناء على عينات أخذت خلال مهمة أبولو 16 عام 1972.
وفي المقابل، استندت تربة المريخ الاصطناعية على بيانات جمعتها المركبة الفضائية "كيوريوسيتي".
ورغم توقع العلماء أن تكون التربة المريخية أكثر ملاءمة للزراعة بسبب احتوائها على النيتروجين الضروري لنمو النباتات، فقد أظهرت النتائج أن المحاصيل المزروعة في التربة القمرية نمت بشكل أفضل من نظيرتها المريخية.
وأوضحت لورا لي، باحثة في جامعة شمال أريزونا، أن التربة المريخية الكثيفة الطينية تقيد الأوكسجين الضروري لجذور النباتات. كما أظهرت النتائج أن استخدام الأسمدة المصنعة من فضلات الإنسان، مثل "ميلورجنايت"، لم يكن فعالا كما كان متوقعا، حيث بلغ معدل بقاء الذرة المزروعة في تربة المريخ باستخدام الأسمدة العضوية 33.3% مقارنة بـ 58.8% عند استخدام أسمدة النيتروجين التقليدية.
ويواصل العلماء حاليا أبحاثهم في اختبار زراعة أنواع أخرى من المحاصيل مثل البروكلي والفاصولياء والبرسيم لمعرفة مدى توافقها مع التربة الفضائية، وبرز البرسيم كأحد المحاصيل التي أظهرت نتائج إيجابية، وقد تكون له إمكانيات مستقبلية كمخصب للتربة.
وعلى الرغم من النتائج الواعدة، تظل الزراعة على سطح المريخ مليئة بالتحديات، وتتطلب التربة المريخية معالجة خاصة لإزالة المواد الكيميائية السامة مثل البركلورات، إضافة إلى توفير بيئات محمية من درجات الحرارة المنخفضة والإشعاعات العالية.
وفي حين تشير دراسات سابقة إلى أن اكتفاء المريخ الذاتي قد يتطلب قرنا من الزمن، يُعتقد أن القمر قد يكون أسرع في تحقيق هذا الهدف،إلا أن مشاكل مثل الغبار القمري والمخاطر الناتجة عن النيازك الصغيرة تبقى عائقا أمام الاستيطان البشري الدائم.
وفي سياق موازٍ، يناقش العلماء إمكانية "تدفئة" كوكب المريخ لجعله صالحا للحياة، عبر إرسال بكتيريا ضوئية إليه وتحفيز ظاهرة الاحترار العالمي.
وتعد هذه الفكرة جزءا من جهود طويلة الأمد لتحويل المريخ إلى بيئة داعمة للحياة النباتية والإنسانية على حد سواء.
aXA6IDMuMTQ1LjM1LjIzNCA=
جزيرة ام اند امز