التعدين على القمر.. 4 أسئلة حاسمة يجب الإجابة عليها
مع اقتراب نهاية هذا العقد، أصبح تعدين سطح القمر أكثر قابلية للتحقيق، فالدول والشركات الخاصة تتجه نحو ما قد يصبح صناعة مزدهرة في الفضاء. لكن قبل أن يبدأ هذا السباق القمري الجديد، حان الوقت للإجابة عن أسئلة حاسمة.
أشار العالمان بجامعة سوينبورن للتكنولوجيا بأستراليا إيفي كيندال وآلان دافيفي في مقال كتباه بموقع "ذا كونفرسيشن"، إلى 4 من هذه الأسئلة، التي تدور حول بعض القواعد التنظيمية التي يجب الاهتمام بها، حتى تضمن البشرية أن يظل مستقبلها في الفضاء محميا، ويظل القمر مصدر إلهام للأجيال المقبلة.
وهذه الأسئلة هي:
لماذا تعدين القمر؟
برنامج "أرتيميس" التابع لناسا، وهو مبادرة متعددة المليارات من الدولارات، ليس فقط لإرسال رواد الفضاء إلى القمر مرة أخرى، بل هو بمثابة تمهيد لتعدين القمر.
الصين أيضاً تتبع مسارا مشابها، مما يدفع سباقا قمريا جديدا. يتضمن هذا السباق الشركات الخاصة التي تتنافس لمعرفة كيفية استخراج الموارد من القمر، وربما بيعها للحكومات كجزء من سلسلة إمداد كونية.
حاليا، يتم نقل جميع الإمدادات اللازمة لاستكشاف الفضاء من الأرض، مما يجعل المواد الأساسية مثل المياه والوقود باهظة الثمن للغاية. ومن خلال تحويل جليد الماء على القمر إلى هيدروجين وأوكسجين يمكننا إعادة تزويد المركبات الفضائية بالوقود مباشرة على سطح القمر، مما يجعل الرحلات الفضائية إلى أماكن أبعد، مثل المريخ، أكثر قابلية للتحقيق.
بالإضافة إلى ذلك يحتوي القمر على كميات ضخمة من المعادن الأرضية النادرة المهمة للتقنيات مثل الهواتف الذكية، ما قد يخفف الضغط على الاحتياطيات المتناقصة على الأرض.
وفي الواقع، قد تتفوق الشركات الخاصة على الوكالات الفضائية، حيث يمكن لبعض الشركات الناشئة أن تبدأ في تعدين القمر قبل أن تهبط ناسا على سطحه مجددا.
هل يمكن أن يغير التعدين من مظهر القمر؟
سيؤثر التعدين على القمر أيضا بصريا، فعند استخراج المواد سيتصاعد الغبار، وبسبب غياب الغلاف الجوي على القمر يمكن لهذا الغبار أن يسافر مسافات كبيرة.
والغبار القمري أكثر ظلمة وكدرة من المادة الموجودة تحته، لذا فإن إزعاجه قد يتسبب في تغييرات مرئية مع مرور الوقت، وقد تظهر بعض المناطق على القمر أكثر إشراقا، حيث تم تحريك الغبار، بينما قد تظهر مناطق أخرى أكثر كآبة عندما يعاود الغبار الاستقرار، وسيكون من الضروري إدارة غبار القمر لضمان أن تظل عمليات التعدين مستدامة وأقل تأثرا.
من يملك القمر؟
بموجب معاهدة الفضاء الخارجي لعام 1967 لا يمكن لأي دولة أن تدعي ملكية القمر أو أي جسم سماوي آخر، ومع ذلك لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت شركة تقوم بتعدين القمر ستنتهك هذه القاعدة، فالمعاهدة القمرية لعام 1979، التي تعتبر القمر وموارده "تراثا مشتركا للبشرية" يُنظر إليها عادة على أنها حظر للتعدين التجاري على القمر، في المقابل تسمح "اتفاقيات أرتيميس" لعام 2020 بالتعدين بينما تؤكد رفض معاهدة الفضاء الخارجي لأي مطالبات بملكية القمر نفسه.
بالإضافة إلى ذلك، تشدد معاهدة الفضاء الخارجي على أن استكشاف الفضاء يجب أن يعود بالفائدة على جميع البشرية، وليس فقط الدول والشركات الأغنى القادرة على الوصول إليه، وهذا يثير سؤالا: هل يجب أن يتم تقاسم فوائد التعدين القمري مع جميع الدول، أم مع الكيانات التي يمكنها تحمل تكاليف التكنولوجيا اللازمة للتعدين؟
ما الظروف التي سيعيش فيها عمال التعدين على القمر؟
العمل على القمر سيشكل تحديات كبيرة، تخيل أنك عملت لمدة 12 ساعة متواصلة في ظروف قاسية، دون أمان كافٍ أو دعم. سيكون العمال عرضة للمخاطر الصحية مثل فقدان العظام والعضلات، هشاشة العظام، وضعف المناعة بسبب الجاذبية المنخفضة، كما أن التعرض المطول للإشعاع الكوني يحمل أيضا مخاطر الإصابة بالسرطان ويمكن أن يؤثر على الخصوبة.
بالإضافة إلى ذلك، سيواجه عمال التعدين على القمر عزلة شديدة وضغطا نفسيا، ودون وجود قوانين وتنظيمات قوية لحماية العمال، هناك إمكانية للاستغلال، مع عدم وجود وسائل للعمال للشكوى في حالة العمل في ظروف غير آمنة، كما يحذر عالم الأحياء الفلكية البريطاني تشارلز إس. كوكل، من أن يصبح الفضاء "مهيأ للاستبداد"، حيث يمكن للأشخاص الأقوياء استغلال أولئك الذين ليس لديهم مكان آخر يذهبون إليه.
ويحتفظ القمر بوعد كبير لمستقبل البشرية، سواء كمرحلة استكشاف أو كمصدر محتمل للموارد التي يمكن أن تدعم الحياة على الأرض وما بعدها. لكن التاريخ أظهر لنا عواقب الاستغلال غير المنضبط.
وبالتالي، قبل أن نبدأ في تعدين القمر، يجب علينا وضع تنظيمات قوية تضمن العدالة والسلامة وحماية حقوق الإنسان في الفضاء.
aXA6IDMuMTMzLjEyNC44MCA=
جزيرة ام اند امز