فاروق الباز .. الجيولوجي «ملك القمر» الذي سُمي كويكب تيمنا به
مع حلول ذكرى ميلاد العالم المصري فاروق الباز في هذا اليوم، نستعرض إنجازاته العلمية التي ساهمت في دراسة تربة القمر، وسهلت رحلات رواد الفضاء في "ناسا".
فاروق الباز عالم جيولوجي مصري نال الجنسية الأمريكية، كان رواد الفضاء في "ناسا" يلقبونه بـ "الملك"، فكان يعمل على اختيار مواقع هبوط بعثات "أبولو"، ويقدم التدريب لرواد الفضاء لاختيار عينات مناسبة من تربة القمر لدراستها، كما استعان به الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات لاستكشاف الأراضي الصحراوية القابلة للاستصلاح.
العالم فاروق الباز
ولد فاروق محمد السيد الباز في 2 يناير/ كانون الثاني 1938 في الزقازيق بمحافظة الشرقية، ولكن أصوله ترجع إلى قرية طوخ الأقلام بالسنبلاوين في محافظة الدقهلية بدلتا مصر، كان والده الشيخ محمد الباز قد تخرج في الأزهر الشريف، وتعلم على يده الشيخ محمد الشعراوي، ووالدته السيدة زاهية أبو العطا حمودة، و"الباز" كان ابنا بين تسعة آخرين من بينهم أخيه أسامة الباز، الذي عمل مستشارا للرئيس الأسبق حسني مبارك.
درس الباز الكيمياء والجيولوجيا في جامعة عين شمس، ونال شهادة البكالوريوس عام 1958، ثم نال شهادة الماجستير في الجيولوجيا من معهد المناجم وعلم الفلزات في ولاية ميسوري عام 1961، وحصل عام 1964 على درجة الدكتوراة في الفلسفة في علم الجيولوجيا من جامعة ميسوري للعلوم والتكنولوجيا، كما درس في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا.
عمل فاروق الباز في الفترة من عام 1967 إلى عام 1972 في معامل بل بواشنطن، حيث كان يشرف على التخطيط للدراسات القمرية واستكشاف سطح القمر، وخلال فترة عمله ساهم في إعداد مهمات رحلات أبولو ضمن المجموعات العلمية، كما كان رئيسًا لفريق تدريبات رواد الفضاء في العلوم وطرق تصوير القمر .
وكان الهدف من عمله، هو تدريب رواد الفضاء على معرفة العينات المناسبة للتربة وأحجار القمر التي يمكن إحضارها معهم للدراسة والتحليل، وكان رواد الفضاء يلقبونه بـ "الملك" لقدرته على تبسيط شرح العلوم المتعلقة بالجيولوجيا لهم، وكان يدعم رحلة أبولو 15 التي كان يدرب أفرادها، وأرسل معهم سورة الفاتحة من القرآن الكريم لتحميهم.
مشوار فاروق الباز الأكاديمي
انضم الباز عام 1972 بعد انتهاء برنامج أبولو 5 إلى معهد سميثسونيان في واشنطن، وساهم في تأسيس مركز دراسات الأرض والكواكب في متحف الطيران والفضاء الوطني، كما تم انتخابه لعضوية مجموعة مهمات التسمية القمرية في الاتحاد الفضائي الدولي، فكان مسؤولا عن تسمية معالم القمر.
وشغل فاروق الباز عام 1975 منصب رئيس أبحاث الرصد والمراقبات الأرضية والتجارب الفوتوغرافية في مشروع أبولو-سويوز، وهو أول مشروع مشترك للرحلات الفضائية بين أمريكا والاتحاد السوفييتي، وبعد تطبيع العلاقات بين الولايات المتحدة والصين، قام فاروق الباز بتنسيق أول زيارة لعلماء أمريكيين إلى الصحراء الشمالية الغربية للصين، وكانت مدتها 6 أسابيع، ووثقتها "ناشونال جيوجرافيك" و"إكسبلوررز جورنال"، وكان بحثه حول أصل وتطور الصحراء سببا في انتخابه زميل للرابطة الأمريكية لتقدم العلوم.
تولى عام 1982 منصب نائب رئيس أنظمة إيتيك البصرية في ليكسينغتون، ماساتشوستس، وأشرف خلال سنوات عمله على استخدام مكوك الفضاء "Large Format Camera" وتصويراته، ثم التحق عام 1986 بجامعة بوسطن، وطوّر نظام استخدام الاستشعار عن بعد، وتم انتخابه زميلًا للجمعية الجيولوجية الأمريكية والأكاديمية العالمية للعلوم والأكاديمية الوطنية للهندسة.
نال فاروق الباز عام 1989 دكتوراة فخرية في العلوم من كلية نيو إنجلاند، في عام 2002، حصل على درجة الأستاذية من جامعة ميسوري للعلوم والتكنولوجيا، ثم في عام 2003 منحته جامعة المنصورة الدكتوراة الفخرية في الفلسفة، كما حصل على الدكتوراة في القانون من الجامعة الأمريكية بالقاهرة عام 2004، ومنحته جامعة ميسوري للعلوم والتكنولوجيا الدكتوراه الفخرية في الهندسة.
ما هي إنجازات فاروق الباز؟
قدم فاروق الباز مؤلفات مميزة حول مشواره العلمي وأبحاثه واكتشافاته، ومنها: "جيولوجية مصر"، و"حرب الخليج والبيئة"، و"العالم العربي وبحوث الفضاء: أين نحن منها؟"، و"أبولو فوق القمر"، و"أطلس صور الأقمار الصناعية للكويت"، كما نشر المقالات العلمية والأبحاث في الدوريات المتخصصة والعامة.
ونال الباز عن مشواره العلمي ما يقرب 31 جائزة، أهمها:
- جائزة إنجاز أبولو.
- جائزة الامتياز العلمي والتكنولوجي من ناسا.
- جائزة ميريت من الدرجة الأولى من الرئيس السادات.
- جائزة الباب الذهبي من المعهد الدولي في بوسطن.
- ميدالية نيفادا لمعهد الأبحاث الصحراوية.
- جائزة الريادة من مؤسسة الفكر العربي.
- في عام 2019، تم إطلاق اسمه على كويكب 7371 تقديرا لإسهاماته العلمية.
- تم إطلاق جائزة سنوية باسمه من الجمعية الجيولوجية في أمريكا وهي "جائزة فاروق الباز لأبحاث الصحراء".
ما زالت إنجازات فاروق الباز مستمرة، وما زال قادرا على العطاء العلمي ومهموما بمشكلات وطنه العربي الذي ينتمي له، رغم أنه نال الجنسية الأمريكية، وتزوج من الأمريكية باتريشيا، التي رُزق منها ببناته الأربع: فيروز، كريمة، ثريا، منيرة.
aXA6IDE4LjIyMy4yMDkuMTE0IA== جزيرة ام اند امز