عودة البشر إلى القمر.. ناسا تستعد لـ«آرتميس 2» في 2025
تستعد وكالة الفضاء الأمريكية ناسا لإعادة رواد الفضاء إلى القمر لأول مرة منذ أكثر من 50 عاما.
وذلك من خلال مهمة "آرتميس 2" المقررة للانطلاق في موعد لا يقل عن أبريل/ نيسان 2026، لكن الإعداد لها سيبدأ من شهر يناير/ كانون الثاني الجاري.
وكانت آخر مرة وطئ فيها البشر سطح القمر في عام 1972 خلال مهمة "أبولو 17"، ولإعادة البشر إلى هناك، ستستخدم مهمة "آرتميس 2" نظام الإطلاق الفضائي التابع لناسا (SLS)، وهو صاروخ قوي للغاية مصمم لنقل البشر إلى ما وراء الغلاف الجوي للأرض، وسيصاحب طاقم من أربعة رواد فضاء مركبة الفضاء "أوريون" (Orion)، التي كانت قد أُطلقت بنجاح حول القمر وعادت إلى الأرض في مهمة "آرتميس 1".
وقبل "آرتميس 2"، ستقوم ناسا بإرسال مهمتين تحضيريتين، لاستكشاف سطح القطب الجنوبي للقمر، بحثا عن موارد يمكن استخدامها لدعم رحلات الفضاء المستقبلية وتمكين اكتشافات علمية جديدة.
استكشاف الموارد القمرية
أولى هذه المهمات هي تجربة "تعدين الجليد القطبي للموارد" (PRIME-1)، المقرر إطلاقها في يناير 2025 على متن مركبة هبوط قمرية، وستحمل المركبة جهازين رئيسيين: جهاز "الحفر لاستكشاف التضاريس الجديدة" (TRIDENT) وجهاز "مقياس الطيف الشامل لرصد عمليات القمر" (MSOLO) ، وسيقوم الأول بحفر التربة القمرية بعمق يصل إلى متر واحد لاستخراج العينات، بينما سيقوم الثاني بتحليل مكونات التربة ومحتواها المائي.
وسترافق هذه التجربة مهمة "المستكشف الرائد القمري" (Lunar Trailblazer)، وهو قمر صناعي سيتم إطلاقه على نفس الصاروخ "فالكون 9" (Falcon 9)، في نموذج يشبه "مشاركة الرحلات" لتقليل استهلاك الوقود.
أهمية الأقمار الصناعية الصغيرة
وتندرج مهمة "المستكشف الرائد القمري" ضمن برنامج "البعثات الصغيرة المبتكرة لاستكشاف الكواكب" (SIMPLEx) التابع لناسا، والذي يهدف إلى تنفيذ مهام علمية بتكلفة منخفضة.
ورغم أن تكلفة المهمة تجاوزت الميزانية المقررة لتصل إلى 80 مليون دولار، إلا أنها تظل أقل بكثير من المهام التقليدية لوكالة ناسا، التي تتراوح تكلفتها عادةً بين 300 و500 مليون دولار.
وتستخدم هذه المهام الأقمار الصناعية الصغيرة (SmallSats) التي توفر بيانات دقيقة وتكمل البيانات المستخلصة من أدوات أخرى، ومن خلال هذه التكنولوجيا المتقدمة، يمكن للعلماء تحقيق تقدم علمي كبير في فهم أصول النظام الشمسي وتطوره.
البحث عن المياه على القمر
وعلى مر القرون، أثار القمر فضول العلماء حول إمكانية وجود الماء على سطحه. وفي التسعينيات، اكتشفت مهمة "كليمنتين" (Clementine) التابعة لناسا وجود جليد مائي في المناطق القمرية المظللة بشكل دائم. تبعتها مهام أخرى مثل "المستكشف القمري" (Lunar Prospector) في عام 1998 و"مستكشف القمر الهندي" (Chandrayaan-1) في عام 2008، والتي وفرت خرائط دقيقة لوجود المياه والمعادن المائية على سطح القمر.
ومن خلال الأجهزة المتقدمة على متن "المستكشف الرائد القمري"، سيتمكن العلماء من قياس درجات حرارة السطح وتحليل كيفية امتصاص الصخور القمرية للضوء، مما يساعد في التمييز بين الماء السائل والجليد.
وهناك عدة نظريات حول مصدر الماء القمري، بما في ذلك احتمال وجوده منذ تشكل القمر أو قدومه مع اصطدامات الكويكبات والمذنبات أو نتيجة تفاعلات مع الرياح الشمسية، و تسعى مهمة "المستكشف الرائد القمري" للإجابة على هذه الأسئلة وتقديم رؤى جديدة حول سلوك المياه على الأجرام الصخرية، مما يمهد الطريق أمام المهمات البشرية المستقبلية إلى القمر.
aXA6IDE4LjIyNi4xNjMuMjMg جزيرة ام اند امز