رغم مرور 142 عاما.. البحرية الأمريكية تعتذر عن «عمل شنيع»
بعد 142 عاما تقدمت البحرية الأمريكية باعتذار عن «عمل شنيع».
ففي 26 أكتوبر/تشرين الأول عام 1882 سقطت القذائف على قرية أنجون، في جنوب شرق ألاسكا، التي يقطنها نحو 420 شخصا من شعب التلينجيت، وفقا لشبكة سي إن إن.
وعقب انتهاء القصف نزل البحارة إلى الشاطئ وأحرقوا ما تبقى من منازل السكان ومخابئ الطعام والزوارق، مما فرض أوضاعا معيشية بالغة السوء في الأشهر التالية، لدرجة أن كبار السن ضحوا بحياتهم لتوفير الطعام للأطفال الباقين على قيد الحياة.
وأصدر الأدميرال مارك سوكاتو، قائد المنطقة الشمالية الغربية للبحرية، الاعتذار خلال حفل لإحياء ذكرى الكارثة.
وقال سوكاتو: "تدرك البحرية مدى الألم والمعاناة التي لحقت بشعب التلينجيت، ونعترف بأن هذه الأعمال غير المشروعة أدت إلى خسائر في الأرواح، وفقدان الموارد، وضياع الثقافة، وخلقت وتسببت في صدمة بين الأجيال لهذه العشائر.. البحرية تأخذ هذا الإجراء على محمل الجد، وتعلم أن الاعتذار قد تأخر كثيرا".
ورغم تلقي قرية أنجون، التي أعيد بناؤها، 90 ألف دولار في تسوية مع وزارة الداخلية في عام 1973، سعى زعماء القرية لعقود من الزمن إلى الحصول على اعتذار -أيضا-، حيث بدؤوا كل ذكرى سنوية بالسؤال ثلاث مرات "هل سيتقدم أي شخص من البحرية باعتذار؟".
ويمكن الوصول إلى القرية عن طريق العبارة أو الطائرة العائمة، وتتميز هذه القرية بأن عدد الدببة البنية يفوق عدد السكان، وقد سعت القرية في السنوات الأخيرة إلى تعزيز صناعة السياحة البيئية، بسبب الأعداد الكبيرة من الدببة والنسور الصلعاء والحيتان الحدباء، وكذلك مواسم صيد سمك السلمون وسمك الهلبوت.
أسباب «تدمير» القرية
تختلف الروايات حول الأسباب التي أدت إلى تدمير القرية، لكنها جميعا تشير إلى حادثة موت شامان تلينجيت، تيث كلاين، الذي قُتل كلاين عندما انفجر مسدس حربة على سفينة لصيد الحيتان مملوكة لشركة North West Trading Co التي كان يعمل بها.
وتقول رواية البحرية إن أفراد القبائل أجبروا السفينة على النزول إلى الشاطئ، وربما احتجزوا رهائن، وطلبوا، وفقا لعاداتهم، 200 بطانية كتعويض.
ورفضت الشركة توفير البطانيات وأمرت التلينجيت بالعودة إلى العمل، لكنهم بدلاً من ذلك قاموا بطلاء وجوههم بالفحم، وهو ما اعتبره موظفو الشركة بمثابة مقدمة للتمرد، ثم طلب مشرف الشركة المساعدة من القائد البحري إي سي ميرمان، أعلى مسؤول أمريكي في ألاسكا، قائلاً إن انتفاضة التلينجيت تهدد حياة وممتلكات السكان البيض.
وصل ميرمان في 25 أكتوبر/تشرين الأول، وأصر على أن تقدم القبيلة 400 بطانية بحلول ظهر اليوم التالي كعقاب على العصيان، عندما سلم التلينجيت 81 بطانية فقط، هاجم ميرمان القرية ودمر 12 منزلاً للعشيرة، ومنازل أصغر، وزوارق، ومخازن طعام القرية.
وقال جونسون إن ستة أطفال لقوا حتفهم في الهجوم، وإن "هناك أعدادا لا تُحصى من كبار السن والرضع الذين ماتوا في ذلك الشتاء بسبب البرد والجوع".