"اغضب".. حملة شعبية ليبية لإنهاء فوضى 11 عاما
"جئنا لنواصل دعوة الشعب ليتصدر المشهد بنفسه".. تلك كلمات قائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر، التي ألهمت الليبيين للانتفاض ضد الوضع الراهن بهذا البلد الأفريقي.
فبعد أن حث حفتر الشعب الليبي خلال كلمته في زيارته، الإثنين إلى مدينة وادي الشاطئ جنوبي البلاد، على الانتفاضة السلمية لإسقاط ما سماه "الواقع المأساوي" في ليبيا، أعلن عدد من السياسيين والشباب الليبيين إطلاق حراك وطني كبير لإنهاء الفوضى.
"فاض الكيل.. وعلى الشعب أن يغضب من أجل وطنه".. بهذه الكلمات من جانبه، أعلن أحمد النمر، مؤسس حراك "اغضب من أجل الوطن" ولادة حراكهم المدني في كافة المدن والمناطق بهدف إنهاء الفوضى والانقسام والذهاب إلى الانتخابات.
وقال النمر في حديث لـ"العين الإخبارية" إن الشعب الليبي سئم من كل ما يعانيه على مدى 11 عاما من الانسداد السياسي والفوضى والاقتتال وغياب السيادة وانعدام الدواء وندرة الغذاء والتكالب المسموم على السلطة.
وأوضح النمر أن الحراك المدني الوطني غير المحسوب على أي طرف بدء التحرك في العديد من المدن الليبية لمخاطبة الليبيين وتوعيتهم بهدف الحملة ، وسيتم توزيع استمارات على لسحب الثقة من كافة الأجسام السياسية وتنظيم عدد من التظاهرات والحراكات السلمية.
وكشف النمر عن تنظيم مظاهرة حاشدة يوم الجمعة 7 أكتوبر/ تشرين الأول، بعد أن أعطى الفرصة للسياسيين مرارا للاتفاق فيما بينهم دون الوصول إلى نتيجة تنهي الوضع المأسوي الحاصل مع انتشار الفساد، وتدهور الوضع الاقتصادي حيث توشك الدولة على إعلان إفلاسها.
وأضاف أن الحراك "وُلد من الشعب نفسه بعد الوصول إلى طريق مسدود"، داعيا جميع الليبيين لترك خلافاتهم جانبا ودعم الحراك لإنهاء هذه الفوضى، وعدم الاكتفاء بالمسكنات السياسية التي تعطى لهم.
ووفق النمر" يستهدف الحراك لفرض إرادة الليبيين على العالم الذي يدعم بعض الأطراف التي تعمق الأزمة، وسيتم مطالبة الأمم المتحدة بالاستجابة لرغبة الليبيين، الذين سيوقعون الاستمارات وينزلون إلى الشوارع غاضبين من الوضع الحالي".
وطالب الجيش الليبي بحماية الشعب وخياراته، وتأمين المظاهرة المليونية المقررة 7 أكتوبر المقبل، والاستجابة لمطالباته وحقوقه ودعمه للوصول إليها، لإجراء الانتخابات لإنهاء الحالة الكارثية الحالية.
الجيش والليبيون
وخاطب حفتر الشعب الليبي في كلمته معلنا دق نواقيس الخطر وحث الليبيين على ضرورة العزم لتولي زمام أموره بتوحيد صفوفه وكسر حاجز الخوف والتردد، وإفراز فعاليات وطنية من أبنائه الشرفاء، وتعيينهم على بناء دعائم دولته المدنية، على أساس القانون والعدالة والحرية والمساواة، وتوظيف ثروات البلاد في البناء والاعمار والإنتاج وهذا ما جئنا لنلتقي بكم اليوم من أجله.
وأضاف أن انتفاضة الشعب في تظاهرات سلمية غاضبة، في حماية جيشه وأجهزته الأمنية ضد العبث والفساد، والاستهتار بمصير الوطن ونهب ثرواته وإهدار أمواله لهي أشد الأسلحة فتكا وهي الضامن الوحيد الذي يعيد الأمور إلى نصابها الطبيعي.
وشدد قائد الجيش الليبي على أنه لن يوقف هذه المهزلة إلا الشعب، وحين يتحرك الشعب ليفرض إرادته سترضخ أمامه، وتستسلم له القوى المعادية، كرها أو طوعا ومن يعاند عاصفة الشعب ستسحقه أعاصيرها.
وتابع أن الشعب بعد هذه التجارب القاسية خلال سنوات عديدة متتالية لم يجنِ منها إلا المعاناة لم يبقَ أمامه إلا أن يحسم أمره معه في مواجهة فاصلة ، مؤكدا أن "العدو الذي يرى في الشعب استكانة وضعفا ورضوخا للأمر الواقع، سيتمادى في طغيانه وعدوانه وفي ممارسة أساليب القهر والإذلال وحرمان الشعب من حقوقه ونهب ثرواته ولكنه سينهار في أول انتفاضة جادة في وجهه".