"النهار" اللبنانية تصدر بـ8 صفحات بيضاء... ونايلة تويني تكشف السبب
صحيفة "النهار" اللبنانية تصدر بـ8 صفحات بيضاء دون أن تكشف عن السبب، لكن مواقع التواصل الاجتماعي كشفت السر.. ما هو؟
صدرت صحيفة "النهار" اللبنانية، الخميس، بصفحات بيضاء دون محتوى، مع الاكتفاء باسم الجريدة في الوسط وصورة النائب الشهيد جبران تويني مع قسمه على اليمين، وسارعت مواقع التواصل الاجتماعي إلى الكشف عن سر هذا الصدور الغريب، الذي لم تفصح عنه الصحيفة إلا بعد ظهيرة الخميس.
وجاء صدور العدد 26680 من صحيفة "النهار" اللبنانية بأوراق بيضاء في ظل الأزمة المالية التي تعصف بالصحافة المكتوبة في لبنان، لا سيما مع إغلاق العديد من الصحف المحلية أبوابها، وكان آخرها إغلاق "دار الصياد" ومعها توقفت صحيفة "الأنوار" عن الصدور الأسبوع الماضي.
وكشفت "النهار" أنها نشرت إصدارا صفحاته بيضاء احتجاجا على ما وصفته بأنه "وضع كارثي" في البلاد بعد مرور 5 أشهر على الانتخابات دون تشكيل حكومة جديدة.
وأجرى لبنان انتخابات برلمانية في 6 مايو/ أيار، هي الأولى منذ عام 2009، لكن أحزابه السياسية لم تتمكن بعد من الاتفاق على تشكيل حكومة تتقاسم السلطة بسبب تنافسها على الحقائب الوزارية.
وقالت نايلة تويني، رئيسة تحرير الجريدة، في مؤتمر صحفي بثه التلفزيون اللبناني: "انتظرنا سنتين لتعطوا الشعب حق ينتخب نوابه. انتظرنا أشهرا لننتخب الرئيس. ومن 5 أشهر ننتظر ولادة الحكومة".
وتأسست جريدة النهار في عام 1933 وهي إحدى أكبر الصحف اليومية في لبنان.
وطغى الجمود والأزمات السياسية على المشهد في لبنان معظم السنوات العشر الماضية. وشمل ذلك فترة استمرت عامين، من عام 2014 إلى 2016، لم يكن هناك فيها رئيس للدولة وإنما حكومة لتصريف الأعمال فقط.
ويواجه الاقتصاد أزمة تلوح في الأفق بسبب الدين العام الذي يعد واحدا من أعلى معدلات الدين العام في العالم.
وقال رئيس الوزراء المكلف، سعد الحريري، هذا الأسبوع إنه يأمل في تشكيل حكومة جديدة بعد عودة الرئيس ميشال عون من زيارة بالخارج. ومن المقرر أن يعود عون، الجمعة.
لكن لم يظهر ما يدل على قرب التوصل لاتفاق نهائي.
من جانبه، علق السياسي سليمان فرنجية عبر حسابه الرسمي على تويتر، فكتب: "أيامنا السوداء جعلت من صفحاتِكِ بيضاء!".
وأعلن النائب اللبناني السابق فارس سعيد "كل التضامن مع جريدة النهار التي صدرت بـ ٨ أوراق بيضاء اليوم"، ولفت في تغريدة على حسابه الخاص عبر تويتر أنه "مهما كان السبب، خسارة النهار يعني خسارة حريّة الصحافة في لبنان"، مشيراً إلى أن "هذه جريدة جبران التويني لا تتركوها تسقط".
وأضاف سعيد: "أتمنّى ان تكون صفحات النهار البيضاء بمثابة إنذار للسلطة".
وسارع النشطاء عبر موقع تويتر لتفسير سبب الصفحات البيضاء في جريدة النهار، فكتب لبناني يدعى عامر معلقا: "لما يصير الحكي مثل قلته بهالبلد".
وكتب آخر: "أصدق عدد لجريدة النهار كان اليوم، صفحات بيضاء، فاضيه ما فيها شي."
وكتب سهاد إلياس: "مع أني تلميذ النهار إلا أن صدورها صفحة بيضاء أنقى من حبرها الممزوج بالتملق واللاموضوعية".
أما الكاتبة الصحفية والناشطة النسوية جمانة عطالله سلوم حداد، فكتبت: "النهار ترتدي البياض اليوم لأن اوجاع لبنان لم تعد تُحتمل، السكين على رقبة الشعب والسلطة منتشية بآلام الناس".
وعلقت الإعلامية سمر أبو خليل قائلة: "من كثرة الألم، تْبَخّر الحبر وصار ضباب".
ولم يخل الأمر من السخرية أيضا، فكتب أحدهم أن الأمر ربما كان إعلانا لمعجون أسنان جديد، فقال: "قال آخر شي يطلع اللي عم تعمله #النهار دعاية لمبيّض اسنان:
متل ما بيّض لنا صفحتنا، بيبيّضلكن سنانكم".
وكتبت جولي أبو كرم فاستعادت عبارة للشاعر السوري الراحل نزار قباني قال فيها: "نحن ذلك الشعب المثقف الذي يمسح الزجاج بالجرائد و يقرأ من الفنجان".
أما الإعلامي علي مرتضى فتوقع أن تبيع النهار أكبر عدد في تاريخها من النسخ من هذا العدد "الأبيض".
وتساءل أحدهم عمن نسي أن يضع الحبر في محبرة النهار.
وكتبت ملك وهبي: "وقت الحكي يبطل ينفع ويصير بس حبر عورق، وقت الصحافة المكتوبة ما تندعم وعم تتسكر وحدة ورا تانية.. إيه فيني خبركن نحن طلعنا الشعب اللبناني المثقف، اللي بيمسح الزجاج بالجرائد و بيقرأ من الفنجان".
وكتبت الصحفية جوني فخري، معربة عن خوفها من توقف صدور صحيفة "النهار" كما فعلت زميلاتها "السفير" و"الأنوار"، فقالت: "لا حبر ولا ورق، السفير تقاعد، الأنوار انطفأت، والنهار ليل.. بئس هذا الزمن".
وكتبت لينا موسوي: "عدد هذا اليوم من صحيفة #النهار فارغ، لا يحوي سوى صفحات بيضاء!.. هذا الصمت هل هو حداداً على الجهد الصحفي الذي يُتغيل كل يوم في شعوبنا، او هو تنحي النهار عن دور الوسيط بيننا وبين الحدث".
وكتب وائل أكرم شهايب: "صباحنا حزين من دون صياح الديك"، في إشارة إلى رمز الصحيفة وهو "الديك"، وأضاف: "#النهار تاريخ من العنفوان والرأي الحر حتى الشهادة".
aXA6IDMuMTI5LjQyLjU5IA==
جزيرة ام اند امز