قمع أردوغان مستمر.. اعتقال رئيس تحرير صحيفة معارضة
قوات الأمن التابعة لأردوغان اعتقلت جاغداش قابلان، رئيس تحرير صحيفة يني ياشام، المعروفة بسياستها المعارضة لحكومة "العدالة والتنمية"
اعتقلت قوات الأمن التركية، رئيس تحرير صحيفة معارضة، على خلفية منشورات قام بنشرها على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، زعمت السلطات أنها "ترويج لتنظيم إرهابي".
وقال عدد من الصحف التركية، الأحد، إن قوات الأمن اعتقلت جاغداش قابلان، رئيس تحرير صحيفة يني ياشام، المعروفة بسياستها التحريرية المعارضة لحكومة حزب العدالة والتنمية الحاكم.
ووفق ما ذكره رمضان دمير، محامي الصحفي المعتقل، في تصريحات إعلامية، فإن اعتقال الأخير جاء بزعم "الترويج لتنظيم إرهابي" على مواقع التواصل الاجتماعي.
وهناك نحو 175 صحفيا من المعارضين للنظام الحاكم في تركيا يقبعون خلف القضبان بسبب آرائهم المناهضة للرئيس رجب طيب أردوغان.
وتتصدر تركيا بلدان العالم من حيث عدد الصحفيين المعتقلين، وفق اللجنة الدولية لحماية الصحفيين.
وذكر تقرير صادر عن اللجنة في ديسمبر/كانون الأول الماضي، أن تركيا حافظت على صدارتها لقائمة أكثر الدول المعتقلة للصحفيين للعام الثاني على التوالي، مؤكدا أنه عقب المحاولة الانقلابية عام 2016 تزايد قمع الصحافة بالبلاد.
وفي أغسطس/آب الماضي، اعتقلت السلطات التركية مدير تحرير الصحيفة ذاتها، عثمان أقين، والصحفي العامل بها، حسن آق بابا، خلال تفريقها وقفة لـ"أمهات السبت" في إسطنبول، حيث اعتقل يومها أكثر من 47 شخصاً.
وكانت السلطات التركية أقدمت على إغلاق نحو 178 مؤسسة إعلامية، بحجة دعم الانقلاب الفاشل عام 2016، فضلا عن سجن أكثر من 175 صحفياً للسبب نفسه.
وفي وقت سابق، قال ديفيد كاي، المقرر الخاص للأمم المتحدة حول حرية التعبير، إن "تركيا تشهد وضعا صعبا على صعيد حرية التعبير بعد محاولة الانقلاب الفاشلة منتصف يوليو/تموز 2016، ولا يجب أن تقوم الحكومة وأجهزتها الأمنية بكل ما تريده لتقييد حرية التعبير".
وبحسب تقارير منظمة العفو الدولية، فإن ثلث الصحفيين والعاملين في المجال الإعلامي والمسؤولين التنفيذيين في مهنة الإعلام يقبعون في سجون تركيا، ينتظر سوادهم الأعظم تقديمهم إلى المحاكمة.
وتقول المنظمة أيضا إن "حرية التعبير في تركيا تتعرض لهجوم مستمر ومتزايد؛ إذ منذ محاولة الانقلاب الفاشلة يواجه أكاديميون، وصحفيون، وكتاب ينتقدون الحكومة، الإحالة إلى التحقيق الجنائي، ومواجهة الملاحقة القضائية، والترهيب، والمضايقة والرقابة".
كما أن عديدا من الصحفيين فقدوا فرص عملهم، لأنهم أغضبوا السلطات. وفي هذا الإطار، استولت الحكومة على وسائل إعلام انتقدت توجهاتها، واستبدلت المسؤولين عن خطها التحريري بآخرين على نحو يتناسب مع توجهاتها.
تلك المعطيات جعلت جمعية حماية الصحفيين الدولية تصنف تركيا بين الدول العشر الأسوأ في العالم في مجال حرية العمل الصحفي الحر.
كما صنف مؤشر منظمة "صحفيون بلا حدود"، حرية الصحافة في تركيا لعام 2017 في المرتبة 155 من بين 180 دولة.