في ذكرى 11 سبتمبر.. ماذا بقي من القاعدة؟
قبل أكثر من عقدين استفاق العالم على هجمات إرهابية دامية نفذها تنظيم القاعدة، أسفرت عن مقتل قرابة 3 آلاف شخص.
هذا التنظيم، أثار حينها الرعب والفزع في قلوب العالم ووحده ضد الإرهاب، وأصبح أكثر التنظيمات شهرة في العالم، بعدما استهدف برجيْ مركز التجارة العالمي بنيويورك، ومقر البنتاجون في واشنطن، بطائرات مدنية.
- أين جثة زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري؟.. لغز ينتظر الحل
- تقييم للمخابرات الأمريكية يكشف مستقبل "القاعدة" بعد الظواهري
واليوم في ذكرى تلك الهجمات الدامية، ومع مرور تلك السنوات وما بين الحرب ضده على الأرض واصطياد رؤوسه، خفت التنظيم الإرهابي، وخبى أثره، لكنه لا يزال يطل بين الحين والآخر بين هنا وهناك، في محاولة ليصبح رأس التنظيمات الإرهابية مجددا.
تخبط دون رأس
وكانت آخر الضربات القاصمة التي تلقاها التنظيم، تلك التي أطاحت بزعيمه أيمن الظواهري، في 2 أغسطس/آب الماضي، في عملية نفذتها طائرة مُسيرة تابعة لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية في أفغانستان.
وكانت تلك أكبر ضربة للتنظيم المتشدد منذ مقتل مؤسسه أسامة بن لادن في 2011، ليبقى التنظيم يتخبط بلا رأس وسط غموض حول من يخلفه.
ومنذ إعلان مقتل الظواهري، برزت 3 أسماء مرشحة لخلافته هم سيف العدل المصري، المشهور بسيف الانتقام، الذي وضعت واشنطن مكافأة 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي لضبطه، بعد تفجيرات السفارة الأمريكية في نيروبي ودار السلام عام 1998، والتي خلفت 224 قتيلاً.
والثاني ضمن أبرز من يخلفه يزيد مبارك العنابي، المعروف بـ"أبوعبيدة يوسف العنابي"، الذي تولى إمارة "القاعدة في المغرب الإسلامي" عام 2020، وهو جزائري، عرف إعلاميا حين ظهر بمقطع فيديو عام 2013 للدعوة إلى شن هجمات عالمية ضد المصالح الفرنسية.
أما الثالث فهو عبدالرحمن المغربي، صهر الظواهري، وهو مغربي المولد، من مواليد 1970 أو 1975، ومطلوب من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي.
لكن رغم بروز تلك الأسماء الثلاثة، لا يزال التنظيم مقطوع الرأس يتخبط، دون وجهة ودون زعيم يرسم سياساته الإرهابية، ويضع خططه وهجماته.
ظهور داعش وخفوت القاعدة
ومنذ بروز تنظيم داعش الإرهابي في 2014، وسيطرته على الكثير من الأراضي في العراق وسوريا، انزوى تنظيم القاعدة الإرهابي، ولم يعد يظهر إلا بين الحين والآخر بعمليات متفرقة في عدة دول، محاولا إثبات وجوده.
وكان الظواهري قد سعى في آخر ظهور له قبل مقتله في ذكرى هجمات 11 سبتمبر/أيلول، إثبات وجود التنظيم واستغلال تلك الذكرى ليذكر العالم به.
واستعرض حينها عمليات أفرع التنظيم الإرهابية في سوريا والصومال، كما نعى بعض قيادات التنظيم في سوريا واليمن والمغرب العربي.
لكن ظهوره كان خافتا بعدما تراجع نفوذ التنظيم وقوته وأفرعه، بفعل الضربات الأمريكية وغيرها، وتقلصت أعداد المنتمين له بشكل كبير، بانتقال عدد من عناصره إلى داعش، وبقايا أذرعه الضعيفة في ليبيا وأفريقيا، قبل أن يتلقى التنظيم ضربته القاصمة بمقتل زعيمه.
نشاط بالصومال وتحركات باليمن
ويحاول التنظيم عبر أذرعه في عدة بلدان الاستمرار في التواجد، وأبرز تلك البلدان اليمن التي يتحالف فيها مع مليشيات الحوثي التي توفر له أرضية للتواجد ودعما يساعده على الاستمرار.
وشهدت المحافظات الجنوبية، في الآونة الأخيرة، عددا من الهجمات الإرهابية التي تبناها تنظيما القاعدة الذي يعمل تحت سمع وبصر مليشيات الحوثي.
لكن القوات الجنوبية تقف له بالمرصاد، وبين نجاحاتها ضده كان سقوط معسكره في شبوة ضمن عملية "سهام الشرق" التي انطلقت لتطهير المحافظة من خطر الإرهابيين.
وفي الصومال تزايدت مؤخرا هجمات حركة الشباب الإرهابية حركة الشباب أقوى الأجنحة المبايعة لتنظيم القاعدة وأكثرها قوة وعتادا، ضد الحكومة الصومالية وغيرها، في أعقاب اغتيال زعيمه أيمن الظواهري.
وتحاول حركة الشباب الضغط على الحكومة للجلوس والتفاوض والعودة للمشهد من جديد.
كما تصعد الحركة عملياتها لتخفيف القبضة الأمنية لقوات البعثة، أملا في إفشال مهمتها في القضاء النهائي على الحركة بحلول 2024.
وبعد مرور 21 عاما لا يزال التنظيم متواجدا لكن أكثر ضعفا ويعتمد على مجموعات تابعة له في الخارج، لتنفيذ عملياته الإرهابية.