عين على التاريخ.. إعلان الاتحاد في صحف الإمارات والعالم
تغطية استثنائية واهتمام إعلامي عالمي واسع حظي به إعلان اتحاد الإمارات في 2 ديسمبر 1971.
وبالتزامن مع احتفال الإمارات بيوبيلها الذهبي ومرور 50 عاما على تأسيسها..
تعيد "العين الإخبارية" التذكير بتغطية الصحف الإماراتية والعالمية الصادرة في ذلك الوقت لمواكبة هذا الحدث التاريخي المهم.
تغطية استثنائية
جريدة "الاتحاد" وكانت آنذاك صحيفة أسبوعية تصدر كل خميس، اتخذت قرارات استثنائية لمواكبة استقلال الإمارات، وإعلان قيام الدولة الاتحادية، حيث قررت الصحيفة أن تصدر يوميا لتنشر أخبار الاستقلال وإعلان مولد أول دولة اتحادية في المنطقة.
كما قررت أن تغير من شكلها وطريقة كتابة اسمها، إذ تخلت الصحيفة عن الشكل النصفي «التابلويد» لتصدر بالحجم الطبيعي للصحف «الاستاندرد»، وهكذا خرجت «الاتحاد» بالشكل الجديد يوميا صباح الأربعاء أول ديسمبر 1971 بالعدد رقم 108 من السنة الثالثة.
وفي الأول من ديسمبر، جاء "المانشيت" كلمة واحدة باللون الأحمر: الاستقلال، وكان السطر الثاني: "أبوظبي والإمارات تعلن اليوم إنهاء الاتفاقيات الخاصة مع بريطانيا"، ثم سطر كتب فيه: "خطوات إقامة الدولة الجديدة، وفود إعلامية تصل دبي لتسجيل الحدث الكبير".
وكانت تتوسط النصف العلوي من الصفحة الأولى خريطة لإمارات دولة الاتحاد.
وكانت حكمة العدد الآية القرآنية «بسم الله الرحمن الرحيم، رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري وأحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي، صدق الله العظيم».
وجاءت عناوين اليوم التالي: العدد 109 من السنة الثالثة الخميس 2 ديسمبر 1971 الموافق 14 شوال 1391هـ: تم أمس التوقيع على وثائق إنهاء جميع العلاقات التعاقدية الخاصة بين أبوظبي وبريطانيا.
وكان المانشيت الرئيسي باللون الأحمر: "أمس الاستقلال، واليوم الاتحاد"، وتحته سطر يقول: "حكام الإمارات العربية المتحدة يعلنون اليوم في دبي قيام الدولة الاتحادية".
وجاء الموضوع الرئيسي على 3 أعمدة: "اليوم يتحقق الأمل العظيم، ويعلن قيام الدولة الاتحادية المستقلة، وبجواره صورة على 5 أعمدة للشيخ زايد يوقع وثائق إنهاء اتفاقية العلاقات الخاصة بين أبوظبي وبريطانيا".
يوم من التاريخ
وغداة إعلان دولة الاتحاد في 2 ديسمبر 1971 ورفع علم دولة الإمارات على سارية قصر الاتحاد، تصدّر الحدث عناوين الصحف الإماراتية.
وجاء يوم 3 ديسمبر 1971 لتحمل «الاتحاد» العناوين التالية: "قامت دولة الإمارات العربية"، وتحته سطران يقولان: "في يوم من أيام التاريخ تم إعلان الدولة العربية رقم 18 دولة مستقلة، ذات سيادة، جزء من الوطن العربي الكبير تحمي حقوق وحريات شعبها".
ثم تحتهما سطر أحمر يقول: "زايد رئيسا للاتحاد، راشد نائبا للرئيس"، ثم سطر أسود: "تعيين الشيخ مكتوم بن راشد رئيسا لمجلس الوزراء الاتحادي".
وجاءت حكمة العدد لتعبر عن واقع الحال والحلم الكبير: «بسم الله الرحمن الرحيم، واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا، صدق الله العظيم». وبعد هذه الأخبار العظيمة والتاريخية عادت «الاتحاد» لتصدر كجريدة أسبوعية كل يوم خميس، قبل أن تتحول لاحقا إلى يومية.
وفي اليوم نفسه جاء مانشيت صحيفة الخليج "إعلان دولة الإمارات العربية.. زايد رئيس الاتحاد"، أما مجلة تراث فكان عنوانها الرئيسي "اتحاد الإمارات.. تجربة وحدوية نادرة المثال".
اهتمام عالمي
صحف العالم أبرزت بدورها، ميلاد الدولة العربية الجديدة، وحظي إعلان الاتحاد بتغطية واسعة.
وجاءت التغطية في صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية تحت عنوان " ميلاد دولة عربية وسط خليج مضطرب.. نشوء دولة عربية جديدة لتنضم إلى 18 دولة عربية أخرى حصلت على استقلالها».
وفي صحيفة فاينانشيال تايمز جاء عنوان :"اتحاد الإمارات العربية يخرج إلى الوجود.. اتحاد فيدرالي جديد ظهر اليوم في أبوظبي عندما أنشئت ستة من الإمارات المتصالحة السبع اتحاد الإمارات العربية المتحدة»
أما التغطية في جريدة "الجارديان" البريطانية جاءت تحت عنوان: اتحاد خليجي جديد يبحث عن عضوية الأمم المتحدة.
إعلان الاتحاد
في الثاني من ديسمبر عام 1971م، أعلن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان قيام دولة الإمارات العربية المتحدة بعد اجتماع تاريخي جمع حكام الإمارات في قصر الضيافة بدبي.
ورفع في هذا اليوم التاريخي علم دولة الإمارات العربية المتحدة للمرة الأولى على سارية قصر الاتحاد بمنطقة الجميرا في دبي، ليعلن للعالم أجمع رسميا قيام الدولة الاتحادية التي جاءت ثمرة مبادرات امتدت على مدى أربع سنوات مضت قادها الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله.
وانتخب حاكم أبو ظبي، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، من قبل الحكام ليكون أوّل رئيس لدولة الإمارات العربية المتحدة، وتم انتخاب المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم نائباً للرئيس.
وفي 10 فبراير/ شباط 1972 انضمت رأس الخيمة للاتحاد، وبذلك اكتمل كيان الاتحاد، والذي أصبح يعرف رسميا بدولة الإمارات العربية المتحدة.
وعقب الإعلان عن تأسيسها، انضمت دولة الإمارات في اليوم نفسه إلى عضوية الجامعة العربية في 2 ديسمبر 1971، وأصبحت بذلك العضو الثامن عشر بالجامعة.
وبعدها بأسبوع، وتحديدا في 9 ديسمبر 1971، وافق مجلس الأمن الدولي على انضمامها إلى عضوية الأمم المتحدة.
ويحتفل الإماراتيون باليوم الوطني وهم يستذكرون هذا التاريخ العريق، وقلوبهم تفيض بمشاعر الولاء والوفاء والامتنان والتقدير، للآباء المؤسسين الذين أرسوا قواعد قوية لدولة أبهرت العالم، بتاريخها الخالد وحاضرها المشرق ومستقبلها الواعد في ظل إنجازات غير مسبوقة تشهدها بلادهم في مختلف المجالات.