تموز يعود.. انتصار جديد للمصلين في المسجد الأقصى

انتصار جديد للمصلين في المسجد الأقصى، يشابه إنجازا في ذات اليوم وذات الساعة من العام الماضي، بعد ازالة البوابات الإلكترونية.

بفارق الأعداد ومدة الاعتصام، بدأ المسجد الأقصى اليوم الجمعة، كما كان في نفس هذا اليوم ونفس الساعة من العام الماضي، عندما أجبر الفلسطينيون الاحتلال الإسرائيلي على التراجع عن وضع بوابات إلكترونية عند مداخل المسجد.

فالمئات من الفلسطينيين دخلوا المسجد الأقصى، بعيد صلاة العصر اليوم، وسط مشاعر الانتصار وهتاف "الله أكبر" و"نموت وتحيا فلسطين" و"بالروح بالدم نفديك يا أقصى" بعد أن أجبروا الاحتلال على إعادة فتح أبواب المسجد والانسحاب من ساحاته.

وتم الدخول من خلال باب الأسباط، وهو ذات الباب الذي دخلوا منه في ذات الساعة وذات اليوم من العام الماضي، بعد احتجاجات استمرت أكثر من 10 أيام.

• عباس يجري اتصالات مكثفة لوقف العدوان على الأقصى
• قوات الاحتلال تنسحب من المسجد الأقصى وتعيد فتح أبوابه

احتجاجات اليوم الجمعة استمرت عدة ساعات، ولكنها أخذت المنحى ذاته، وهو الاعتصام السلمي والصلاة عند بوابات المسجد لحين تراجع الاحتلال عن قراراته.

فالاحتلال الإسرائيلي أغلق اليوم جميع أبواب المسجد الأقصى أمام المصلين  ومنعهم من الصلاة فيه بعد قمعهم في ساحاته، ما أدى إلى إصابة 45 منهم بجروح طفيفة.

وقال الشيخ عزام الخطيب، مدير عام دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، لـ"العين الإخبارية": "بحمد الله تم إجبار سلطات الاحتلال على التراجع وإعادة فتح بوابات المسجد الأقصى أمام المصلين دون قيد أو شرط".

ولكنه استدرك: "إن المحاولات الإسرائيلية لفرض أمر واقع جديد في المسجد الأقصى مازالت مستمرة".

وأشار الخطيب في هذا الصدد بألم شديد، إلى إقدام العشرات من عناصر الشرطة الإسرائيلية برئاسة قائد شرطة الاحتلال في القدس ورئيس بلدية الاحتلال نير بركات، باقتحام المسجد القبلي المسقوف بأحذيتهم.

وقال: "نحن نستنكر بأشد العبارات إقدام ما يسمى بقائد شرطة الاحتلال في القدس يورام هليفي، وما يسمى برئيس بلدية الاحتلال نير بركات على اقتحام المسجد القبلي المسقوف بأحذتهم".

وأضاف الشيخ الخطيب: "ما حدث هو غير مسبوق، لقد دنسوا المسجد الأقصى بأحذيتهم في خطوة غير مبررة، ولا يمكن القبول بها على الإطلاق".

وكان العشرات من عناصر شرطة الاحتلال اقتحموا المسجد القبلي المسقوف بأحذيتهم بداعي إخراج مصلين حاصرتهم قوات الاحتلال في المسجد.

وقد أعلنت شرطة الاحتلال الإسرائيلي أن اقتحامها للمسجد تم بقرار قائد ما يسمى بشرطة الاحتلال في القدس يورام هليفي، لافتة إلى اعتقال 16 مصليا من داخل المسجد القبلي المسقوف.

وأشارت شرطة الاحتلال إلى أنها بالإجمال اعتقلت 24 فلسطينيا من المسجد الأقصى اليوم الجمعة.

وكان الفلسطينيون وقبيل إعلان قوات الاحتلال الإسرائيلي فك حصارها عن المسجد وسحب قواتها منها أعلنوا اعتصاما سلميا مفتوحا على بوابات المسجد حتى إعادة فتح أبوابه وانسحاب قوات الاحتلال منه.

وقال الشيخ عمر الكسواني، مدير المسجد الأقصى: "لقد أغلقوا في مثل هذا الشهر من العام الماضي المسجد الأقصى، وكان اعتصام المصلين رسالة إلى العالم أجمع بأننا لن نتخلى عن مسجدنا ولن نتخلى عن الصلاة في مسجدنا أبدا، ويقول الله سبحانه وتعالى: "وإن عدتم عدنا".

وأضاف: قلتها لها اليوم: "نعلن اعتصامنا السلمي كما كان العام الماضي، حتى تفتح أبواب المسجد الأقصى، سنصلي على أبواب المسجد الأقصى، وسنبقى معتصمين إلى أن يزول الظلم".

وما إن أطلق الشيخ الكشواني صرخته هذه حتى بدأ المئات من الشبان الفلسطينيين يتوافدون من كل أنحاء مدينة القدس للمشاركة في الاعتصام السلمي الفتوح .

وخلافا للأحداث في العام الماضي، فإن الرد الإسرائيلي جاء سريعا بإعلان الانسحاب الكامل من كل المسجد الأقصى وإعادة فتح جميع بواباته دون قيد أو شرط.

وسارع الفلسطينيون للدخول إلى المسجد من كل بواباته، ولكن بشكل خاص من باب الأسباط وسط هتافات التكبير إعلانا للانتصار.

وكان الشبان يهتفون: "نموت وتحيا فلسطين"، و"الله أكبر".

وفور الدخول إلى المسجد أدى الشبان صلاة الشكر لله على إعادة فتح أبواب المسجد وانسحاب الاحتلال.

وكان الاحتلال برر اقتحامه، وهو الأول منذ عام للمسجد الأقصى، بقيام شبان بإطلاق مفرقعات نارية باتجاه عناصره بعد انتهاء صلاة الجمعة.

ولكن الشيخ الخطيب قال: "إن ما جرى كان مبيتا من قوات الاحتلال ولا مبرر له على الإطلاق"، وأضاف: تتحمل سلطات الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عما تقوم به من جرائم بحق الأقصى".

وتذكر رمزي، 27 عاما، أنه كان من بين عشرات آلاف الفلسطينيين الذين دخلوا إلى المسجد الأقصى في مثل هذا اليوم من العام الماضي، بعد إغلاق استمر أكثر من 10 أيام.

وقال لـ"العين الإخبارية": "انتصرنا عليهم في العام الماضي، وانتصرنا عليهم اليوم، وسننتصر عليهم في أي محاولة جديدة لفرض سيطرتهم على المسجد الأقصى".