يوم حزين آخر في أسواق الذهب والنفط والأسهم بسبب فوضى "ترامب"
لم يعد غاري كون، المستشار الاقتصادي الكبير في البيت الأبيض، آخر ضحايا الفوضى التي تتخبط فيها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
لم يعد غاري كون، المستشار الاقتصادي الكبير في البيت الأبيض، آخر ضحايا الفوضى التي تتخبط فيها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عقب تقديمه استقالته، الثلاثاء، فيما صعد ترامب تهديداته بفرض رسوم كبيرة على واردات الصلب والألمنيوم والسيارات الأوروبية.
حيث أغلقت الأسواق المالية الأمريكية وأسعار النفط والذهب على انخفاض، الأربعاء، وسط مخاوف من سعي الرئيس الأمريكي إلى إجراءات أكثر حمائية، على الرغم من تأكيدات البيت الأبيض اليوم أن كندا والمكسيك وربما دول أخرى قد تستثنى من رسوم الاستيراد الأمريكية على واردات الصلب والألومنيوم، استنادا إلى اعتبارات الأمن القومي.
وأبلغت سارة ساندرز، المتحدثة باسم البيت الأبيض، الصحفيين "نتوقع أن الرئيس سيوقع شيئا ما بحلول نهاية الأسبوع، وهناك استثناءات محتملة للمكسيك وكندا على أساس الأمن القومي، وربما دول أخرى أيضا، استنادا إلى تلك العملية".
وهدأ فريق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم، الأجواء المتصلة بالحديث عن حرب تجارية وسط معركته للحد من خسائر السوق المالية، ووعد باتخاذ قرار سريع حول فرض الرسوم الذي دفع بالمستشار الاقتصادي للرئيس إلى الاستقالة.
وسارع كبار الوزراء في الإدارة الأمريكية، وزير الاقتصاد ويلبر روس ووزير الخزانة ستيف منوتشين إلى الظهور أمام الكاميرات لتهدئة الأسواق بشأن اقتراح فرض رسوم على واردات الصلب والألمنيوم.
وقالا إن المسألة لا تزال محل تفاوض ولن تضر بالنمو.
كما قال وزير الطاقة الأمريكي ريك بيري اليوم، إنه "ليس متأكدا" من أن الرئيس دونالد ترامب قد عقد العزم بشكل نهائي على فرض تعرفات جمركية على واردات الصلب والألومنيوم.
وأضاف بيري، في تعليقات أدلى بها على هامش مؤتمر سيرا ويك للطاقة في هيوستون، أن الرئيس يريد حماية العمال الأمريكيين من الدول التي تنخرط في ممارسات تجارية غير عادلة، ومضى قائلا "لست متأكدا أنه حزم رأيه".
وقال "ستكون علاقاتنا مع حلفائنا منطقية"، زاعما أن سياسة ترامب جاءت "بعد تفكير دقيق، نحن لا نريد حرباً تجارية".
وشارك وزير الخزانة في تلك الجهود، حيث قال إن الرسوم، التي لم يتم الانتهاء من العمل عليها بعد، لن تضر بتوقعات الإدارة بتحقيق نمو اقتصادي بنسبة 3%.
ومع هبوط الأسهم في البورصة الأمريكية، اندلعت حرب وراء الكواليس في واشنطن بسبب اقتراحات ترامب.
وصرح مصدر في الكونجرس "نحن لا نزال نحاول العمل لتجنب الخروج بهذه النتيجة".
- إعلان هذا الأسبوع
بدأ حلفاء ترامب حتى المقربين منهم في انتقاد الخطوة التي تعتبر خروجا عن التقاليد الجمهورية.
وصرح ميتش ماكونيل، رئيس الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ للصحفيين "هناك مخاوف كبيرة بين أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين من أن يتحول هذا الأمر إلى حرب تجارية أكبر".
وأضاف أن "العديد من أعضاء المجلس يناقشون مع الإدارة مدى اتساع وشمول هذه الإجراءات، هناك قدر مرتفع من المخاوف من التدخل والتأثير على الاقتصاد الذي بدأ ينتعش في جميع المجالات". ورغم غضب الجمهوريين إلا أنه لم يتضح إذا كان ترامب سيتراجع عن قراره أم لا.
وأظهرت البيانات التي نشرت الأربعاء أن عجز الميزان التجاري الأمريكي اتسع في يناير/كانون الثاني ليصل إلى أعلى مستوى له خلال 9 سنوات، ما يضع ضغوطا على ترامب الذي وعد خلال حملته الانتخابية بعكس ذلك الاتجاه.
وأطلق ترامب تغريداته التي ألقى فيها بمسؤولية العجز على "السياسات والقيادة السيئة" لأسلافه في البيت الأبيض.
كما انتقد الصين وقال "لقد طلبت الصين وضع خطة تقضي بخفض مقداره مليار دولار في عجزها التجاري الهائل مع الولايات المتحدة".
وأضاف "علاقاتنا مع الصين جيدة جدا، ونتطلع إلى أن نرى أفكارهم.. يجب علينا التحرك بسرعة".
- تصدع الأسواق
وهبطت الأسهم العالمية والدولار بعد استقالة جاري كوهن، المستشار الاقتصادي لترامب وأحد أكبر المؤيدين للتجارة الحرة، بعدما قال الرئيس إنه متمسك بخطط فرض رسوم استيراد وصفها بعض معارضيها بأنها أول رصاصة في حرب تجارية عالمية.
وأغلق المؤشران داو جونز وستاندر آند بورز للأسهم الأمريكية على انخفاض، بعد جلسة تعاملات متقلبة، الأربعاء، مع محاولة المستثمرين استقراء السياسة التجارية للولايات المتحدة بعد أن وعد الرئيس دونالد ترامب بفرض رسوم استيراد كبيرة، لكنه عاد وقال إن المكسيك وكندا قد تستثنيان من تلك الرسوم.
وأنهى المؤشر داو جونز الصناعي جلسة التداول ببورصة وول ستريت منخفضا 82.76 نقطة، أو 0.33% إلى 24801.36 نقطة بينما نزل المؤشر ستاندرد آند بورز500 الأوسع نطاقا 1.32 نقطة، أو 0.05%، ليغلق عند 2726.80 نقطة.
لكن المؤشر ناسداك المجمع أغلق مرتفعا 24.64 نقطة، أو 0.33%، إلى 7396.65 نقطة، بعد أن كان منخفضا 59.74 نقطة، أو 0.81 %، إلى 7312.27 نقطة.
- النفط يهبط
كما هبطت أسعار النفط اليوم، مع تراجع الأسواق المالية وسط مخاوف من أن خطط واشنطن لفرض تعرفات جمركية على واردات المعادن قد تثير حربا تجارية، وبعد بيانات للحكومة الأمريكية أظهرت زيادة في مخزونات وإنتاج الخام في الولايات المتحدة.
وأنهت عقود خام القياس العالمي مزيج برنت لأقرب استحقاق جلسة التداول منخفضة 1.45 دولار، أو 2.2%، لتبلغ عند التسوية 64.34 دولار للبرميل.
وأغلقت عقود خام القياس الأمريكي غرب تكساس الوسيط أيضا منخفضة 1.45 دولار، أو 2.32%، إلى 61.15 دولار للبرميل.
وأظهرت بيانات أسبوعية من وزارة الطاقة الأمريكية أن إنتاج الخام الأمريكي سجل الأسبوع الماضي مستوى قياسيا مرتفعا بلغ حوالي 10.4 مليون برميل يوميا.
وقالت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، يوم الثلاثاء، إنها تتوقع أن إنتاج النفط في الولايات المتحدة في الربع الأول من 2018 سيصل إلى متوسط قدره 11.17 مليون برميل يوميا، ارتفاعا من تقديراتها السابقة التي أصدرتها قبل شهر والبالغة 11.04 مليون برميل يوميا.
- الذهب يتراجع
وتراجعت أسعار الذهب اليوم، بعدما سجلت أعلى مستوى في أسبوع، بفعل أنباء استقالة جاري كوهين، وهو ما يذكي مخاوف من حرب تجارية ويدفع الدولار للهبوط.
وانخفض الذهب في المعاملات الفورية 0.7% إلى 1324.41 دولار للأوقية (الأونصة) في أواخر جلسة التداول بالسوق الأمريكية، بعدما لامس في وقت سابق من الجلسة أعلى مستوى له منذ 26 فبراير/شباط عند 1340.42 دولار للأوقية.
وانخفضت العقود الأمريكية للذهب تسليم إبريل/نيسان 0.6% لتبلغ عند التسوية 1327.60 دولار للأوقية.
وهبطت الفضة في المعاملات الفورية 1.5% إلى 16.48 دولار للأوقية، بعدما لامست في الجلسة السابقة أعلى مستوياتها في أكثر من أسبوعين.
وانخفض البلاتين 1.7% إلى 952.20 دولار للأوقية بعد أن هوى في وقت سابق من الجلسة إلى أدنى مستوى في شهرين عند 945.70 دولار.
وتراجع البلاديوم 1.7% إلى 968.50 دولار للأوقية بعد أن سجل أدنى مستوى منذ الـ9 من فبراير/شباط عند 961.55 دولار.
aXA6IDMuMTQuMjQ5LjEyNCA= جزيرة ام اند امز