زبدة الفستق وعصير البرتقال والويسكي.. أحدث تهديد أوروبي لترامب
زبدة الفستق وعصير البرتقال والويسكي، كارت جديد لوح به الاتحاد الأوروبي فيوجه ترامب إذا نفذ تهديداته بفرض رسوم حمائية.
حذر الاتحاد الأوروبي، الأربعاء، من خطر نشوب "حرب تجارية" مع الولايات المتحدة، وهدد بفرض رسوم جمركية قاسية على بعض السلع الأمريكية، في حال مضي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قدماً بمساعيه لفرض رسوم جمركية على واردات الصلب والألومنيوم.
وأعلنت المفوضة الأوروبية للتجارة سيسيليا مالستروم، اليوم، أن الاتحاد يمكن أن يفرض رسوماً جمركية كبيرة على وارداته من الولايات المتحدة من زبدة الفستق وعصير البرتقال والويسكي، إذا أكد الرئيس دونالد ترامب تهديده بفرض رسوم جمركية على الصلب والألومنيوم.
وقالت سيسيليا مالستروم إنه "تجرى مناقشة لائحة موقتة" وسيتم "نشرها قريباً".
وأضافت "هناك على هذه اللائحة منتجات من الصلب، ومنتجات صناعية وزراعية"، لافتة إلى "بعض أنواع الويسكي ومواد أخرى مثل سراويل الجينز وزبدة الفستق وعصير البرتقال".
وأكدت المفوضة الأوروبية للتجارة أنه "ليس هناك رابحون في حرب تجارية"، معربة عن الأمل في أن "تكون أوروبا معفية" من الإجراءات التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأسبوع الماضي.
وقالت المفوضة "هذا سيسئ إلى العلاقات بين جانبي الأطلسي" دون أن تعلن إجراءات ملموسة، وإنما عرضت فقط الإجراءات التي يمكن أن يتخذها الاتحاد الأوروبي.
وكان رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك شدد، اليوم، على أن الحروب التجارية "سيئة ومن السهل خسارتها"، وذلك رداً على قول ترامب إن هذه الحروب "جيدة ومن السهل الانتصار فيها".
وأضاف توسك في مؤتمر صحفي عقده في لوكسمبورج "الحقيقة هي العكس تماما (...) لهذا السبب أعتقد بقوة أن الوقت حان لكي يتحرك المسؤولون السياسيون على جانبي الأطلسي بشكل مسؤول".
وأوضح توسك أنه يتوقع حصول "نقاش رائع" خلال القمة المقبلة للاتحاد الأوروبي في بروكسل، في الثاني والعشرين والثالث والعشرين من مارس/آذار المقبل.
- ترامب متحديا العالم: لن أتراجع عن فرض الرسوم ولا أتوقع حربا تجارية
- خطة أوروبا والصين للانتصار على ترامب في حرب رسوم الصلب
وأعلن الرئيس ترامب، الأسبوع الماضي، أنه ينوي فرض رسوم جمركية تبلغ نسبتها 25% على ما تستورده الولايات المتحدة من الفولاذ و10% من الألومنيوم دون ذكر أية تفاصيل عن الدول المعنية.
وأكد ترامب من جديد، أمس الثلاثاء، نواياه، متهماً الاتحاد الأوروبي بأنه "لم يعامل الولايات المتحدة بشكل جيد" في المجال التجاري.
ودفعت السياسة الحمائية لقطب العقارات ورغبته في فرض الرسوم على واردات الصلب والألومنيوم، كبير مستشاريه الاقتصاديين غاري كون، إلى الاستقالة، الثلاثاء.
وفي بروكسل، كان رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، أعلن أن الاتحاد الأوروبي مستعد "للرد بحزم وتكافؤ" إذا نفذ ترامب تهديداته.
وتبلغ قيمة الصادرات الأوروبية من الصلب إلى الولايات المتحدة 5 مليارات يورو سنوياً ومن الألومنيوم مليار يورو. وتفيد حسابات المفوضية أن الإجراءات الأمريكية التي يعتبرها الاتحاد الأوروبي حمائية ستسبب أضراراً بقيمة 2,8 مليار يورو.
وإلى جانب تعقيد دخول الصناعات المعدنية الأوروبية إلى السوق الأمريكية، يمكن أن تحول رسوم ترامب إلى أوروبا، الإنتاج الأجنبي من هذه المواد التي لم تعد تجد طريقاً إلى الولايات المتحدة.
وأول قرار تفكر فيه بروكسل هو اتخاذ إجراءات تعرف باسم "إعادة التوازن" لتعويض قيمة الأضرار، بما ينسجم في رأيها مع قواعد منظمة التجارة العالمية.
ويتعلق الأمر عملياً بفرض رسوم على بعض المنتجات الأمريكية المحددة لتوجيه رسالة إلى ترامب، مثل استهداف شركات في الولايات الأكثر تأييداً له. وهذا الإجراء يحتاج إلى 3 أشهر ليصبح فعالاً.
- لائحة مقبلة-
تسعى المفوضية الأوروبية إلى أن يكون التأثير السياسي لهذه الإجراءات الانتقامية في حده الأقصى في الولايات المتحدة مع الحد من آثاره على المستهلكين الأوروبيين.
وكان يونكر كشف الأسبوع الماضي أن شركات مثل هارلي ديفيدسون وليفايس وكذلك الويسكي الأمريكي يمكن أن تستهدف.
عملياً، لا تتضمن لائحة المنتجات التي يدرسها الاتحاد شركات. وهي تستهدف في ثلثها منتجات من الصلب وفي ثلثها الثاني منتجات زراعية وفي الثلث المتبقي منتجات متنوعة مستخدمة بنوداً جمركية عامة مثل "السراويل القطنية للرجال".
وقال مصدر أوروبي "لا يمكننا اتخاذ قرار نهائي بشأن هذه اللائحة طالما أن الولايات المتحدة لم تعلن أي قرار رسمي".
وإلى جانب الإجراءات الانتقامية يمكن للاتحاد الأوروبي أن يتخذ- خلال أسابيع أيضاً- إجراءات تسمى "انقاذية" لحماية صناعته.
ويقضي ذلك بخفض الواردات الأوروبية من الصلب والألومنيوم لحماية القطاعين من الصناعة الأجنبية، بحسب ما تسمح به قواعد منظمة التجارة العالمية.
وأخيراً يمكن للمفوضية الأوروبية التقدم، إذا احتاج الأمر ومع الدول المعنية الأخرى - بما فيها الصين - بشكوى مشتركة إلى منظمة التجارة العالمية، وهو إجراء يستغرق سنتين بشكل عام.
وأوضح المسؤول الأوروبي نفسه "لا نذكر بذلك دائماً لكن القدرة المفرطة في قطاع الصلب ناجمة بشكل أساسي عن الصين"، أول منتج عالمي لهذه المادة والتي يشتبه بأنها تؤمن دعماً مالياً لإنتاجها.
وأضاف أن "أوروبا من جهتها، تشكل جزءاً من الحل".