ترامب متحديا العالم: لن أتراجع عن فرض الرسوم ولا أتوقع حربا تجارية
"لن نتراجع.. لا أعتقد أنه ستكون هناك حرب تجارية"، هكذا رد الرئيس ترامب على تصريحات دول العالم بشأن الإجراءات الحمائية.
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الإثنين، إنه لن يتراجع عن الرسوم الجديدة المزمعة على واردات الصلب والألومنيوم، وهو ما قد يثير مواجهة محتملة مع كبار المشرعين في حزبه الجمهوري الذين ينتقدون تلك الرسوم ويقولون إنها تهدد الاقتصاد الأمريكي وربما تشعل حربا تجارية.
وقال ترامب خلال اجتماع في المكتب البيضاوي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: "لن نتراجع. لا أعتقد أنه ستكون هناك حرب تجارية".
وفي أول رد فعل على تصريحات ترامب، ارتفعت الأسهم الأمريكية اليوم مع انحسار المخاوف من نشوب حرب تجارية عالمية، إذ يراهن المستثمرون على أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيتراجع عن تهديد بفرض رسوم كبيرة على واردات الصلب والألومنيوم.
وارتفع المؤشر داو جونز الصناعي 336.70 نقطة أو 1.37% ليغلق عند 24874.76 نقطة.
وصعد المؤشر ستاندرد آند بورز 500 بمقدار 29.69 نقطة أو 1.10% إلى 2720.94 نقطة.
وزاد المؤشر ناسداك المجمع 72.84 نقطة أو ما يعادل 1% لينهي اليوم عند 7330.71 نقطة.
ماي قلقة
تأتي تصريحات ترامب بعد يوم واحد من تصريحات رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، والتي أعربت عن "قلقها البالغ" حيال الإجراءات الحمائية التي أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه سيتخذها بهدف فرض رسوم جمركية على واردات الصلب والألومينيوم، معتبرة أن تحركا متعدد الأطراف هو السبيل الوحيد لحل مشكلة القدرة العالمية الفائضة لصالح جميع الأطراف".
السيارات الأوروبية
وفي تطور آخر للحرب التجارية، كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قد ألمح، السبت، إلى إمكان فرض رسوم جمركية على واردات السيارات الأوروبية في حال رد الاتحاد الأوروبي على قراره فرض ضرائب على الصلب والألومنيوم.
وندد ترامب قبلا بالعجز التجاري الأمريكي الذي بلغ برأيه 800 مليار دولار، كما انتقد الاتفاقيات التجارية والسياسات "الغبية جدا" لأسلافه.
وكان الاتحاد الأوروبي أعلن الجمعة إعداد إجراءات للرد بحق شركات من بينها مصنّع الدراجات النارية هارلي ديفيدسون وويسكي بوربون، ومصنّع ماركة ليفايس للجينز بعد إعلان واشنطن أنها ستفرض قريبا رسوما بنسبة 25% على الصلب و10% على الألومنيوم لحماية صناعة الصلب الوطنية.
وهدد ترامب بعدها الشركاء التجاريين للولايات المتحدة بفرض "ضرائب متبادلة" على صادراتهم.
إلا أن اتحاد مصنعي السيارات الألمانية قال إن سياراته لا تشكل سوى نسبة صغيرة (7,9%) من سوق السيارات الجديدة في الولايات المتحدة، موضحا أن هؤلاء المصنعين أنتجوا 1,4 ملايين عربة خفيفة الوزن في منطقة نافتا في العام 2017 وغالبيتها (56%) في مصانع على الأراضي الأمريكية.
بكين تلوح بالرد
وعلى الجانب الصيني، أعلنت بكين، الأحد، أنها "لا تريد حربا تجارية" لكنها لن تقف مكتوفة الأيدي أمام التهديدات الأمريكية لصادراتها، في تحذير شديد اللهجة ضد الميول الحمائية التي يبديها دونالد ترامب.
وللمرة الأولى منذ تهديدات الرئيس الأمريكي، لوحت بكين علنا، الأحد، بإمكانية الرد.
وقال المتحدث باسم الجمعية الوطنية الشعبية (البرلمان) تشانغ يسوي للصحافة قبل الدورة السنوية العامة: إن "الصين لا تريد حربا تجارية مع الولايات المتحدة، لكن إذا قامت الولايات المتحدة بفعل من شأنه الإضرار بالمصالح الصينية، فإن الصين لن تقف مكتوفة الأيدي وستتخذ ما يلزم من إجراءات".
والصين منتج رئيسي للصلب والألومنيوم في العالم، لكنها تؤمن جزءا ضئيلا من الواردات الأمريكية من هذين المنتجين، وبالتالي فإن هذه الرسوم الجديدة لن يكون لها تأثير كبير عليها في حال إقرارها.
لكن تشانغ أبدى مخاوف إزاء الانزلاق في دوامة تخرج عن السيطرة، في وقت تضاعف واشنطن التحقيقات ورسوم مكافحة إغراق الأسواق ضد العملاق الآسيوي في مجالات عديدة تمتد من الغسالات إلى الألواح الشمسية.
تدابير ضرورية
وحذرت بكين مرارا في الأشهر الأخيرة من أنها ستتخذ "التدابير الضرورية" دفاعا عن مؤسساتها بوجه "القرارات الحمائية" التي تصدر عن واشنطن.
وفتحت السلطات الصينية في هذا السياق تحقيقا مضادا للإغراق بحق الذرة البيضاء الأمريكية، كما أنها لا تستبعد استهداف صادرات الصويا الهائلة الأمريكية.
غير منطقي
ولا يشكل الصلب والألومنيوم سوى جزء يسير من صادرات العملاق الآسيوي إلى الولايات المتحدة، بلغ حوالى 1% العام الماضي بحسب الجمارك الصينية.
وإثر ضغوط مارسها الغرب، عملت بكين على الحد بشكل كبير من قدرات مصنعي الصلب الصينيين. ورغم إنتاج محلي يتزايد، تراجعت الصادرات الصينية من الصلب بنسبة 30,5% العام الماضي.
في المقابل، فإن منتجي الصلب في كندا والبرازيل والمكسيك وكوريا الجنوبية وتركيا يعولون بشكل كبير على السوق الأمريكية التي تشكل أهمية قصوى لهم.
ويعكس ذلك ردود الفعل الصينية الأولية المعتدلة على تصريحات دونالد ترامب مقارنة مع التنديد الشديد الصادر عن كندا وأوروبا.
ويأمل بعض حلفاء الولايات المتحدة مثل كندا وأستراليا في إعفائهم من الرسوم الأمريكية.
وفي نفس السياق، أعلن اتحاد صناعي واسع النفوذ في كوريا الجنوبية، الأحد، أنه اتصل بأعضاء في الكونجرس لطلب إعفاء سيول من أي تدابير جمركية جديدة.
أستراليا تحذر
كما أعرب وزير التجارة الأسترالي ستيف سيوبو، الأحد، عن مخاوفه من أن يؤدي تباطؤ نمو الاقتصاد العالمي إلى حرب تجارية عالمية، ما سيقوض انتعاشا اقتصاديا لا يزال هشا.
وحذرت أستراليا من عاقبة تبادل الإجراءات الانتقامية، فيما سعت إلى ضمان إعفاء صناعة الصلب والألومنيوم الأسترالية من رسوم الاستيراد التي فرضها دونالد ترامب على هذه المواد، مشيرة إلى تفاهم تم التوصل إليه مع واشنطن خلال قمة العشرين العام الماضي.
وأشار مسؤول أمريكي، الجمعة، إلى أنه لن يكون هناك أي إعفاء لأي دولة، لكنه أضاف أنه سيتم النظر بإعفاءات محتملة بشكل منفصل، وستدرس كل قضية على حدة.
كما برزت مخاوف على صعيد السوق المحلية من أن هذه الرسوم الأمريكية قد تغرق الأسواق ببضائع رخيصة كانت مخصصة في الأصل للتصدير إلى السوق الأمريكية.
ويبدو أن المخاوف ستتزايد خلال الأسبوع من نشوب حرب تجارية بعد أن حذر ترامب الاتحاد الأوروبي بفرض رسوم على سياراته بحال رد الاتحاد بإجراءات انتقامية على رسومه التي فرضها على الصلب والألومنيوم.
aXA6IDE4LjIyMS4xNjcuMTEg
جزيرة ام اند امز