خطة أوروبا والصين للانتصار على ترامب في حرب رسوم الصلب
مجلة "ذا إيكونومست" تكشف عن خطط لكل من الصين والاتحاد الأوروبي للرد "بشكل قاس" على قرار ترامب برفع التعاريف على واردات الصلب.
تسبب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في إشعال حالة من التوتر على صعيد الاقتصاد العالمي، وذلك بعد أن أعلن عن فرض رسوم نسبتها 25% على واردات الصلب و15% على منتجات الألومينيوم، في خطة اعتبرها كل من الاتحاد الأوروبي والصين "إعلانا لحرب تجارية"، الأمر الذي دفع كليهما للرد على الخطوة الأمريكية.
وحذر صندوق النقد الدولي من أن القيود الأمريكية على استيراد الصلب والألمنيوم ستتسبب في أضرار اقتصادية واسعة النطاق ستشمل الاقتصاد الأمريكي، وحث واشنطن وشركاءها التجاريين على تسوية خلافاتهما بشأن التجارة.
إلا أن كلا من الصين والاتحاد الأوروبي قاما بالإعلان عن خطط لمواجهة تدابير ترامب التي أكدت مجلة "ذا ايكونومست" أن خطورتها ستؤثر على تجارة الصلب العالمية إضافة الى الصناعات التكميلية التي تعتمد عليها.
وأشارت المجلة البريطانية إلى أن ترامب خالف اتفاقية التجارة الدولية التي وقعتها الولايات المتحدة، الأمر الذي سيدفع اقتصاديات كبرى للرد بشكل مباشر على الخطوة الأمريكية المثيرة للجدل.
فبالنسبة للصين، قال نائب وزير الخارجية الصيني تشانج يه سوي، خلال مؤتمر صحفي قبل الاجتماع السنوي للبرلمان الصيني، الذي يبدأ هذا الأسبوع، إن المفاوضات وتبادل فتح الأسواق أفصل السبل لتسوية الخلافات التجارية.
وأضاف تشانج، وهو أيضا المتحدث باسم البرلمان وسفير سابق لدى الولايات المتحدة، "الصين لا تريد أن تخوض حربا تجارية مع الولايات المتحدة ولكن لن نقف مكتوفي الأيدي بينما نرى مصالح الصين تتقوض".
وكشفت المجلة عن خطوات أعلنتها الصين بفرض تعاريف ورسوم على "جميع المنتجات الأمريكية الواردة إلى الصين، إضافة إلى رفع نسبة الضرائب على المصانع التي تمتلكها مؤسسات أمريكية داخل الصين مثل أبل وإيتس بي".
وتلك ليست المرة الأولى التي قامت الصين بفرض رسوم مضادة على الولايات المتحدة، ففي 2009 منع الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما دخول إطارات السيارات الصينية إلى السوق الأمريكية، الأمر الذي دفع الصين إلى فرض ضرائب على منتجات الدواجن الأمريكية التي يتم تصديرها إلى الصين.
أما عن الموقف الأوروبي، وتحديدا رد فعل الاتحاد الأوروبي على زيادة الرسوم الأمريكية على الصلب والألومنيوم الأوروبي، قالت سيسيليا مالستورم، مسؤولة التجارة في منظمة الاتحاد الأوروبي، إن أوروبا تستطيع أن تفرض رسوما مضادة على "جميع المنتجات الأمريكية" التي ستدخل السوق الأوروبية، الأمر الذي سيحول ضخ الصلب والألومينيوم إلى بلدان الاتحاد الأوروبي التي ستستفيد من رخص ثمنهما.
وأشارت المجلة إلى أن الاتحاد الأوروبي سيقوم بإعلان قائمة من المنتجات الأمريكية التي سيتم فرض رسوم على دخولها إلى السوق الأوروبية، وذلك بنسب تقترب من 40% كرد فوري على قرار ترامب.
جدير بالذكر أن صندوق النقد الدولي قال في بيان مقتضب إن "قيود الاستيراد التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من المرجح أن تتسبب في أضرار ليس فقط خارج الولايات المتحدة، بل أيضا للاقتصاد الأمريكي نفسه بما في ذلك قطاعا الصناعات التحويلية والتشييد، وهما مستخدمان رئيسيان للألمنيوم والصلب".
وقال البيان إن صندوق النقد يحث الولايات المتحدة وشركاءها التجاريين على العمل معا بطريقة بناءة لتقليل الحواجز التجارية وتسوية الخلافات بشأن التجارة دون اللجوء إلى مثل هذه الإجراءات الطارئة.