أمريكا والصين.. الفرصة الأخيرة لاحتواء نشوب "حرب الصلب"
الصراع التجاري بين أمريكا ودول العالم، وعلى رأسها الصين وألمانيا، يدخل مرحلة جديدة.. فهل ينجح اجتماع واشنطن في احتوائها؟
دخل الصراع التجاري بين أمريكا ودول العالم، وعلى رأسها الصين وألمانيا، مرحلة جديدة، حيث صعدت الولايات المتحدة من تهديداتها، فيما يتعلق بفرض رسوم حمائيه على وارداتها من الصلب وصفائح الألومينيوم، بتطبيقها رسوما جمركية فرضتها العام الماضي على وارداتها من صفائح الألومينيوم من الصين، والمقدرة بنحو 400 مليون دولار في السنة، ما أثار غضب بكين التي تعهدت بالرد.
وفي محاولة جديدة لاحتواء نشوب حرب تجارية جديدة بين أمريكا وباقي دول العالم، قال مسؤول بالبيت الأبيض، مساء الأربعاء، إن محادثات تجارية بين مسؤول صيني و3 من كبار مستشاري الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ستعقد في البيت الأبيض الخميس.
وقال المسؤول "نتوقع تبادلا صريحا للآراء بشأن التجارة والعلاقات الاقتصادية، وتلك المحادثات ستركز على المسائل الجوهرية".
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الاثنين، إنه يريد إعادة صناعة الصلب إلى أمريكا، حتى إذا كان ذلك يعني فرض تعريفات على الواردات من دول أخرى.
وفي اجتماع بالبيت الأبيض مع حكام الولايات، قال ترامب "أريد أن أعيد صناعة الصلب إلى بلدنا، إذا كان ذلك يتطلب تعريفات على الاستيراد فلتفرض تلك التعريفات، ربما الزيادة في التكلفة ستكون ضئيلة لكن سيكون لدينا وظائف".
وكانت وزارة التجارة الأمريكية قد أوصت ترامب في وقت سابق بفرض قيود على واردات الصلب والألمنيوم من الصين ودول أخرى، وقال البيت الأبيض يوم الجمعة إن ترامب لم يتخذ بعد قرارا نهائيا في هذا الأمر.
وعقب تصريحات ترامب بيوم طبقت الولايات المتحدة، الثلاثاء، رسوما جمركية فرضتها العام الماضي على وارداتها من صفائح الألومينيوم من الصين والمقدرة بنحو 400 مليون دولار في السنة، ما أثار غضب بكين التي تعهدت بالرد.
وزاد الإجراء من التوتر على صعيد التجارة بين بكين وواشنطن التي تدرس فرض رسوم على البضائع الصينية على أمل الحد من العجز التجاري لديها.
إلا أن الإجراء ليس مرتبطا بقرار وشيك للبيت الأبيض حول ما إذا كان سيرد على الواردات الضخمة من الألومينيوم والصلب، والتي تقول وزارة التجارة إنها تزعزع الجهوزية الأمنية للولايات المتحدة.
وتابعت الوزارة أن المصنعين الصينيين يغرقون الأسواق الأمريكية بصفائح الألومينيوم بأسعار أدنى من السوق، مع هوامش بين 48,6% و106،9%، كما تستفيد هذه المنتجات من دعم حكومي غير منصف بمعدلات يمكن أن تصل إلى 80,9%.
وصرح وزير التجارة الأمريكي ويلبور روس، في بيان "هذه الإدارة ملتزمة إزاء تجارة عادلة ومتبادلة، ولن نسمح للعمال والمؤسسات الأمريكية بأن تتضرر من واردات غير منصفة".
وكانت الصين حذرت الولايات المتحدة بأن تهديدها بفرض رسوم على صادراتها يمكن أن يقوض علاقات تجارية حيوية، بينما أعربت وزارة التجارة الصينية عن "استنكارها الشديد" للقرار حول صفائح الألومينيوم.
وقال وانغ هيجون، المسؤول في وزارة التجارة الصينية، في بيان، إن "استخدام الجانب الأمريكي غير المنطقي لإجراءات تصحيحية تجارية لن ينجح في تنشيط صناعة صفائح الألومينيوم، كما سيؤثر على وظائف في الولايات المتحدة وسيؤذي المستهلكين هناك".
ويشير محللون أيضا إلى أن مثل هذا السلوك يمكن أن يزيد من مخاطر الرد والمعاملة بالمثل.
أما الاتحاد الأوروبي فقد حذر، الأسبوع الماضي، من أنه سيتخذ "الإجراءات المناسبة" للدفاع عن مصالحه في حال أقدمت الولايات المتحدة الأمريكية على فرض قيود تجارية قاسية تدخل ضمن سياسة الرئيس دونالد ترامب الحمائية.
وأكد المتحدث باسم المفوضية الأوروبية مارغريتس شيناس أن بروكسل ستشعر "بقلق عميق"، نتيجة أي عقوبات تفرض على الاتحاد الأوروبي. وقال في تصريح "سنتخذ الإجراءات المناسبة للدفاع عن الصناعة الأوروبية، وسنكون جاهزين للتحرك بسرعة وبالشكل المناسب في حال تعرضت صادراتنا لأي قيود من الولايات المتحدة". لكنه شدّد على أن التجارة العالمية تبقى دائما مربحة للطرفين إذا تقيّد الشركاء بالقواعد، مؤكدا "لسنا في حرب تجارية".
ورفضت المفوضية، التي تقود السياسة التجارية لدول الاتحاد الأوروبي الـ28، التعليق على التقارير التي أشارت إلى أن المسؤولين قد وضعوا بالفعل تدابير محددة لمواجهة إجراءات ترامب.
وكانت إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما حاولت إيجاد حل للموضوع لكن عبر إعطائها أولوية لخيار المحادثات التجارية بدلا عن الإجراءات العقابية.
ومن شأن الإجراءات الأمريكية أن تؤثر سلبا على الدول الأوروبية كما على الصين التي تمثل أكبر مصدّر للصلب، ولكنها تشكل أقل من 1% من واردات الولايات المتحدة، وتصدّر فقط 10% من الألمنيوم المصنع إلى الخارج.
aXA6IDMuMTQwLjE5Ny4xNDAg جزيرة ام اند امز